أسباب الانتحار.. استشاري أمراض نفسية: آلام الاكتئاب أصعب من السرطان.. الاضطراب الوجداني يسبب الاختناق والملل الشديد..المصابون بالفصام العقلي يرون أشباحا تطاردهم..وعلى المحيطين بالمريض الإسراع في علاجه
أصبح الانتحار مشكلة خطيرة في جميع أنحاء العالم، ففى كل عام يقضى أكثر من 800 ألف شخص نحبهم منتحرين، وهو ما يعنى حالة انتحار كل 40 ثانية تقريبا.
وفى الفترة الأخيرة كشف تقرير عالمى نشرته منظمة الصحة العالمية لعام 2014 بعنوان (منع الانتحار.. ضرورة عالمية)، حذرت فيه المنظمة العالمية من تنامى ظاهرة الانتحار والتي أصبحت مشكلة خطيرة على الصحة العامة في جميع أنحاء العالم.
الأمراض النفسية
وقال الدكتور جميل صبحى، استشارى الأمراض النفسية والعصبية، إن معظم حالات الانتحار تكون نتيجة بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والاضطراب الوجداني، وكذلك الفصام العقلي والاضطراب الذهاني.
وأشار الدكتور جميل صبحى، إلى أن الانتحار تحت تأثير هذه الأمراض، لا يعتبر قلة إيمان بالله، إذ إن المريض يكون تحت سيطرة أفكار مرضية لا يمكنه التحكم فيها، تقوده إلى الانتحار.
الاكتئاب
وأضاف أن من أهم أسباب الانتحار حالات الاكتئاب الشديد، ويشعر خلالها المريض بفقدان الرغبة في الحياة نتيجة معاناته من الآﻻم النفسية الشديدة بسبب أحاسيس الاكتئاب.
وأكد أن الدراسات تشير إلى أن الألم النفسي من الاكتئاب أصعب من آلام السرطان العضوية، وإذا لم يتم علاج الاكتئاب في الوقت المناسب يندفع المريض إلى الانتحار ليتخلص من هذه الآلام، وفي هذه الحالة يكون المريض فاقد الاستبصار والإدراك، مضيفا أنه يجب على المحيطين به السعي لعلاجه بسرعة لتدارك العواقب.
الاضطراب الوجداني
ونوه إلى أن من أسباب الانتحار حالات الاضطراب الوجداني عندما ينتقل المريض من حالة الهوس (المرح) إلى الاكتئاب فيشعر فجأة بآلام نفسية شديدة مثل الإحساس بالاختناق والملل الشديد وعدم الرغبة فى القيام بأي عمل وقد يدفعه ذلك إلى الانتحار وذلك مثل بعض ممثلي الكوميديا، فغالبا هؤلاء لديهم حالات مرح تمكنهم من أداء أدوار الكوميديا ببراعة، وإذا تصادف وانتابتهم حالات اكتئاب شديدة قد تدفعهم إلى الانتحار.
كذلك في بعض حالات الفصام العقلي والاضطراب الذهاني نتيجة سيطرة هلاوس سمعية وبصرية بمعنى أنهم يرون ويسمعون أشباحًا أو شياطين تطاردهم ومن شدة الخوف قد يندفعون للانتحار.
وأكد "صبحي" أن الحالات الهستيرية تهدد الكثير بالانتحار لجذب شفقة المحيطين بها، وتكون بطريقة بسيطة مثل أخذ عقاقير طبية وجرح أنفسهم بدرجات لا تؤدي إلى الموت، ولكن هذا يحدث بطريقة لا شعورية وغير واعية وقد يصادف أن تؤدي إلى الوفاة.
الإدمان
وأشار إلى أنه في حالات الإدمان قد يفكر المدمن في الانتحار في مرحلة الانسحاب نتيجة التوقف المفاجئ للمخدرات، كذلك معظم حالات الإدمان تكون نتيجة للاكتئاب، فالشخص المكتئب يسعى للخروج من اكتئابه بواسطة المواد المخدرة التي تجعله يشعر بالمتعة أثناء تأثير المخدرات ويعود إلى الاكتئاب بعد انتهاء مفعولها وتزداد شدة الاكتئاب تدريجيا، ما يدفعه إلى زيادة كمية المخدرات، وهذا يؤدي إلى زيادة شدة الاكتئاب خارج تأثير المخدرات ما قد يدفعه إلى الانتحار.
وأكد الدكتور جميل صبحى، أن كل هذه الحاﻻت تكون نتيجة خلل في كيمياء المخ ولابد من العلاج الدوائي لها ما عدا الحالات الهستيرية التي تحتاج إلى إرشاد نفسى.