رئيس التحرير
عصام كامل

سمير فريد.. 7 إيجابيات و5 سلبيات في مهرجان القاهرة.. صناعة الكوادر والاهتمام بالبعد الفكري أبرز الإيجابيات.. غياب نجوم هوليوود أبرز السلبيات.. وحفل الافتتاح كارثة

سمير فريد رئيس مهرجان
سمير فريد رئيس مهرجان القاهرة السينمائي

مهرجان سمير فريد.. "نجاح شبه الفشل"

ما بين المنطقية والخلافات الشخصية فرق كبير، فهناك من تعامل مع الدورة 36 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بفكرة المنطق، فتحدث عن الإيجابيات التي شهدتها تلك الدورة دون أن يجامل، كما تحدث عن السلبيات دون أن يتخذها كوسيلة لتصفية خلافات شخصية مع منظمي المهرجان ورئيسه، ولكن هناك من تعامل مع المهرجان بشكل آخر فهناك من اتخذه كوسيلة لتصفية خلافات شخصية قديمة، فهاجم على طول الخط، وهناك من يعتبر سمير فريد مثله الأعلى فأشاد على طول الخط، ولكن الحقيقة أن الدورة 36 من مهرجان القاهرة والتي يتولى سمير فريد رئاستها قد شهدت عدة إيجابيات وسلبيات وهنا نتحدث عنها دون مجاملة أو تحامل، فما الذي أضافه سمير فريد للمهرجان وما الذي أخطأ فيه؟


الإيجابيات

١- البعد الفكري والمعارض

اهتم رئيس المهرجان سمير فريد بالبعد الفكري في المهرجان، واتضح هذا من خلال كمية المطبوعات التي طبعها المهرجان، والتي وصلت إلى نحو 15 كتابا للتوعية بأهمية السينما صناعها وأدواتها المختلفة، كما أنه أضاف في برنامج المهرجان حفل توقيع كتاب يومي، وهو ما يوضح اهتمامه بالجانب الفكري وليس السينمائي فقط.

٢- الاهتمام بالسينما على حساب الحفلات

كان كل ما يهم سمير فريد في مهرجان القاهرة هو الجانب السينمائي، بمعنى آخر اهتم بالمضمون على حساب الشكل، فلم يهتم بالحفلات والمناظر اللامعة بقدر ما كان اهتمامه بالحصول على أفلام جيدة لعرضها في المهرجان، كان عدد كبير منها عرض أولا في العالم العربي وأفريقيا.

٣- عودة المبدعين العرب

شهدت السنوات السابقة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عزوف المبدعين والمفكرين وصناع السينما العرب عن الحضور إليه، وربما كان ذلك بسبب تهميشهم في آخر خمس دورات من المهرجان ولكن هذه الدورة من المهرجان شهدت اهتماما بالمفكرين والمبدعين العرب، على رأسهم النقاد الذين قاموا بإعداد حلقات البحث عن المهرجانات التي تقام في المنطقة العربي، كذلك اهتمامه بالمؤلفين والمخرجين المصريين الذين رحلوا عن عالمنا في العامين الأخيرين حيث أقام لهم حفلا بعنوان "يوم أن تحصى السنون".

٤- صناعة الكوادر

يحسب لسمير فريد أيضًا حرصه على صناعة كوادر إدارية وسينمائية خلال هذه الدورة من المهرجان، بإتاحة الفرصة لمجموعة من الشباب لإدارة بعض المواقع المهمة مثلما فعل مع المخرج سعد هنداوي الذي يدير برنامج "سينما الغد"، حيث لم يستأثر لنفسه بالصلاحيات.

٥- البرنامج

يعتبر برنامج المهرجان هذا العام أكثر تنظيمًا من السنوات السابقة، وإن كان به أخطاء متعددة ولكنها بنسبة أقل فقد شهد جدول العروض تنظيمًا أفضل من السنوات السابقة، ولم ينقل عرض مكان عرضا آخر لكن ألغيت بعض الندوات لعدم حضور الضيوف.

٦- جديد المهرجان

أضاف سمير فريد لمهرجان القاهرة ثلاثة أقسام تتواجد في كل المهرجانات العالمية والتي لم تكن موجودة في مهرجان القاهرة السينمائي من قبل، أولها "ملتقى الصحافة"، ويختص هذا القسم بتحديد مواعيد للصحفيين بضيوف المهرجان، فكل صحفي يختار مجموعة من الضيوف ليقابلهم على مدى أيام المهرجان ويختص هذا القسم بتحديد المواعيد له، القسم الثاني هو "حلقات البحث في المهرجانات العربية"، والتي تختص باستضافة رؤساء المهرجانات ومناقشة حول سلبيات وإيجابيات المهرجان، وأخيرًا "ملتقى الصناعة" والذي يلتقي خلاله مندوبو أكثر من مائة شركة إنتاج عربية وأجنبية مع مندوبي شركات الإنتاج المصرية.

٧- المركزية

كانت أكثر مشكلة تواجه الجميع في الدورات السابقة هي تفرق أماكن إقامة فعاليات المهرجان، والتي اقتصرت في آخر دورة على الأوبرا "للعروض" وفندق سوفيتيل الجزيرة "للندوات"، وهو ما كان يزيد من متاعب الصحفيين والجمهور، ولكن هذا العام وحد سمير فريد أماكن جميع الفعاليات داخل الأوبرا فقط بحيث تقام جميع الفعاليات داخلها سواء كانت عروضا سينمائية أو ندوات أو حلقات بحث أو مؤتمرات صحفية.

 السلبيات

١- كارثة الافتتاح

بالطبع أهم ما في المهرجان هو السينما، أفلام جيدة "عرض أول"، وبرنامج منظم، لكن للأسف حفل الافتتاح يعبر عن مستوى المهرجان، ويعطى صورة إما إيجابية أو سلبية عن المهرجان أمام العالم، وبالنسبة لحفل افتتاح مهرجان القاهرة فقد كان كارثة، لعدة أسباب أهمها "الريد كاربت" التي كانت لا ترقى لمستوى مهرجان محلي وليس دوليا، بالإضافة إلى ما شهده المهرجان من عشوائية وهرجلة في التعامل سواء من جانب النجوم أو الإعلام والصحافة، وذلك لغياب المنظمين عن المشهد، أضف إلى ذلك مغادرة نصف المدعوين للحفل بعد بدايته بقليل، وذلك لأن اختيار مكان الحفل من البداية كان سيئًا، فمحكى القلعة لم يكن مناسبًا لأننا في بداية فصل الشتاء ومحكى القلعة مكان مفتوح، خاصة أن الحفل يقام ليلًا إضافة إلى أن الهواء كان سببًا في حدوث مشاكل تقنية في نقل الحفل على القنوات الفضائية ولم يكن الوضع أفضل بالنسبة للحضور داخل الحفل لأن الهواء تسبب في عدم سماعهم نصف كلام مقدم الحفل آسر ياسين، أضف إلى ذلك ازدحام الضيوف في انتظار الباصات التي تنقلهم من باب القلعة إلى داخل محكى القلعة، حيث كان من المفترض إحضار 20 "باص" وتم إحضار نحو 10 فقط، ولذلك فإن المحصلة النهائية لحفل الافتتاح هي أنه كان كارثة.

٢- 18 مليون جنيه دون نجوم

لمن لا يعلم فإن ميزانية مهرجان القاهرة كل عام 12 مليون جنيه، بالإضافة إلى 6 ملايين كانت قد تركتها سهير عبد القادر، نائب رئيس المهرجان في الدورة 35، في صندوق المهرجان، فإن الميزانية تصبح 18 مليونا، وهى أكبر ميزانية في تاريخ المهرجان، لكن من يرى فعاليات المهرجان لا يجد أنه يستحق هذه الميزانية، فلا توجد أشياء مبهرة أو مختلفة عن الأعوام السابقة التي كانت تتكلف دورتها 12 مليونا فقط، فلم يستطع سمير فريد استخدام المبلغ الكبير في إخراج المهرجان في أبهى صورة ممكنة.

٣- غياب نجوم هوليوود

نيكولاس كيدج، مورجان فريمان، صامويل آل جاكسون، تشارليز ثيرون، سلمى حايك، سوزان ساروندون، جولدى هاون، وغيرهم أسماء كثيرة من نجوم هوليوود كانت متواجدة في الدورات الأخيرة من المهرجان، ولم تكن تمر دورة دون وجود نجم، على الأقل، من هوليوود، لكن هذا العام وبالرغم من الميزانية الكبيرة التي رصدت للمهرجان لم يحضر نجم واحد من هوليوود، والحجة أنهم خافوا بسبب الأوضاع المتوترة على الرغم من أن الدورة رقم 35 أقيمت في ظروف أسوأ من الظروف الحالية على المستوى السياسي والأمني، وكان سبب غياب النجوم عنها هو عدم رصد ميزانية لهم، وفى هذه الدورة حينما تواجدت الميزانية لم يجد نجوم هوليوود من يحضره.

٤- التكريمات الخاطئة

بالتأكيد التكريمات هذا العام تمثل كارثة أخرى، فالبداية كانت مع اختيار وزير الثقافة الفرنسى الأسبق "جاك لانج" لتكريمه، والذي تم اتهامه في قضايا جنائية وأخلاقية بفرنسا، والمشكلة الأخرى هي اختيار نادية لطفى للتكريم فهناك عرف معمول به داخل وزارة الثقافة يحتم اختيار فنان أصغر سنًا من الفنان الذي تم تكريمه الدورة الماضية، وبما أن الفنانة نيللى هي من تم تكريمها في الدورة 36 فإنه لم يكن من المفترض أن يتم اختيار الفنانة نادية لطفى للتكريم هذه الدورة.

٥- الغموض والسفارة الأمريكية

اتسمت إدارة سمير فريد للمهرجان بالغموض، فهو لا يعطي تفسيرات لأشياء كثيرة تحدث، فقد كان من المفترض أن يقوم الفنان حسين فهمي بتكريم المخرج الألماني شيلندروف في حفل الافتتاح ولكن الفنان الكبير غاب عن الحفل دون تفسير، ولم يعط سمير فريد سببا كما أن السفارة الأمريكية أحد رعاة المهرجان في الوقت الذي لا نعلم فيه ماذا قدمت السفارة للمهرجان حتى تصبح من ضمن الرعاة حتى إنها لم تحاول طمأنة نجوم هوليوود للقدوم لمصر، كما أن هناك فيلمين إيرانيين تم عرضهما دون حضور طاقميهما لمنعهما من دخول مصر دون سبب معروف.

كانت هذه أبرز إيجابيات وسلبيات المهرجان في دورته رقم ٣٦، والتي تختتم فعالياتها اليوم في منطقة أهرامات الجيزة حيث سيسدل الستار على ٩ أيام من المهرجان الدولي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط.
الجريدة الرسمية