تامر أمين: لعنة "أبناء ماسبيرو" وراء رحيل سعد ورمضان

"تامر" تحدث بصراحة عن حقيقة "دعم الرئيس السيسي"، وكشف السر وراء استخدامه بعض "المصطلحات الشعبية" في برنامجه.. وتحدث أيضًا عن "خريف الإعلاميين" وحالة "الرحيل" التي أصيب بها عدد من زملائه في الوسط.. وعن موقفه من سيناريو "الضغط على الإعلاميين" ومسألة "الخطوط الحمراء" التي تم وضعها لـ"وسائل الإعلام" وأمور أخرى... كان الحوار التالي:

- بداية تامر أمين بسيوني هل كانت إعلامية.. أو أن الانطلاقة كانت بعيدًا عن "مجال الأب"؟
أنا خريج كلية الألسن، ودراستي لم تكن لها علاقة -من قريب أو بعيد- بالإعلام، وعملت بعد تخرجي في "كلية الألسن" في عدة مجالات، حيث عملت بمجال السياحة، ثم أسست شركة لـ"الدعاية والإعلان" مع أحد أصدقائي لكن لم يكتب لي التوفيق، وفي هذه الأثناء وجدت والدي يطالبني بدخول مجال الإعلام، وكان مؤمنًا جدًا بمقدرتي على النجاح، وبعد مناقشات، ومصارحة من جانبي بأنني "لن أعيش في جلباب أبي" طالبني بخوض امتحانات المذيعين، وقد كان، وحصلت على المركز الأول في الاختبارات، وتم اختياري "مذيع نشرة" في قناة "النيل للأخبار" رغم أنه لم تكن هذه ميولي، حيث كنت أرغب في أن أصبح مذيعًا رياضيًا أو فنيًا.

- اخترت أن تكون البداية من "ماسبيرو".. فهل أنت صاحب القرار في الرحيل عن برنامجك المفضل "البيت بيتك"؟
السبب الرئيسي بكل صراحة هي ثورة 25 يناير، فبعد الثورة اعترض موظفو ماسبيرو على وجود محمود سعد وخيري رمضان ولميس الحديدي داخل التليفزيون بما أنهم صحفيون وليسوا من "أبناء ماسبيرو" بعدها توقف برنامج "البيت بيتك" الذي كنت أقدمه مع محمود وخيري وقدمت بعدها برنامج "مصر النهاردة" إلا أن رئيس الاتحاد أصر على إبعاد المخرج ورئيس تحرير البرنامج، وعندما أعلنت له أن قرار "ترحيل الكفاءات" لن يكون في صالح البرنامج، طالبني بالاستمرار ومحاولة إنقاذ البرنامج، وبالفعل وقدمت "مصر النهاردة" لمدة أسبوعين، وخلال هذه الفترة بدأت ألاحظ انخفاض مستوى البرنامج وتراجع شعبيته، وفي تلك اللحظة اتخذت قرار الرحيل عن "ماسبيرو".

- ما حقيقة تعرضكم أثناء تقديم "البيت بيتك" لضغوط سياسية هائلة؟
بالفعل.. في بداية البرنامج كنا نتعرض إلى كثير من الضغوطات من النظام، ولكن بعد أن أصبح لـ"البيت بيتك" جماهيرية كبيرة تحول الأمر إلى العكس، حيث أصبح المسئولون يخافون من البرنامج حتى أنهم كانوا يتصلون بنا ويستسمحوننا في أن نخفف الهجوم على الحكومة، وأتذكر هنا موقفًا عندما طالبني رئيس تحرير البرنامج بالتواصل مع الوزير الأسبق رشيد محمد رشيد، الذي كان مقررًا أن أستضيفه، وعندما تحدثت مع رئيس التحرير عن سر هذا الطلب أخبرني "الوزير عاوز يطمن...!".

_ ماذا عن اتهام البعض لك بأنك تستخدم عبارات مسيئة "على الهواء" مثل "عيل شمال" و"معلم" وغيرها.. فما رأيك ؟
الإعلامي دائمًا يكون مطالبًا بأن يحقق المعادلة الصعبة، المتمثلة في الحفاظ على اللغة الإعلامية وفي الوقت ذاته التواصل مع الجمهور بـ"لغة بسيطة"، كما أن المصطلحات التي أستخدمها لا أرى أنها "خارجة" فالجميع يعلم جيدًا أننا نصف كل شيء خاطئ بأنه "حاجة شمال".

- هل هذا يعني أنك ترفع شعار "الجمهور عاوز كده"؟
لا.. ولست من أنصار هذا الاتجاه، بالعكس انتقد دائمًا الإعلامي الذي يفعل أشياءً غريبة أمام الكاميرا، ويقول "الجمهور عاوز كده"، ولكل ما في الأمر أن هناك تيرمومتر داخل الإعلامي بشكل خاص يستشعر التغيير النسبي الذي حدث ويحاول أن يواكبه بشكل متوازن.

_ هل استجابة الجمهور لباسم يوسف رغم تجاوزها هي التي شجعتك أن تتدنى بالخطاب الإعلامي بعض الشيء ؟
لا بالطبع لأنني أعلم أن باسم يوسف يقدم إعلامًا ساخرًا، في الوقت الذي أقدم فيه إعلامًا جادًا، وهناك اختلاف كبير بينهما، ولكن كما قلت لك التيرمومتر الذي بداخلي هو الذي يحدد.

_ هل ترى أن الضغوط التي تعرض لها باسم يوسف هي السبب في إيقاف برنامجه ؟
دعني أفاجئك وأقول لك إن باسم يوسف لم يتعرض لأي ضغوط، لكن بعد أن انقلب الجمهور عليه وأصبح يفقد جماهيره تخلت الفضائيات عنه وكان آخرها قناة "إم بي سي" حفاظًا على العلاقات المصرية السعودية.

_ بالمناسبة ما هو تقييمك لتجربة باسم يوسف ؟
انتقدت باسم يوسف قبل ذلك وقلت له "يا باسم الإعلامي لابد أن يكون ذكيًا وأنت أخطأت لأن الجمهور يقبل أن تسخر من النظام ولكن لا يقبل أن تسخر من أحلامهم" وهذا ما وقع فيه باسم يوسف.

_ لكنك سبق وسخرت من الشهيد خالد سعيد ووصفته بـ"شهيد البانجو"؟
لا.. لم أسخر من خالد سعيد، وكل ما فعلته أنني قرأت ما جاء في بيان وزارة الداخلية وقتها، وكنت أسخر من بيان الوزارة وليس من خالد نفسه، كما أنني حتى هذه اللحظة لا أعرف كيفية وفاة خالد سعيد.

_ بعد رحيلك عن "ماسبيرو" خضت تجربة وصفها البعض بـ"غير الجيدة" مع قناة "إل تي بي".. فلماذا اخترت هذه القناة ؟
أريد أن أقول إن تجربة قناة "إل تي بي" تجربة جيدة للغاية لأنها أعطتني مساحة جيدة في أن انتقد بعض سلبيات ثورة 25 يناير، كما أريد أن أوضح هنا أنه في خلال الفترة التي تلت رحيلي عن "ماسبير" عرضت عليّ أكثر من قناة فضائية "كبرى" العمل معها، لكنهم اشترطوا أن أمجد في "ميدان التحرير" وألتزم بـ"خطاب معد مسبقًا" وهو أمر رفضته تمامًا لأنه لا يتفق مع قناعاتي ومبادئي.

_ ولماذا رحلت عن قناة "المحور" رغم صداقتك مع مالكها حسن راتب ؟
ببساطة.. رحلت لأن قناة "روتانا مصرية" قدمت لي عرضًا أفضل من فضائية "المحور" ويومها ذهبت لـ"حسن راتب" وأبلغته بـ"العرض الجديد"، وكان باقي على انتهاء عقدي مع "المحور" 4 أشهر، لكن "راتب" -وهو بالمناسبة صديقي- وافق على رحيلي وشجعني على اتخاذ قرار الانتقال لـ"روتانا مصرية".

_ ما حقيقة العرض الذي قدمته لك فضائية "سي بي سي" ؟
هذه كواليس مهنة ولا أريد أن أكشف عنها، وأنا ملتزم بعقدي مع "روتانا" ولا يوجد أي شيء جديد بحياتي العملية حتى الآن سوى "روتانا".

- تحدثت عن "زملاء البيت بيتك".. هل أنت راضٍ عن أدائهم بعد رحيلهم من "ماسبيرو" وذهاب الإعلامي القدير محمود سعد لـ"النهار" وخيري رمضان إلى الـ"سي بي سي"؟
لا أستطيع أن أقيم زميلًا، ثم أن محمود سعد ليس صديقي وعلاقتي به مجرد زمالة فقط؛ لأن طباعه وميوله وفكره مختلف عني تمامًا ولكن أصدقائي هم خالد صلاح وخيري رمضان ومجدي الجلاد ومحمد الأمين.

_في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كنت تقول إن "مبارك والعائلة" هم خطوط حمراء.. بعد رحيلهم ما الخطوط الحمراء المطلوب عدم تجاوزها أو الاقتراب منها؟
خطي الأحمر الذي وضعته لنفسي هو "مصر ومصلحة الوطن"، والرئيس السيسي بالنسبة لي ليس خطًا أحمر أو أي شخص آخر.

- لكن البعض يتهمك وآخرين بـ"نفاق السيسي".. تعقيبك؟
هناك فرق بين دعم الرئيس ومنافقة الرئيس، وأزعم أنني لم أنافق أحدًا وهدفي هو دعم الرئيس من أجل مصر ومصلحة المواطنين.

_ ما تعليقك على أزمة السبكي ومحمد حسن رمزي التي حدثت ببرنامجك ؟
الأزمة أخذت أكثر من حقها إعلاميًا، ولا أنكر أن السبكي أخطأ، ولم يكن بيدي أي شيء لأن البرنامج يذاع على الهواء ولا أستطيع أن أتحكم في كلام ضيوفي، ثم أن محمد حسن رمزي أخطأ هو الآخر لأنه ترك القضية الأساسية وهي أزمة السينما وتشبث بإهانة السبكي له.

_ ما تقيمك للتوك شو الرياضي ؟
التوك شو الرياضي لديه مشكلات كثيرة وتحول إلى تصفية حسابات شخصية،وأبتعد عن الرياضة إلى حد كبير، وهذا لا ينفي أن هناك مذيعين متميزين بين مذيعي التوك شو الرياضي.

_ هل توافق على عمل إحدى كريمتيك "ملك " و"نور " في الإعلام ؟
لن أفرض عليهما شيئًا وإذا رغبت إحداهما العمل في مجال الإعلام لن أرفض ذلك وسأساعدها لأنها ابنتي ومن الطبيعي أن أبذل ما في وسعي حتى تصبح أحسن الناس بعيدًا عن مصطلح "الكوسة" أو "الوسطة".

_ ما توقعاتك للبرلمان القادم الذي تتأهب له مصر الآن ؟
البرلمان القادم سيكون أشبه بجلد النمر ليس به أغلبية لأحد وسيكون شعاره "مستقلين" بمنطق المنفصلين، والذي يليه هو الأفضل من ناحية الكوادر.