رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ "تايوان" في جامعة حلوان


"الاعتراف بالمشكلة بداية الحل".. انطلاقًا من هذه القاعدة اعترف وزير التعليم العالي د. السيد عبد الخالق، بأن أكثر من نصف قيادات الجامعات تنتمي إلى "الإخوان"، وأنها خططت للسيطرة على الجامعات. 

وأفاد الوزير في لقاء متلفز، "أن الوزارة سيطرت على قيادات الإخوان وأبعدتهم عن المناصب، كما أشاد بنجاح شركة فالكون في تأمين الجامعات".

لا ننكر أن الوزير أبدى صلابة في مواجهة شغب طلبة الإخوان، لكن حتى الآن لم ترق العقوبات إلى مستوى جرائم يرتكبونها يوميا، كما أن كلام د. عبد الخالق مردود عليه، بأن كثيرا من القيادات "الإخوانية" موجودة وتدير خطط إشعال الجامعات.

ونسأل الوزير: ماذا فعلت مع مستشاري المعزول مرسي، ممن يحرضون الطلبة علنا على الحرق والتخريب؟!.. ولماذا تترك بعض المنتمين إلى الجماعة في مناصبهم حتى الآن؟!

وحتى لا يقال إننا نلق التهم جزافا، نضع أمام الوزير بعض ما يحدث في جامعة "حلوان" على أيدي قيادات الجامعة وشيخ من "الأوقاف" وجميعهم من "الإخوان"، وإن أنكر أحدهم الصلة بالجماعة، فهو شريك لتستره على الفساد.

تقوم شركة "فالكون" بتفتيش الحقائب والسيارات عند البوابات للتأمين، لكن ماذا عن سور الجامعة المنخفض بشكل غريب، ويمكن تهريب أي شيء عبره حتى الأسلحة؟!، وهل تتركه رئاسة الجامعة هكذا لغرض في نفس "الجماعة الإرهابية"؟! 

قبل نهاية العام الدراسي الماضي، عرضت شركة أدوات كهربائية منتجاتها في الجامعة؛ تيسيرا على العاملين، لكنها أخلت موقعها فجأة لحدوث سرقات كثيرة وظل الفاعل مجهولا.. وتكررت السرقة مع خزينة الصرف الآلي التي سرقت أموالها بالكامل، واكتفت إدارة الجامعة بتغيير ماكينات الصرف!!

نأتي إلى المأساة الكبرى، التي تجاوزت حدود "التنفيع" إلى التضليل ونشر فكر "الإخوان" بين الطلاب بالسيطرة "الناعمة" على "رعاية الشباب".. بطل القصة شيخ "إخواني" منتدب من "الأوقاف" لإقامة الصلاة في المسجد، لكن لأنه جاء في عهد إدارة "إخوانية" فقد ترك الدعوة والصلاة، إلى السيطرة على الشباب ونيل مكافآت كثيرة نظير خدمته للجماعة الإرهابية، بمباركة إدارة الجامعة!!

وفي التفاصيل، أبدى الشيخ "الإخواني" منذ وطأت قدماه جامعة "حلوان"، رغبته للعمل في "رعاية الشباب"، ولا نعرف ما علاقة خريج "الشريعة" بالنشاط الطلابي.. لكن عندما يتعلق الأمر بـ "الإخوان" يصبح كل شيء مباحا!!.. وعليه وافقت إدارة الجامعة على أن يشارك شيخ المسجد في الأنشطة، وقام هو شخصيا بإبلاغ الكليات بالقرار، مهددا من يتجاوزه في النشاط بتحمل المسئولية أمام رئيس الجامعة!!

ومنذ تلك اللحظة لم يعد الشيخ يتواجد في المسجد؛ لانشغاله في تحكيم الأنشطة أو المشاركة في الندوات بالكليات، وغير ذلك إما يكون عند رئيس الجامعة أو أحد نوابه؛ لتقديم التقارير والاتفاق على المطلوب منه، ونيل الموافقة على مشاركته في الأنشطة وصرف المكافأة، حين ترفض "رعاية الشباب" نشاطا يقترحه لعدم تخصصه في الأمر!!

دأب الشيخ على الكذب وتضليل الموظفين والطلاب، بفتاوى ومعلومات خاطئة في الدين، مثلما حدث في دورة "الإرشاد الديني" التي أقامها ولم يحضرها سوى أربعة، وتقاضى عليها مبلغا وقدره، فأعرض الكثيرون عن الاستعانة به في أمور الدين، ولم يكتف الشيخ بل أضاف إلى اسمه لقب "دكتور"، وحين قيل له إنه كذب وتزوير، رد ساخرا "ما أنا أتولى التدريس في الندوات".. وهكذا أطلقوا عليه "شيخ تايوان" على سبيل التندر والسخرية من أكاذيبه!!

اعترض "شيخ تايوان" على تحديد مواعيد عمله للتواجد مع طلبة المدينة الجامعية وقت صلاة العصر، وهدد بإبلاغ رئيس الجامعة ونائبه لتغيير وقت عمله ثم نفذ تهديده وكان له ما أراد!!.. وضمن سعيه لاستقطاب الطلبة والسيطرة عليهم.

بدأ بإقامة مسابقات وتقديم الهدايا العينية والمالية إليهم، مبررا بأن أحد الأشخاص أعطاه المال لإخراجه بهذه الصورة.. لكن الهدف الحقيقي معروف!!.. فهل يسحب وزير "الأوقاف" شيخ تايوان من جامعة "حلوان"، ويستكمل وزير التعليم العالي تطهير الجامعات من قيادات "الإخوان"؟!.. نحن في الانتظار.
الجريدة الرسمية