رئيس التحرير
عصام كامل

بلال وأبو النجا ووقائع حوار إذاعي!


قال لي صديقي العزيز صالح رجب، الصحفي ومعد الإذاعة المصرية البارز: "مطلوب القبض عليك.. لابد أن تكون معنا في حلقة الظهيرة، الإثنين المقبل"، حاولت الاعتذار..رفض.. قلت موافق ولكن إن اعتذرت سأشارك معك في البحث عن ضيف..قال: "لا.. أستطيع إحضار ضيوف في أي وقت.. أنت المطلوب بالاسم"!


كان اللقاء أمس من الواحدة وحتى نشرة الأخبار الرئيسية في الثانية والنصف ظهرا.. ذهبت قبل ذلك لحوارات ولقاءات تلفزيونية.. بل ذهبت إلى حوارات إذاعيه مسجلة.. لكن تبدو للمحطة الرئيسية هيبتها ويتبدى جلالها والاستضافة في الفقرة الرئيسية وعلى الهواء مهمة قاسية!

كانت الدعوة الكريمة بإشراف الإذاعي القدير المحترم الدكتور عصام الشريف، أحد أبرز الأصوات الوطنية والمخلصة والموهوبة داخل شبكة البرنامج العام والإذاعة كلها.. وقد أدار اللقاء باقتدار بالغ بمشاركة فعالة ورائعة من الموهوبة الصاعدة ميادة الفيشاوي.. وكانت فرصة طيبة جدا للقاء أصدقاء أعزاء توافدوا واحدا بعد آخر وفي الحوار قلنا:

مصر الآن تتعرض للهجمة الاستعمارية الثالثة.. الأولى ضد طموح محمد علي باشا وأدت إلى تحجيمه في حكم مصر والسودان وأدت إلى سايكس بيكو.. والثانية كانت ضد نفوذ عبد الناصر المتصاعد والمتنامي ودولة العلم والتعليم والنهضة الشاملة فكان عدوان 67 لوقفه عند حده ومنعه من بناء دولة إقليمية عظمى..وانتهت في الحقيقة إلى انهيار الاتحاد السوفيتي..وهذه هي الثالثة..فطالما هناك اتجاه للاستقلال والتنمية فالصدام قائم وقادم لا محالة..هذا قانون..وكما قال جمال حمدان: مصر وأمريكا قطبا الصراع الدولي..أمريكا تريد الهيمنة على العالم باعتبارها زعيمة العالم الرأسمالي..وعلى العالم المنهوب الثالث أن يقاوم..وهذا في القلب منه كتله صلبة هي العالم الإسلامي..وهذا أيضا بداخله كتلة صلبة هي العالم العربي..وهذا أيضا كتلته الصلبة هي مصر..وهكذا يعود الصراع إلى مصر وأمريكا في الأساس حتى لو تم استخدام أدوات أخرى!

تحدث الدكتور عصام وتحدثت ميادة عن خالد أبو النجا وعن بلال فضل وعن دمياط وعن سيناء وعن الجيش وعن اللجان الإلكترونية..وتحدثنا وقلنا ونكرر: كل المؤامرات ستفشل..هم يؤكدون ذلك دون قصد بالإعلان عن الاستعداد ل 25 يناير..وأبو النجا هاجم السيسي وغيره يهاجمه وهم في بيوتهم الآن آمنين مطمئنين..لا يعتقل في مصر وبالقانون إلا من يحمل سلاحا أو يلقي قنابل مولوتوف أو يدعو لاستخدامهم أو من يخالف قانونا قائما ومشرعا ومعروفا..بغض النظر عن رأينا في أي قانون..ولكن ورغم ذلك ورغم أنهم يهاجمون السيسي كل يوم ولا يقترب منهم أحد ويعلنون ذلك بالوسائل كلها مكتوبة ومرئية ومسموعة ومنهم من هاجمه خارج البلاد بوقاحة إلا إنك وإن سألتهم لماذا تهاجمونه سيقولون لأنه لا يقبل بحرية الرأي!
وهكذا تشعر وأنك في حوار مع مجموعات من المجانين!
الجريدة الرسمية