رئيس التحرير
عصام كامل

كواليس زيارة بعثة اليونسكو والإيكوموس لهرم "زوسر".. "الخبراء" يطلعون على مشروع الترميم.."الدماطي":هدفنا طمأنة الجميع على حالة الهرم.."السعيد":نتخلص من المباني المخالفة بالقاهرة التاريخية لحماية الآثار

 الدكتور ممدوح الدماطي
الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار

أنهى قبل قليل، أعضاء البعثة الرسمية لمنظمتي اليونسكو والإيكوموس، جولتهم التفقدية لهرم زوسر المدرج بمنطقة سقارة الأثرية.

تأتي الزيارة تلبية لدعوة الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار، للوقوف على حقيقة أوضاع هرم زوسر المدرج، والاطلاع على آخر مستجدات أعمال ترميمه، وذلك بحضور الدكتور محمد سامح عمرو سفير مصر الدائم لدى اليونسكو، والخبير الإيطالي كريستيانو روسو، واللواء محمد الشيخة رئيس قطاع المشروعات، والمهندس وعد الله محمد رئيس الإدارة الهندسية بقطاع المشروعات وإدارة المنطقة.


أهداف الزيارة
وأكد الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار، أنه دعا الخبراء الدوليين لزيارة هرم زوسر لطمأنة الشعب المصري والعالم أجمع عليه، وأشار إلى أنه لم يقم بدعوتهم ردا على المشككين بل للاستعانة برؤية إضافية تساعد الوزارة على إتمام جهودها لإنقاذ الهرم، وأضاف أن أعضاء البعثة سيلتقون المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء اليوم الاثنين، ليستمع إلى ملاحظاتهم المبدئية عن زيارتهم للهرم ومنطقة القاهرة التاريخية.

فحص الهرم
أوضح أحمد عبيد المشرف على إدارة المنظمات والتعاون الدولي، أنه تم إطلاع البعثة على كل الجوانب التقنية والفنية المتعلقة بالمشروع من بدايته وحتى الآن، حيث استغرقت الزيارة ما يقرب من أربع ساعات زاروا خلالها الهرم المدرج من الداخل والخارج للتعرف ميدانيا على ما تم إنجازه من أعمال بمختلف المراحل بداية من إعداد الدراسات الأولية، بالإضافة إلى المراحل الفعلية للمشروع.

شرح حقيقة الوضع
من جانبها قالت الدكتورة شادية محمد مدير عام إدارة المنظمات الدولية: إن البعثة استمعت لشرح الدكتور حسن فهمي استشاري المشروع، والذي استعرض خلاله كل النواحي التقنية والفنية والهندسية لمشروع الترميم من خلال عرض مصور ومزود بمختلف الخرائط التوضيحية لبيان ما تم إنجازه من مراحل بداية تنفيذه وحتى الآن، مما ساهم في نقل صورة واضحة تكشف حقيقة الوضع الحالي للهرم، تمهيدا إلى تقديم البعثة تقريرها النهائي في ديسمبر المقبل.

زيارة القاهرة التاريخية
وكانت البعثة قد زارت القاهرة التاريخية على مدى يومى السبت والأحد، قبل أن تجتمع مساء أمس الأحد مع وزير الآثار ومحافظ القاهرة، وأبدى أعضاؤها بعض الملاحظات الأولية حول التعديات والنظافة، وسوف تصدر تقريرها النهائى في منتصف ديسمبر المقبل.

استكمال مشروع التطوير
وعقب الاجتماع أكد الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار، أن الوزارة مستمرة في جهودها بالتعاون مع محافظة القاهرة وكل الجهات المعنية للحفاظ على القاهرة التاريخية واستكمال مشروع التطوير والإحياء العمراني لها، وأعلن أن الوزارة على استعداد لتنفيذ كل التوصيات التي سوف تطرحها اللجنة الفنية لحماية الموقع خاصة بعد المشكلات الكبيرة التي تفاقمت خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

مشروع الإحياء العمرانى
وأضاف أن اليونسكو كانت قد شاركت في مشروع القاهرة التاريخية منذ نهاية عام 2010 وحتى الآن من خلال مشروع الإحياء العمراني للقاهرة التاريخية، وبمشاركة جميع الجهات الحكومية المعنية بالحفاظ على الموقع العالمي في مصر، قائلًا: "لهذا وجهنا الدعوة لها لزيارة المنطقة لاستكمال التعاون فيما بيننا".

وذكر: "لمس أعضاء البعثة أن هناك حراكا ربما يكون بطيئا لكننا راغبون في دفعه إلى الأمام، كما أن الملاحظات المبدئية لأعضاء البعثة شملت بعض المبانى غير المخالفة لكنها متداخلة مع المبانى الأثرية مما يتطلب تطويرها لتتواءم مع النسيج العمراني للمنطقة".

المبانى المخالفة
من جانبه أوضح الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة، أن المحافظة اتخذت العديد من الإجراءات للتخلص من المباني المخالفة بالموقع وإزالة كل التعديات، مؤكدًا استمرارها في التعاون مع وزارة الآثار والالتزام بتنفيذ كل التوصيات التي سوف توضحها اللجنة الفنية لتعود القاهرة التاريخية لسابق عهدها.

حماية المبانى الأثرية
بينما أشادت الدكتورة ندى الحسن رئيس قسم الدول العربية بمركز التراث العالمي، بالدور الفعال الذي تقوم به وزارة الآثار في حماية المباني الأثرية بالموقع، لكنها أشارت إلى أن الهدف الأساسي من المشروع هو الحفاظ على النسيج العمراني للقاهرة التاريخية بشكل عام وهو ما يعانيه الموقع بصورة كبيرة في الفترة الحالية.

وأضافت أن اللجنة سوف تتقدم ببعض التوصيات لإزالة التعديات الموجودة، حيث لاحظ أعضاؤها وجود العديد من المباني الآيلة للسقوط فضلًا عن المباني المخالفة، وطالبت بإيقاف تراخيص البناء الجديدة وإصدار قرارات إزالة للمباني المخالفة، وشددت على الأهمية الكبيرة للتناغم بين النسيج العمراني والآثار والسمات الثقافية والاجتماعية باعتبارها مدينة حية متكاملة ليست قاصرة على الآثار فقط.

ربط المشروعات
وأكدت ضرورة ربط كل المشروعات بعضها ببعض لمواجهة التحديات في القاهرة التاريخية، وخلق كوادر تكون قادرة على إدارة الموقع، وأشارت إلى ضرورة وضع رؤية للمدينة التاريخية خلال الخمس سنوات المقبلة، وتوفير مصادر التمويل اللازم للنهوض بالموقع مرة أخرى.

الجريدة الرسمية