رئيس التحرير
عصام كامل

"محمد فريد"..رجل بأمة.. الذكرى الـ95 على رحيل المناضل الحقوقي.. أنشأ المدارس لتعليم الفقراء.. جاهد من أجل الجلاء ووضع دستور مصري.. أنفق ثروته لتعريف المصريين بحقوقهم..توفي فقيرا ولم تجد أسرته ثمن دفنه

محامى الأمة الزعيم
محامى الأمة الزعيم "محمد فريد"..

تمر اليوم السبت 15 نوفمبر 2014 الذكرى الـ95 على وفاة الزعيم المصرى محمد فريد محامى الشعب والأمة، حيث ولد في 20 يناير 1868 بالقاهرة وتوفي في 15 نوفمبر 1919 في برلين.


عمل فريد بالمحاماة، وكان هدفه الأول تعريف الشعب المصرى بحقوقه وواجباته الوطنية، وكان فريد الرجل الثانى فى "الحزب الوطنى" بعد تأسيسه فى 1907، خلفا للزعيم الشاب "مصطفى كامل"، حيث أصبح قائدا لحركة النضال الوطنى بعد رحيله.

أنفق "محمد فريد" على إنشاء مدارس ليلية فى الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجانا، إيمانا منه بأن التعليم هو الخطوة الأولى لتحقيق هدفه، ثم أتى فريد بأصدقائه المحامين يُدرّسون "حصصا" لتعريف المصريين بأهمية الجلاء وتحقيق سيادة الدستور، ولتثقيفهم فى القانون، كما جلب رجال التعليم فى "الحزب الوطنى" للتدريس فى هذه المدارس، والأطباء لرعاية الدارسين بتلك المدارس، إلى أن نجحت الفكرة وانتقلت لتفتح فروعا لها فى الأقاليم.

أنشأ فريد أول نقابة عمالية "نقابة عمال المصانع اليدوية" عام 1909، بعد أن أدرك أن الضغط على صناع القرار السياسى لن يكون إلا بتشكيل تكتلات منظمة، ودعا إلى مظاهرات شعبية تجوب شوارع المحروسة لتهتف وتطالب بالجلاء، بعد أن حرض الوزراء على عدم قبول الحقائب الوزارية فى حكومة خاضعة للإنجليز.

نجح محمد فريد فى جمع "45 ألف توقيع" كدفعة أولى من التوقيعات وتقديمها للخديو "عباس كامل" لوضع الدستور المصرى، بعد أن وضع صيغة دستورية، وزعها على الآلاف من جموع الشعب المصرى، طالبهم فيها بالتوقيع عليها فى حال موافقتهم.

وعرض القضية المصرية فى "مؤتمر باريس" بعد أن دعا المعارضة السياسية للسفر على نفقته الخاصة، وبعد عودته استمر فى دعوته بالمطالبة بالجلاء وتمصير الإرادة المصرية ووضع الدستور، بعد تطبيق الإدارة الإنجليزية فى الإدارات المصرية عقب فترة من السياسة الإنجليزية.

ضم "فريد" النقابات العمالية للحزب فى خطوة منه لتوسيع دائرة "الحزب الوطنى" بحيث لا تقتصر عضوية الحزب على المثقفين فقط من أبناء المدن، سُجن محمد فريد لأول مرة بسبب مقدمته فى كتاب "أثر الشعر فى تربية الأمم"، والذى تحدث فيه عن تدنى الحال بالمصريين إلى العزوف عن العمل والجلوس لانتظار الرزق، كما هاجم فيه "شيوخ وشعراء السلاطين".

''الأفضل عندي قضاء فترة العقوبة - ستة أشهر - وأزيد عليها يوما إن أردتم''، بهذه الكلمات رفض فريد تقديم التماس للخديو ليعفو عنه مخاطبًا مدير مصلحة السجون، لتجبره الحكومة على ترك البلاد بعد خروجه، مغادرًا إلى ألمانيا ليقضى حياته وحيدا فى منفاه.

وفي 15 نوفمبر 1919 في برلين توفى ''محمد فريد باشا''، بعد أن أنفق كل ثروته فى سبيل قضية الوطن ولم تجد أسرته حتى ثمن نقل جثمانه لمصر، حتى تكفّل أحد التجار بنقل جثمانه على نفقته الخاصة، لتنطوي صفحة أحد زعماء الوطنية المصرية.
الجريدة الرسمية