"تحت مقص الرقيب"..وقصة رقابة السينما البريطانية
صدر حديثًا عن القومي للترجمة، النسخة العربية من كتاب "تحت مقص الرقيب: ما لا يسمحون لك بمشاهدته، ولماذا "قصة الرقابة على السينما في بريطانيا "، الكتاب من تأليف توم ديوى ماثيوز، ومن ترجمة نهاد إبراهيم، ومراجعة وتقديم على أبو شادي.
يتناول الكتاب تاريخ الرقابة على السينما في واحدة من أعرق الإمبراطوريات في أوربا،والمدهش أنه بينما يرى الكثيرون أن الرقابة في مصر والعالم العربي بل والعالم الثالث من أقسى الرقابات في العالم،وأنها متهمة دائمًا بأنها تقف ضد حرية التفكير والتعبير ولا تسمح بأى تجاوز خاصة في المحظورات الثلاثة:الجنس والدين والسياسة،نرى أن الهلع ذاته أصاب مسئولى الرقابة في بريطانيا أيضًا،وأتضح من خلال الكتاب أن ذعر السلطة من ذلك الوسيط(السينما)هو ذعر متكرر،والخوف من تأثيرها على الشارع يكاد يسيطر على كل الأنحاء..ويثبت بالدليل القاطع أن مقص الرقيب قد طال المئات من الأعمال السينمائية على مدى قرن كامل.
يثبت الكتاب في نهاية الأمر أن الرقابة في كل زمان ومكان مهما حسنت النوايا ومهما ارتدت من أقنعة،هي الرقابة، وكانت ولا تزال سيفًا للسلطة، ووصاية على المجتمع..وقيد صارم على الحرية.
بحسب المؤلف،فان الرقابه منذ مولدها وحتى يومنا هذا قد ارتدت وجوها متنوعة تتماشى مع الأعراف الاجتماعية،وقد اكتسبت حرية أكبر بمعدل بطئ لكنها دائمًا تظل خاضعة لما سماه.
المؤرخ جوفري بيرسون:التخوفات المشروعة،وهذا هو الحال على مصر ايضًا، فما زالت الرقابه لها اليد العليا حتى الآن.وقد لا تكون الرقابه الحكومية هي الأقوى،بل تلك الرقابات المتعددة التي قمعت الابداع في مجال السينما،وقلصت من امكانية تناول مشاكل وهموم المواطن المصري،وهنا تحالفت القوى المحافظة والأصولية في الشارع المصري مع أجهزة الأمن والمؤسسات السيادية لتقمع-مجتمعة-أية محاولة جادة للتعبير عن الواقع المصري.