رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. الصيادون العائدون من اليمن: «شوفنا العذاب» في السجن الحربي.. السفارة المصرية «دفعتنا فلوس الإقامة».. أسماك بـ2 مليون جنيه «راحت».. والرحلة كانت «مو

فيتو

38 يومًا هي مدة احتجاز 70 صيادًا من محافظتي كفر الشيخ، ودمياط، ما بين الميناء التجاري باليمن والسجن الحربى، وصفها الصيادون بأنها «أيام الذل والمهانة».


ووصف الصيادون رد فعل المسئولين معهم بـ«المتخاذل»، إذ -على حد قولهم- لم تتحرك السفارة المصرية باليمن لإنقاذهم بعد أن أطلقت القوات الحربية اليمنية النيران عليهم، وإجبارهم على التوقف، واحتجازهم.

بعد 38 يوما عاد 21 صيادًا من أبناء قرية «العنابرة» التابعة لمركز البرلس بمحافظة كفر الشيخ، واستقبلهم الأهالي بفرحة عارمة، لكنها ممزوجة بالحزن، لما عاد به الصيادون من ديون لا يستطيعون تحملها.

ألم ومعاناة
«فيتو» التقت الصيادين لمعرفة تفاصيل الرحلة المؤلمة، عماد محمد عطية، كبير الصيادين بالقرية، متزوج ولديه ثلاث أبناء، وليس له مصدر رزق غير الصيد، يترك الأبناء، ويخرج في رحلات صيد، ثم يعود بالمال لينفق عليهم.

يقول «عماد»: «خرجنا من ميناء السويس بشكل قانوني على متن 3 مراكب، تحمل 64 صيادًا، وعملنا في المياه الإقليمية الاقتصادية الدولية المتاحة للجميع على حدود اليمن لمدة 7 أيام، هي مدة رحلة الصيد، وكنا في طريقنا للعودة إلى مصر، إلا أننا فوجئنا بالزورق الحربي اليمنى يطلق علينا النيران بشكل عنيف، فأجبرنا على التوقف، وتم احتجازنا في المراكب، واستولوا على الأسماك الخاصة بنا، والتي يتعدى ثمنها الـ2 مليون جنيه».

وأضاف: «اتصلنا بالسفارة المصرية، إلا أنها لم تهتم بنا، وبعد 15 يوما من احتجازنا في الميناء، جاء لنا شخص يسمى شحاتة، وعندما سألناه عن وضع السفارة، قال: أنا جايلكم من نفسي، وإحنا ماشيين في الإجراءات، وبعد ذلك لم نر أحدا من السفارة»، وتابع: «الأكل والشرب اللي معانا خلص، ومبقيناش عارفين نعمل إيه، ومحدش بيجبلنا أكل، وحاولت السلطات اليمنية نقلنا لميناء آخر إلا أننا رفضنا وفوجئنا بهم يقولون لنا سيتم نقلكم إلى السفارة المصرية، إلا أننا فوجئنا بنقلنا للسجن الحربى اليمني».

عذاب السجن
التقط رشدى محمد، أحد الصيادين العائدين طرف الحديث، وقال: «تم احتجازنا 10 أيام بالسجن الحربي، شوفنا فيهم الإهانة والذل وكنا بنام على الأرض، وتحتنا مياه وبناكل رغيفين كل وجبة، واللي بيتعب محدش بيدور عليه، وكنا بنعالج نفسنا»، مضيفا: «كنا مسجونين مع قاتلين يمنيين، ومحكوم عليهم بالإعدام، وكنا مرعوبين.. مدير السجن اتصل بالسفارة المصرية وقالهم الناس حالتهم صعبة ومرضى، فردت السفارة على مدير السجن: إحنا بنخلص أوراقهم».

وأردف: «بعد حكم المحكمة اليمنية بالبراءة لم تكلف السفارة المصرية نفسها باستلامنا، وفضلنا محتجزين 15 يوما، وجات 3 سيارات ونقلتنا وقعدنا في 3 غرف في مكان قريب من السفارة، لحد ما جينا مصر، وبعدين السفارة خليتنا نوقع على استمارة تجبرنا على دفع 4 آلاف جنيه ثمن الإقامة».

وأكد: «كنا مستعدين نمضى على بيع بيوتنا علشان نرجع لأولادنا، لكن بجد لم نتوقع أن تعاملنا الحكومة مثل هذه المعاملة.. موت وخراب ديار».

يذكر أن الصيادين العائدين من اليمن تم احتجازهم على متن 3 مراكب منذ أكثر من 45 يوما، وهم: «عماد محمد محمد عطية، عبد الله محمد محمد عطية، إمام محمد محمد عطية، حمام عاشور زكي عطية، أبو السعود زغلول حسن متولى عطية، مصطفى مهران حسن متولى عطية، على فتوح مهنا، وماهر مختار عطية، رشدى محمد عيسى، حمزة عبد الله عطية، أبو الكرام عبد العزيز غازى، نصر نصر عبد الفتاح عطية، جمعة رمضان عطية، خيرى محمد حسن متولى عطية، حسن فوزى محمد مهنى عطية، محمد عبد الباسط عبد الفتاح عطية، حسن مبروك مهنا، عبد الحفيظ صلاح عطية، السيد محمد مهنا، خيرى فاروق حتاتة».
الجريدة الرسمية