الألفة سبب فى النصرة
كان عنصر"الألفة" هو أساس النصرة للمؤمنين الأوائل فى بناء أعظم تجمع حركى فى التاريخ ، كما سماهم الأستاذ محمد قطب (بالجيل الفريد) فى كتابه الفريد "واقعنا المعاصر"، وقال الله تعالى فيهم: " حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِى أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِى الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)"، (الأنفال).
وجعل الله سببًا واحدًا لاجتماع هؤلاء الرجال على رأى واحد وقلب واحد ألا وهو الألفة وهي: اجتماع والتئام ومؤانسة ومجانسة ولحمة ووشيجة بين مجموعة من الناس نحو هدف سامٍ، و الأُلْفَة ( فى علم النفس ) : خاصيةُ تجاذُبِ الظواهر النفسية فى المجال الشعوريّ بتداعى الأفكار وترابطها، وقال صلى الله عليه وسلم: " المؤمنُ يألفُ ويُؤلفُ، ولا خيرَ فيمنْ لا يألفُ ولا يُؤلفُ، وخيرُهمْ أنفعُهمْ للناسِ"، وعن عمير بن إسحاق قال : كنا نحدث أن أول ما يرفع من الناس أو قال: عن الناس "الألفة".
بناء التجمع الحركى
يجب أن يتآلف المؤمنون وينسجموا ويتجانسوا ويلتئموا وينصهروا مع بعضهم لبناء معسكر وتجمع حركى جديد للمؤمنين فى مصر والعالم أجمع ؛ ليكون هذا المعسكر كالنهر الجارف لايقف أمامه شيء ويتميز عن غيره بشفافية المؤمنين مع الجميع ورقتهم لإخوانهم وصلابتهم على عدوهم فيجتمع المؤمنون من أهل الصلابة والرقة والشفافية فى معسكر الشريعة والكرامة على الحق" الكتاب والسنة" ومن على شاكلتهم وصفائهم فى فهم الواقع عن غيرهم من المنبطحين الذين شوهوا الحركة الإسلامية بتفاهماتهم السرية واللولبية ورقتهم لمن شوهوهم وورطونا كإسلاميين فى نموذج فاشل حتى الآن، ولقد كان شيخنا الرقيق العلامة رفاعى سرور رحمه الله وهو أشد الناس عمقًا فى تحقيق الأخوة فى الله مع إخوانه وتواضعًا ومواساة لهم يقول دائمًا: "لابد أن يتعلم الإخوة البغض فى الله كما يتعلموا الحب فى الله" رحمه الله رحمة واسعة كان حكيم المنطق والفعل.
نجتمع لبناء الحضارة الإسلامية الحقيقية " الخلافة " من خلال بناء المعسكر الذى تتحق به الغلبة للإسلام فيجب علينا أن نلتحم جميعًا لبنائه بأركانه وركائزه السبع على توازٍ تام وهى تعليم أبناء المعسكر ما يناسب الواقع توازيًا مع تعلم أصول الدين .. الركيزة الأولى .
الركيزة الثانية: توفير وتحقيق منبع المال الصافى الذى يقاوم أهل الباطل اقتصاديًا وإعلاميًا ويطور محاور المعسكر وتطلعاته ويعين على تحقيق تكافل لأبناء البنيان المرصوص .
الركيزة الثالثة : قيام مجتمع إسلامى تصورى يحقق التفاعل مع الغير ودعوته مع تحقيق العزلة الشعورية على التواد والرحمة والألفة والائتلاف ويقسم بالمناطق السكنية لتحقيق صفة التعارف التام ومجاوزة الاختراق الجاهلى .
الركيزة الرابعة: تحقيق مستوى شرعى ومنهجى من التفاعل السياسى الذى يضفى الشرعية وتوعية الأفراد بما يحيط بهم من أخطار وما نحمله من أهداف لحظية ومرحلية ومستقبلية.
الركيزة الخامسة: تأهيل المعسكر لأى توجه حركى حالى ومستقبلى مع دراسة نماذج التجمعات الحركية .
الركيزة السادسة: التربية على محاور الاتفاق والاختلاف فى العمل الإسلامى ومقتضيات السمع والطاعة والإدراك والإحاطة.
الركيزة السابعة: تحقيق الاطراد الحركى مع مراعاة الأمن والتوافق .