رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهر في أسبوع.. "الطيب" يستقبل سفير إسبانيا بالقاهرة.. يؤكد: تظاهرات "رفع المصاحف" خديعة لنزع استقرار الدولة.. يرأس الاجتماع الأول لبيت الزكاة.. ويثمن جهود خادم الحرمين للم شمل الأمة العربية

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

شهد الأسبوع المنصرم، نشاطًا محدودًا للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، استهله بلقاء سفير إسبانيا بالقاهرة، بارتورو ديل كولار.

وأكد الإمام الأكبر خلال اللقاء، عمق العلاقات بين الأزهر الشريف وإسبانيا، موضحًا أن العلاقة بين مصر وإسبانيا لا تحتاج إلى تذكير، وقال: "مازلت أذكر إعجابنا أيام دراساتنا العليا في الستينيات، من القرن الماضي، بفضلاء المستشرقين، الذين أثروا المكتبة العربية الإسلامية بعيون الأبحاث والمقالات والتحقيقات التي مازالت تسعف الباحثين بمختلف تخصصاتهم، من أمثال "آسين بلاسيوس" وغيره، كما أن مجموعة من كبار الباحثين المصريين تخرجوا في الجامعات الإسبانية، وكان لهم دور محمود في الحفاظ على التراث الإسلامي، من أمثال الدكتور محمود على مكي رحمه الله- وغيره من الباحثين".


استقبال الطلاب الإسبان
وأبدى الطيب استعداد الأزهر الشريف لاستقبال مزيد من الطلاب الإسبان المسلمين، حتى يتمكنوا من الحفاظ على عقائد المواطنين المسلمين الإسبان، ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة التي تنأى بهم عن التشدد.

وذكر الإمام الأكبر: "إن الأندلس (إسبانيا) كانت حاضنة للفكر الإسلامي لعدة قرون، بل كانت المراكز الثقافية في المدن مثل طليطلة وغيرها، هي "الخميرة الأساسية" التي أصلحت ونهضت بالفكر الأوربي في العصور الوسطى، ومازلنا إلى اليوم ندرس في الأزهر كتب كبار علماء الأندلس مثل كتب أبي بكر بن العربي الإشبيلي، والباجي، وابن عبد البر القرطبي وغيرهم".

تثقيف المسلمين
وأشار إلى أن الأزهر هو المؤسسة التاريخية عبر أكثر من ألف عام، التي لا تزال تقوم بدروها في تثقيف المسلمين وتوعيتهم، مع الحث على الالتزام بمبادئ الدين بوسطية واعتدال.

ومن جانبه، أبدى السفير الإسباني سعادته باستقبال الإمام الأكبر له بمشيخة الأزهر، مؤكدًا أنه سيعمل على توسيع دائرة التعاون بين إسبانيا والأزهر، الذي تُقدِّر حكومته دورَه في نشر قيم التسامح بين الناس جميعًا، كما تقدر رعايته للفكر الإسلامي المعتدل في مصر والعالم كله.

تنمية العلاقات
وأضاف أن إسبانيا تقدِّر دورَ مصر في محيطها العربي والإقليمي، وتحرص على تنمية علاقتها بمصر وجميع المؤسسات، وبخاصة الأزهر الشريف، رمز الوسطية ومنارة العلم.

رفع المصاحف
وأكد شيخ الأزهر، أن المتطرفين الذين يدعون إلى رفع المصاحف في تظاهراتهم، كما فعل الخوارج مع أمير المؤمنين على (رضى الله عنه) ليسوا أًصحاب دين ولا قرآن، مشيرا إلى أن تلك الحيلة هدفها زعزعة استقرار الدولة.

وأوضح "الطيب"، خلال لقائه، برؤساء المناطق الأزهرية، بحضور وكيل الأزهر ووزير الأوقاف ورئيس قطاع المعاهد، في إطار جهود المؤسسة الدينية لمواجهة التطرف والغلو، أن مصر تمر بمرحلة دقيقة جدًّا تستوجب من كل فرد من أفراد المجتمع، أن يتحمل مسئوليته تجاه وطنه، والأزهر يتحمل مسئولية كبيرة أمام الله وأمام الوطن حتى نعبر بوطننا نحو غد أفضل.

دعوات الفرقة
وأشار إلى أن الأزهر الشريف شارك في الحركات الوطنية على مدى تاريخه، ووقف بجانب الشعب المصري في المحن التي مرت به، قائلا: "نحن أصحاب رسالة يجب أن نفكر كيف نضع لبنة في صرح الأمن والأمان في وطننا الغالي".

ووجّه الطيب شيوخ المعاهد بالتواصل الدائم مع الطلاب وتوعيتهم من دعوات الفرقة والانقسام التي تهدف إلى إيقاف مسيرة التنمية وتتستر باسم الإسلام.

فرض الزكاة
ويرأس شيخ الأزهر، الاجتماع الأول للمجلس والذي عقد بمقر المشيخة، وقال الطيب خلال الاجتماع:"إن هناك قاعدة عريضة من الجماهير تعاني الفقر والبؤس والحرمان، ولو تم تأدية فرض الزكاة كما ينبغي في الإطار الشرعي لاستطعنا القضاء على كثير من آلام وأحزان الفقراء".

وأضاف شيخ الأزهر الشريف أن هناك خللًا شديدًا بين كم الزكاة الذي يُدفع، واتساع وانتشار طبقة كبيرة من الفقراء، ومن هنا جاءت فكرة أن يتولى الأزهر الشريف إنشاء بيت مصري للزكاة، يتولى جمعها ليصرفها في مصارفها الشرعية التي حددها القرآن الكريم.

بيت الزكاة
وأكد "الطيب" أن بيت الزكاة هيئة مستقلة شرعية لا دخل لها بأية هيئة أو نظام أو وزارة، ويهدف البيت إلى المساهمة في تحسين المستوى المعيشي للفئات المستحقة، والتوعية في القضايا الفقهية المتعلقة بالزكاة في المجتمع، والبحث في المستجدّات التي يفرضها العصر، ودعم الفئات الضعيفة والمهمّشة عن طريق تقديم الرعاية والمساعدات والإسهام في بناء اقتصاد قوي من خلال مشروعات، من أموال الصدقات، تنموية صغيرة مُدرة للدخل، والتوجه إلى المشروعات "التعليمية، والصحية، والاجتماعية"، ومشروعات لها علاقة بمصارف الزكاة مثل الغارمين أو مساعدة البنات اليتيمات والشباب المقدمين على الزواج.

وذكر: "وإنشاء مشروعات محلية تهدف إلى تشغيل العاطلين في بعض المهن والحرف التي تتميز بها بعض المناطق الفقيرة، خاصة في المناطق الريفية، وتبني بعض المشروعات لتحسين مستوى الحياة لذوي الإعاقة، والعناية بهم، وإيواء أطفال الشوارع، وأن يكون البيت جهةً موثوقًا بها للإجابة عن كل تساؤلات الأفراد حول شروط وجوب الزكاة، وآلية دفعها، وتحصيلها، وتطبيقاتها العملية، وحسابها، وأنواعها ومصارفها".

تحسين مستوى المعيشة
وأوضح الإمام الأكبر، أن رؤية البيت هي المساهمة في تحسين مستوى المعيشة والخدمات وتوفير سُبل الحياة الكريمة للفئات الأولى بالرعاية من خلال التشجيع على أداء فريضة الزكاة، وتنمية موارد الزكاة والصدقات، ورفع كفاءة إنفاق هذه الموارد على المصارف الشرعية للزكاة، وتنمية وعي الفرد بأهمية المساهمة بالتبرعات كأحد سُبُل تحقيق العدالة.

وأشار إلى أنه يختص مجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات المصري برسم السياسة العامة للبيت، وإقرار خطط وبرامج نشاط البيت، وتحديد أوجه استثمار أموال البيت، وإقرار مشروع الموازنة السنوية للبيت وحسابه الختامي، بالإضافة إلى إقرار الهيكل التنظيمي واللوائح الداخلية للبيت.

لم شمل الأمة العربية
وأعلن شيخ الأزهر، تقديره للجهود الحكيمة لخادم الحرمين الشَّريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في جمع شمل الأمَّة العربيَّة، والعمل على وَحدة الصَّف.

وأضاف الطيب، أن المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين، للمصالحة بين مصر وقطر، تأتى حرصًا منه على لم شمل الأمتين العربية والإسلامية.
الجريدة الرسمية