"شاعر رحال" قصيدة لـ "مينا إميل يوسف"
شاعر رحال بهوى التجوال
بعمل ندوات من غير أموال
وبروح لنجوع وبلف ربوع
في كل مصر يوم في الأسبوع
رحت الصعيد في مكان بعيد
ما أنا أصلي مصابر قوي وعنيد
يوم في الشرقية يوم في الغربية
وفي يوم تاني الدقهلية
ومشيت في الخضرة وشفت جبال
وغرزت في طينة وفي أوحال
وبدون مال بكتب موال
لا يهمني فقر ولا ضيق حال
ما أنا أصلي عاشق للأشعار
باتحدى الصعب بكل إصرار
بامشي في أمطار وفي جو حار
وحلمي أوصل لكل دار
وإزاي أنا حطلع في التلفاز
والكل مركز مع صافيناز
ولا عمر حد لشاعر انحاز
والله ده ظلم واستفزاز
والذوق العام بيعاني من عبده موتة وألماني
جاهل بيألف أي أغاني وما فيش ودان سمعاني
الشعب عاشق للرقاص لا يهم شاعر ولا حتى قاص
نص الشعب بقى هجاس والنص التاني قاعد أقفاص
وما عدش حاجة اسمها ثقافة الكل بيسمع أي هيافة
بلياتشو يهبل أي ظرافة وكتبنا اتدفنت جوة أرافة
أحمد شوقي والعقاد كتب اندهست تحت أنقاض
والورق استخدم في المرحاض والشعب لشهوة بقى منقاد
والكل بيسمع مهرجانات ويشوف التت وشعبيات
يا زمن أوكا وأورتيجا الشعرا انتحرت في الصالونات
يا مصر فين حق الشعراء الذوق العام صابوا وباء
ولا في حل ولا دواء ميئوسة الحالة بلا شفاء
إزاي ممكن أقول أشعار في زمن الحالة بقت عار
وإزاى نقدر نكتب ببلاش في ظل غلو الأسعار
لو جبت دينا في الصالونات ترقص بالبدلة وبالصاجات
الجمهور حيسيب أشعارنا ويجري ينقط بالدولارات
ما تقوليش اعمل دواوين بالذمة مين حيشتري مين
الشعب كله ماشي شمال وأنا لوحدي ماشي يمين
عايز ثورة يا شعراء الشعر ماشي إلى فناء
كفاية خلفات في ما بنا الصراعات في ما بنا غباء
أنا ليه يا رب أطلع شاعر ما الكل ماشي بلا مشاعر
ابعدوا عن الشعر يا ولادي ده طريق الشعر طريق واعر
لكن أنا مكمل في طريقي ورق الشعر هو رفيقي
ما هو كان طريقه واعر غصب عني ما هو صديقي
وبنام ويجينى في أحلامي مهما بنام بيجيني تاني
مرافقني في فرحي وأحزاني بيجيني ولا يوم ينساني
عايز أعمل أنا حلقة زار يمكن يطلع عفريته
ده ملازمني بكل إصرار لازق بغرا يخرب بيته
لكن أعمل أيه ما أنا حبيته وهو في دمي وهويته
كل وقتي أنا اديته على كل شيء أنا بديته
في النهاية أحب أقول كلام العقل والأصول
عايزين نتجمع كلنا وبالصبر أكيد حننول
ترجع مصر بلد ثقافة بلد جمالها خرافة
بالتعب لازم حنوصل ما فيهاش صانعة لطافة
هي دي بلدنا مصر مبدعين ما لهم حصر
قصر الثقافة أحلى قصر وشعب مثقف أكبر نصر