رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «قلعة الكبش» تبحث عن طوق النجاة.. محمد: «أنا راجل عاجز وبنتي عندها السكر ويا ريت الحكومة تشوفلي شقة».. ومجدي: «ولادي بعيد عن حضني من 7 سنين وعايزهم يرجعوا تاني»

فيتو

ما أصعب العيش داخل أحد المنازل الآيلة للسقوط مترقبًا مصيرًا محتومًا يدفع ساكنى تلك العقارات إلى القلق الدائم، دون أن يغمض لهم جفنًا في انتظار انهيار العقار! فقلة حيلتهم تجبرهم على العيش في تلك الأبنية المتهالكة التي ترتسم على جدرانها التصدعات والتشققات، وفي كل لحظة تمر عليهم تقتل بداخلهم أمل النجاة من الموت تحت الإنقاد.


جولة «فيتو»
رصدت «فيتو» في جولة ميدانية تُعبر عن معاناة ساكني تلك المنطقة الذين يتملكهم الخوف والذعر من حين إلى آخر تحسبًا لانهيار تلك الأبنية المتهالكة التي من المفترض إخلاؤها وإزالتها، وذلك في ظل غياب دور تام للمحافظة لإيجاد بديل لإنقاذهم من كارثة على وشك الحدوث.

مريض بالعجز
يجلس محمد محسن محمد، متكئًا على أحد أفراد أسرته داخل غرفة ضيقة تكاد تتسع لفراشه بجواره بناته في حالة سكون لعدم قدرته على الحراك بسبب علة قدمه المصابة بالعجز، ينظر إلى إحدى بناته المصابة بمرض السكر بانكسار وحسرة لعدم استطاعته شراء علاجها.

شقة وغرفة واحدة
وقال محمد محسن إنه في تلك المعاناة منذ عام 2007، ويقوم بالتنقل من مكان إلى آخر منذ أن كانت ابنته في الثالثة من عمرها دون جدوى، مضيفًا أنه غير قادر على العمل، ويعتمد بشكل كلي على معاش التضامن الاجتماعى، موضحًا أنه تقدم بالعديد من الشكاوى لرئاسة الجمهورية والمحافظة والمسئولين، دون النظر بها، لافتًا إلى أنه مصاب بقدمه، وأجرى تسع عمليات بها جعلته عاجزًا عن العمل بالإضافة إلى إصابة ابنته بمرض السكر، مما يحمله عبئا ماديا كبيرا لا يتماشى مع مصدر دخله الضئيل الذي لا يكفى لقمة العيش، حسب تعبيره.

وطالب الحكومة بتوفير شقة له مكونة من غرفة واحدة تلم شمل أسرته التي لا تجد مكانًا يأويها من التشرد.

7 سنين من الحرمان
وداخل أحد الغرف المظلمة يرقد مجدى حسين حافظ، معزولًا في وحدة قاتلة، فرضت عليه بعد تشتت أسرته، لعدم توافر مسكن لهم، حيث اضطر إلى وضع أبنائه داخل أحد الملاجئ محرومًا من احتضان أولاده لمدة 7 سنين.

450 جنيها
وتمنى مجدي أن يرى أولاده ويحتضنهم ويعوضهم عن الحرمان، مضيفًا أنه يُعاني مرضا نفسيا يمنعه عن العمل، لذا يتقاضى معاشًا من التضامن الاجتماعي لا يتجاوز الـ450 جنيها، مما لا يكفي لمتطلباته الشخصية من أكل وشرب، مشيرًا إلى أنه لجأ إلى المحافظة للحصول على إحدى الشقق السكنية، ولكنه فؤجى بأحد الموظفين يطالبه برشوة تقدر بـ 5000 جنيه، وذلك المبلغ بالنسبة له يستحيل الحصول عليه، لافتًا إلى أنه لا يعلم ما المفترض أن يفعله لحل تلك الأزمة التي تحاصر حياته.

وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالنظر إلى الفقراء، وإعطائه وحدة سكنية ليعيش بالقرب من أبنائه الذين شردوا بالملاجئ رغم أنه ما زال على قيد الحياة.
الجريدة الرسمية