رئيس التحرير
عصام كامل

"محمد محمود"..من نزهة لحسناوات الجامعة الأمريكية إلى ساحة مواجهات دامية.. رئيس وزراء مصر 4 مرات.. صاحب فكرة "الوفد المصري".. حلَّ البرلمان وعطَّلَ الدستور وصادر الصحف.. تم في عهده أول تزوير للانتخابات

محمد محمود باشا
محمد محمود باشا

لم يكن محمد محمود باشا رئيس الوزراء المصري لأربع مرات قبل ثورة 23 يوليو، يعلم أن تخليد اسمه لن يكون لإنجازاته أو حتى لأخطائه السياسية، وأن تخليد اسمه سيستلزم عقودا حتى تندلع ثورة 25 يناير، لتبدأ سلسلة من الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن تتحول إلى ذكرى سنوية، وقبل أن يقفز شارع محمد محمود إلى بؤرة الأحداث، كان يتسم بالهدوء، ومرور حسناوات الجامعة الأمريكية منه.


صاحب فكرة الوفد المصري
محمد محمود من مواليد 1877، والده كان محمود سليمان باشا، وكيل مجلس شورى القوانين وأحد كبار الإقطاعيين بساحل سليم بمحافظة أسيوط، دخل للحياة السياسية من خلال الوفد المصري عام 1919 حيث كان عضوًا بالوفد، ويقال إنه صاحب فكرة الوفد، وكان وسيط التفاوض بين ملنر وزعيم الوفد سعد زغلول ونفي معه، وأحد الأربعة الذين أرسلهم الوفد لمعرفة رأي المصريين في المقترحات البريطانية التي رتب سعد زغلول مع سكرتير الوفد عبد الرحمن باشا فهمي لرفضها، الأمر الذي رفضه محمد محمود وانتهى بانشقاقه عن الوفد.

انضم لحزب الأحرار الدستوريين عام 1922، وأقنع الحزب بالانضمام للحكومة الائتلافية، واستغله الملك فؤاد الأول ونجله الملك فاروق، في الانقلابات الوزارية ضد الوفد، حزب الأغلبية آنذاك، وكانت وزارته هي أكثر الوزارات عدائية للوفد.

تعطيل الدستور ومصادرة الصحف
كانت وزارة محمد محمود باشا الأولى في الفترة بين يونيو 1928 – أكتوبر 1929، وقد استقال بعد أزمة سياسية تخص المفاوضات مع الإنجليز، إلا أن وزارته شهدت حكم ما يعرف باليد القوية، حيث قام محمد محمود في هذه الوزارة بتعطيل الدستور كاملًا للتخلص مما أسماه أمراض الحكم الحزبي، كما قام بتعطيل الصحف ومصادرتها وهي قرارات لم يجرؤ الملك فؤاد على القيام بها قبله، واستخدم العنف في مواجهة الاحتجاجات على هذه القرارات، وكان يشغل في نفس الوقت منصب وزير الداخلية.

حل البرلمان وتزوير الانتخابات
أما الوزارة الثانية فقد كانت في عهد الملك فاروق، حيث قام محمد محمود باشا بتشكيلها في ديسمبر عام 1937 واستمرت حتى أبريل 1938، واحتفظ فيها بوزارة الداخلية لمدة 4 أشهر، وقد بدأت الوزارة عهدها بحل البرلمان الذي كان يرأسه الزعيم الوفدي مصطفى النحاس بصفته رئيس حزب الأغلبية، وقد اضطهدت الوزارة موظفي الوفد وقامت بفصلهم وإحلال آخرين غيرهم.

وتم إصدار قانون بحظر الجمعيات التي تضم تشكيلات عسكرية للمرة الأولى في تاريخ مصر، وطبق القانون على فرقة "القمصان الزرقاء" التابعة لحزب الوفد المصري، وقد جرت الانتخابات في عهده، وقد حرصت الحكومة على دعم إسقاط مرشحي الوفد، وقد جرت الانتخابات في نهاية حكمه وقد حصلوا على 12 مقعدا فقط، وخسر "مصطفى النحاس" و"مكرم عبيد" في دائرتهما، وقد كانت السابقة الأولى في تزوير الانتخابات المصرية.

الخلاف بسبب الأحرار الدستوريين
أما الوزارة الثالثة فقد كانت من أبريل عام 1938 إلى يونيو من نفس العام، وقد انتهت الوزارة سريعًا بسبب الخلاف على الوزراء بسبب أن محمد محمود كان يريد أغلبية الوزارة للأحرار الدستوريين.

أما الوزارة الرابعة فقد كانت من يونيو 1938 وحتى 18 أغسطس 1939، وقد عرف عنها أنها الوزارة الحديدية لاستخدامها العنف ضد المحتجين، بالإضافة إلى اضطهاد الوفديين، وقد استقال محمد محمود نتيجة سوء حالته الصحية وطلب الأطباء منه الراحة.
الجريدة الرسمية