رئيس التحرير
عصام كامل

أسماء بنت يزيد.."خطيبة النساء"

فيتو

أيام قليلة ونحتفل باليوم العالمى للمرأة، اعترافًا بما حققته من إنجازات فى مختلف المجالات، قد يتجاهلها البعض رافضًا المشاركة الفعالة للمرأة، على اعتبار أنها لا تجيد فعل شىء أو لأنه لا يرى فيها أكثر من كونها "أنثى".


ورغم ذلك، تعترف بالمرأة، الغالبية العظمى ممن ينظرون للأمور بعقلانية، لا تختلف عن المنظور الدينى لقيمة هذا الكائن المفعم بالحيوية والنشاط، إذا ما نشأ فى البيئة الدينية والاجتماعية والثقافية الصحية، لنجد صفحات التاريخ زاخرة بنماذج مضيئة للمرأة العربية.

واليوم نتعرف على السيدة "أسماء بنت يزيد"، رضى الله عنها، والملقبة بـ"خطيبة النساء"، تلك الأنصارية التى استشهد والدها وعمها وأخوها فى موقعة "أُحد"، فلم تدخل فى تلك الدائرة المظلمة من اليأس والانطواء على الذات، وإنما احتسبت أهلها عند خالق البشر.

لتجدها تنشغل بالعلم والقراءة والاطلاع فى مختلف المجالات، حتى اشتهرت بالفصاحة وحسن الحديث والإقناع والأخذ بالحجة والبرهان، والالتزام بآداب الحوار، فقالت عنها السيدة عائشة رضى الله عنها: نعم النساء نساء الأنصار، لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين ويتفقهن فيه.

فهى خير نموذج للمرأة المسلمة واسعة العلم والاطلاع والأعمال الاجتماعية، لتلقب بـ"مزينة عائشة"، فقد زينت أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنها، يوم زفافها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وشاركت السيدة "أسماء" فى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، ففى غزوة "الخندق" أخرجت طعامًا للمجاهدين فطرح الله فيه البركة، وكانت من الذين بايعوا رسول الله بيعة الرضوان، وشاركت فى غزوة خيبر تعالج جرحى المسلمين.

وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، شاركت فى معركة اليرموك، وكانت تشارك مع النساء فى ضرب من يفر من المعركة من جنود الإسلام، واقتلعت عمود الخيمة لتقتل به تسعة من جنود الروم.

وأخذت تعلم النساء الإسلام فى الشام، وتروى الأحاديث التى حفظتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعاشت حتى خلافة عبد الملك بن مروان، وماتت عام 69 هجرية ودفنت فى دمشق.

الجريدة الرسمية