رئيس التحرير
عصام كامل

وسع يا عم.. لضياء رشوان !!


يُخض منظر أعضاء مجلس نقابة الصحفيين في طريقهم للنائب العام. مشبكين أيديهم. متحفزين في صور نشرتها الجرائد. اتخضيت يا حاج كامل. علىّ الطلاق يا حاج كامل انت.. اتخضيت.

مجلس النقابة كله بقده وقديده في الطريق لرأس النيابة العامة بسبب رئيس نادى الزمالك؟ نقيب الصحفيين بجلالة قدره ينزل من مكتبه..على رجله مختصما رئيس نادي؟ يقّلب النقابة رأسا على عقب.. وهاتك يا تصريحات نارية لوذعية. هاتك يا شجب وتهديدات ووعد ووعيد.. والجنازة حارة ؟ 

لماذا الجنازة حارة ؟ لأن القضية صغيرة. صغير على خصومة لمجلس نقابة الصحفيين المصريين بكامل هيئته. قليلة على نزول نقيب الصحفيين بنفسه.. وشحمه ولحمه في مسيرة ظهرا. يكفى محامى صغير. يكفى مجموعة محامين. يكفى سكرتير النقابة وميعاد في مكتب المستشار هشام بركات.. بلا تصوير ولا مسيرات ولا إعلانات. 

لكن الطرق المسرحية اعتادها أخونا في الله ضياء رشوان. طرق لا تحل ولا تربط. لا تغنى ولا تسمن. شكل المسيرة في الجرائد تعفير لرأس أكبر نقابة رأى في العالم العربى في التراب. بيت الشعر يقول:"تكبر في عين الصغير الصغائر". 
منظر مجلس النقابة في الشارع لو في صور بلا تعليق لعتقد أغلبنا أنها مواجهة مع أمر جلل. حدث خطير. تهديد للأمن القومى. زعزعة لاستقرار وطن. حادثة تهدد بلد. أمر يضرب في الأساس. لكن معركة مع رئيس نادي رياضى ؟ صغيرة قوى. ضئيلة. 

نزول مجلس في الشارع ضد رئيس نادى الزمالك مواجهة في غير محلها. تضامنهم في بلاغات للنيابة ضده بتلك المسرحية ووسط هذا الكم من البروباجندا.. حركة "غير مبررة". طيب أهم وصلوا مكتب النائب العام.. فمنعهم الحرس من الدخول. "اتنحرر" ضياء رشوان وكتب بلاغًا ضد الحرس. وضد وزير الداخلية. كبرت الأزمة. وتفاقمت. واتسعت.

انشغلت النقابة في "الهوامش". عاد فكر نضال ما قبل يناير لضياء رشوان. ورق رايح من مكتبه. وورق داخل إلى مكتبه. كله في الهايف. ادينى في الهايف وأنا أحبك يا فننس. 

في الوقت نفسه ضياء "قاطع ودنه" عن قضايا أهم. مطنش مشاكل أكبر. "عامل فيها من بنها" لأحداث في حاجة لوقفات.. ومراسلات. ومكاتبات. ومسيرات بحق وحقيقى. 

لم يدعو مثلا لمسيرة لوزارة المالية لإسقاط ديون متلتلة على المؤسسات الصحفية. لم يشبك يده في أيادى آخرين في مشوار لرئيس الوزراء إنقاذا لصحف قومية تتداعى وتنهار، لتراكم ديون ولسيطرة بعض قيادات أتى بهم صلاح عيسى وقالك: توافقيين. فتوافق الصحفيين على رفضهم والتظاهر ضدهم !! 

لم يطرح عم ضياء إجراءات لمصايب إعلام بعضه يهدم البلد..والآخر يحرقها. لم ينفذ ما وعد قبل انتخابه بالقضاء على الأبواب الخلفية لعضوية النقابة بالفلوس والانتساب لجرائد "بير السلم". 

الغضب المتصاعد ضد ضياء رشوان لن تطفئه مسيرة ضد مرتضى منصور، ولا بلاغات ضد حرس دار القضاء العالى حفاظا على "هيبة النقابة". هيبة النقابة اتمرمغت في الوحل لما منع الحرس نقيب الصحفيين من الدخول. واتمرمغت لما فكر نقيب الصحفيين الدخول على النائب العام بتلك الطريقة. 

هيبة النقابة تعيدها هيبة النقابة. الكبير كبير حتى لو لم يسع في الشوارع بصوت عال: "أنا كبير يا ولاد الحلال". يدور في أوساط الصحفيين أنها "باظت ". ومعهم حق. أذكر مظاهرة لضياء ومؤيديه بعد هزيمته أمام عمنا مكرم محمد أحمد. رفعوه على أكتافهم وهتفوا وقتها:" كنا شباب في مواجهة دولة". وكان كلاما فارغا.. وشعارات جوفاء. وحديث "على فيض الكريم". 

نجح ضياء بعد يناير. تقلد منصب النقيب في ظروف مساعدة. تكلم في البداية عن الحريات وحقوق المهنة، ومخاطر الإعلام المنفلت. وعد بالارتقاء بالصحافة. وتحقيق المصلحة، وإعادة الهيبة. ما الذي فعل؟ 

تغاضى عن قضايا الصحفيين الأساسية لصالح مسيرات نضالية فمنعه "عسكري" من دخول دار القضاء العالى. اعتاد التغيب عن اجتماعات مجلس النقابة لتعارض التوقيت مع برنامج على إحدى الفضائيات يصفه ضياء بالـ "منبر للدفاع عن قضايا البلد". 
معلوم.. أهم حاجة قضايا البلد !! 

وسع يا عم لأخونا في الله الأستاذ ضياء.. المدافع عن قضايا البلد. اوعى يا قضايا البلد.. جايلك ضياء رشوان. شدى حليك يا قضايا البلد.. وخافى من ضياء رشوان. 
ربنا يقدرك يا عم ضياء على "حلول لقضايا البلد". 
Twitter: @wtoughan 
wtoughan@hotmail.com 

الجريدة الرسمية