رئيس التحرير
عصام كامل

مناقشة "مكتبة الإسكندرية.. فك طلاسم اللغز" بالقومي للترجمة

مكتبة الإسكندرية
مكتبة الإسكندرية

يقيم المركز القومي للترجمة في الخامسة مساء الخميس القادم، حفل توقيع كتاب "مكتبة الإسكندرية.. فك طلاسم اللغز"، في حضور مترجم الكتاب الدكتور على إبراهيم منوفي، وذلك بمكتبة المركز القومي للترجمة.


يتناول المؤلف بابلو دى جيفنوا من خلال الكتاب، التابوه الغامض الذي يخيم على ما يتعلق بتدمير مكتبة الإسكندرية في الزمن القديم، حيث إن كل شيء –بحسب تعبيره-يغلفه الصمت والروايات الكاذبة ومضخما بكم كبير من الأصولية الدينية والمخاوف الاجتماعية المسبقة وإذا ما استثنينا عددا قليلا من الباحثين سوف نجد أنه لا أحد يتحدث عن هذا الموضوع بحيادية وكأنه اتفاق غير معلن بعدم كشف الحقيقة.

ويتساءل كيف أمكن لحادثة وقعت منذ ألفي عام أن تظل-مهما كانت درجة قوتها-ذات تأثير قوي بما يجعل مجتمعات مثقفة ومتطورة مثل المجتمع الغربي الذي يفترض أنه محايد وعلماني في مجال البحث العلمي يواصل خطابه حول هذه المسألة التي تتسم بالالتواء واللاحيادية؟

ويستطرد المؤلف، أن مكتبة الإسكندرية تعتبر مثالا للألمعية الثقافية التي لا تجد لها مثيلا  في العالم القديم غير أن زوالها المفاجئ والكامل من الوجود أدخلها في دائرة الأسطورة ومن المعروف أن المكتبة قد هدمت أثناء ما يسمى بالحروب السكندرية في مناورة مؤسفة قام بها يوليوس قيصر القرن الأول قبل الميلاد وأدى فقدانها إلى فتح الباب أمام الكثير من التكهنات والموضوعات التي أصبحت تابوهًا لوقائع هذه الكارثة بالغموض.

من ناحية أخرى فعندما نتحدث عن العرب نجد أنهم قدموا على الإسكندرية في القرن السابع الميلادي،وبالتالي لم يظهروا على صفحات التاريخ مرتبطين بهدم المكتبة الكبرى أو المكتبة الصغرى الملحقة؛ إذ حدث ذلك قبل وصولهم بقرون ومع هذا يسكن المخيلة العامة للجميع اعتقاد أن العرب هم الذين أحرقوا مكتبة الإسكندرية، وهذا محض افتراء ويسرد المؤلف من بين تلك الأساطير التي ظلت قائمة حتى أيامنا هذه تلك التي تشير إلى أن عمرو بن العاص قائد الجيش العربي هو المسئول عن حريق المكتبة بل وهدمها بناء على تعليمات صدرت له من الخليفة عمر بن الخطاب ويتضح زيف هذه الأكذوبة والتي قام بنسجها أسقف مسيحي مشرقي يدعى (أبو الفرجيوس) خلال القرن الثالث عشر الميلادي أي بعد ستمائة عام على دخول العرب مصر وانتشرت هذه الرواية خلال القرن السابع عشر الميلادي على يد الكاهن والمستشرق الإنجليزي (بوكوك).

على مدى 422 صفحة ومن خلال الكتاب الذي يتكون من خمسة فصول يحل المؤلف اللغز في النهاية ويبرئ ساحة العرب من حرق المكتبة ويؤكد أنه من خلال البحث خلال التابوهات الغامضة رسم مشهد مختلف تماما حول النهاية المأساوية التي عاشها الحلم العظيم للبطالمة، منارة المعرفة التي أضاءت أزمان العالم القديم.
الجريدة الرسمية