رئيس التحرير
عصام كامل

زيارة إلى عقل إخواني !


يبدو السؤال عند الجميع: كيف تمكنت جماعة مثل الإخوان من السيطرة على كل أعضائها بهذه القوة إلى حد دفعهم للجحيم ؟ كيف تمكنت من ذلك وفيهم أساتذة جامعيون وأطباء ومهندسون ؟ كيف تمكنوا من السيطرة عليهم والاستيلاء على عقولهم هكذا ؟

تعالوا نعرف ونتعرف على ما يجري حتى نفهم..فمن كانت له تجربة في الانضمام للإخوان ولو بسيطة أو تجربة لغيره شاهدها عن قرب سيعرف أن تسليم العقل أولا هو ثاني شروط قبول الانضمام إلى الجماعة بينما القابلية لتسليمه هى الشرط الأول..وهذا يتم بوضع كل دوائر الخطر حول العضو المرشح..واعتبار الجماعة هي طوق النجاة..فالشخص المرشح يتم إفهامه أنه في بلده مصر محل مؤامرات لا تنتهي..هو نفسه مستهدف من جاره غير المسلم..يكيدون له في كل مكان..في الكنيسة يتآمرون عليه ويخططون لإفشاله في التعليم والتفوق عليه في المدرسة..الطبيب المسيحي ينتظره للفتك به للتقليل من نسل المسلمين..والطب مهنة بات - هكذا يزعمون - يحتكرها غير المسلمين وحتى الصيدلة هي بالكامل لهم !

الدولة تجامل هؤلاء لأنها تخشى الخارج (المسيحي) الذي يريد أن يمكن اتباعه في الداخل من بناء دولتهم تمهيدًا لـ"تحرير" مصر وإعادتها مسيحية !! وهذا كله يتم وفق مؤامرة على الإسلام الذي قضوا على الخلافة بسبب خوفهم منه لأنه لو عاد كما كان لحكم العالم !!

وبالتالي..فهؤلاء الحكام وأدواتهم هم جزء من المؤامرة على الإسلام وبالتالي فهم أعداء الدين وخصومه ولذا فهم خارجون عن الملة..وفقدوا إسلامهم..ولكن لا يمكن إعلان ذلك علنًا حتى لا تتعرض "الدعوة" لـ"المحن" كما تعرضت لها على أيدي "الطواغيت" !

ولكي تمرر للمرشحين أسماء بعينها فإنهم يضعونهم مع الاسم الذي اغتالوه معنويا وبشكل شبه نهائي حتى استقرت كراهيته في عقول العرب وهو كمال أتاتورك..لذا فهم يجملونها هكذا "الطواغيت من العلمانيين أمثال كمال أتاتورك وجمال عبد الناصر والذين عبدوا القومية العربية أمثال صدام حسين وحافظ الأسد وغيرهما".

كل ما سبق يقدم للعضو الجديد بجانب قصص وهمية مما يزعمون أن الجماعة تعرضت له منذ نشأتها وهي قصص ترقى للحصول على نوبل في أدب الأكاذيب..ويتم وضعها جنبا إلى جنب مع سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه وما تعرضوا له من تعذيب ويتم الربط تلقائيا بين الشخص المستهدف الجاهز أصلا للتسليم وبين صور الجهاد في السابق واللاحق ويقدم ذلك في جو روحاني يبدأ من المسجد وينتهي إليه.. وتبدأ السيطرة!
الجريدة الرسمية