البيان السعودي والرد المصري ولقاء السيسي وتميم!
تفسيران لبيان العاهل السعودي لا ثالث لهما..إما أنها محاولة لإحراج مصر علنًا أمام العالم بعد إبداء غضبها على الاجتماع الأخير لدول مجلس التعاون الخليجي والذي انتهى بالمصالحة وهو ما ذكرناه حرفيا مساء اليوم نفسه في مقالنا بعنوان "المصالحة مع قطر..قراءة في أخطر اجتماعات الخليج"..أو قل على الأقل مصر لم تبد ترحيبها ولم تعقب على الأمر كله إلا اليوم..
والتفسير الثاني أن ترتيبات قد تمت تم على إثرها فصل مسار المصالحة بين الدول الخليجية مع قطر..وبين مسار المصالحة المصرية القطرية..وهذا لن يتم إلا بمطالبة قطرية ودعم كويتي عماني على مبدأ خصوصية دول الخليج ويبدو هنا أن مصر طلبت في المقابل توجيه نداء لها أو أن العاهل السعودي يقصد هنا منح مصر تكريما خاصا ويعفيها من الحرج أمام الرأي العام!
الآن ندخل إلى صلب الموضوع بعد المرور على الشكليات..مصر ردت بعد بيان الملك عبدالله بعدة ساعات..وبما يوحي عدم علمها بالبيان السعودي..وأن تأخير الرد لا يليق بالعلاقات المصرية السعودية ولا بالوضعية الخاصة للملك عبدالله عند الرئاسة المصرية حيث وصفه السيسي سابقا بحكيم العرب كما أن أي تأخير في الرد أو تعليقه على انعقاد أي اجتماعات كان سيعني على الفور أن هناك شيئا ما في العلاقات بين الدولتين أو فتور بينهما لا يليق بالمرحلة الحالية..
وجاء الرد المصري وفقا للبيان عاما خاليا من أي إشارة إلى قطر..بل عكس الروح القومية العروبية عند الإدارة المصرية الحالية وكانت العبارات كلها إيجابية تأمل في وحدة الصف العربي ونبذ الخلافات والانتباه للمخاطر التي تحيط بالأمة وإشارة بسيطة عن دور الإعلام والكتاب وهي إما تقصد فضائية "الجزيرة" أو تقصد الدعوة لتفهم الإعلام المصري تحديدا أسباب قبول مصر للمبادرة العربية دون اندفاع للتهجم عليها ولا على أصحاب المبادرة !
الأهم: مصر لم يكن في مقدورها رفض المبادرة..وإلا تحملت أمام العالم مسئولية استمرار الأوضاع الحالية وتكون دول الخليج بريئة من استمرارها وقد فعلت ما عليها..
الآن: هل المصالحة المصرية القطرية قادمة؟ وإذا تمت هل ستلتزم قطر؟
اعتقادي أن مصر الحالية تتعامل بهدوء أكثر مما ينبغي خصوصا مع قطر وتركيا لكنها تتعامل أيضا بذكاء كبير..ولذلك فتصورنا - أو قل نصيحتنا - أن لا تتوقف المطالب المصرية عند حدود توقف الجزيرة عن شرورها ولا بطرد الإرهابيين من هناك..فأكثر من جزيرة تعمل وتبث الآن من تركيا وربما بنفس الوجوه التي بدأت في الجزيرة وبتمويل قطري كذلك..إنما على مصر أن تكون شروطها شاملة ومستوفية كل متطلبات الأمن المصري..ما هي هذه الشروط؟ وما هو أهمها على الإطلاق؟ وهل ستقبل بها قطر؟ وإذا قبلتها هل ستلتزم بها؟ وما المقابل من مصر نظير تصفية كل الخلافات مع قطر؟ غدا سنكمل إن شاء الله..