رئيس التحرير
عصام كامل

«المزروعي» رائد الثقافة الإماراتية.. أسس مجلة «الصقار» ولم يكتفِ بالشعر.. أعماله في هيئة أبو ظبي شاهدة على قيمته.. وأصدقاؤه: رحل وستبقى إنجازاته تتحدث عنه

محمد خلف المزروعي
محمد خلف المزروعي

"نجتمع اليوم تحت راية علَّمتنا خلال السنوات الماضية معنى حبّ الوطن والبذل في سبيله، علَّمتنا الوفاء والولاء لقيادتنا الرشيدة، الإيمان بالجذور المشتركة والمصير المشترك، والاعتزاز بتاريخنا وقيمنا الأصيلة".


كانت هذه الكلمات هي آخر كلمات "المزروعي" الذكية، التي لطالما أثرت الثقافة العربية والإماراتية على حد سواء في السنوات الأخيرة، فقبله لم تكن للثقافة الإماراتية هذا الصخب والصيت الذي نسمعه اليوم، ولكن بفضله، صارت بلاده من رائدي الثقافة العربية على الإطلاق.

ربما لا يعرفه الكثير من الشعوب العربية العادية، ولكنهم يعرفون بصمته في قلوبهم، فمن منا لم يعرف برنامج أمير الشعراء، وشاعر المليون، الذي صدحت في سمائه بلابل القافية، ونظمت على أرضه أرقى بحور الشعر.

هو محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي، الذي شغل منصب مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، كما شغل سابقًا رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام.

كان المزروعي عضوًا فعال في اللجنة المنظمة للمعرض الدولي للصيد والفروسية الدولي، وكذلك أسس "مجلة الصقار"، الخاصة بالصيد والفروسية، حيث كان يتمتع بصداقات قوية مع أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، من هواة الصيد والفروسية والإعلاميين والصحفيين والشعراء المختصين بهذا الشأن، إضافة إلى إدارته لأعمال ثقافية وإعلامية ذات صلة وثيقة بالتراث والثقافة.

ولد محمد خلف المزروعي في مدينة زايد بالمنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، وقد أكمل تعليمه في المدارس الحكومية التابعة للإمارة، ثم تابع دراسته في الولايات المتحدة لمدة 5 سنوات وتخرج بعدها بـ درجة الماجستير في الإدارة من ولاية أوريغون.

من أهم الأعمال التي قامت بها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في عهد المزروعي هي: "برنامج شاعر المليون وأمير الشعراء والذانِ ترعاهما حكومة أبوظبي وتشرف عليهما هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أكاديمة الشعر العربي وهي أول أكاديمية متخصصة في المنطقة تُعنى بدراسات الكتب وجدوائية النقد وتأريخ الموروث، مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، مهرجان ووماد الفني الدولي في أبوظبي، تبني هيئة أبوظبي لمشروعي كلمة وهو مشرع ترجمة للكتب والأعمال العالمية للغة العربية، ومشروع قلم ويُعني برعاية المواهب الإماراتية الشابة، مهرجان الظفرة لـ مزاينة الإبل، مهرجان الظفرة لـ مزاينة الرطب".

وقد كان لتلك المسيرة أن تكتمل لولا أن الموت كان أسرع في وثبه إلى قلب المزروعي، والذي توفي أمس بحادث مروري بمدينة أبوظبي، وتم تشيع الجنازة من مسجد سلطان بالفارة بمدينة زايد.

كما نعى الفقيد نخبة من أهل الفن، منهم الفنانة الإماراتية أحلام والتي غردت عبر صفحتها على تويتر لتقول "محمد خلف المزروعي في ذمة الله، إنا لله وإنا إليه راجعون "

وبكلمات حزينة قال الموسيقار نصير شمة: إن المزروعي لم يكن صديقًا فحسب، بل كان أخا له مكانة خاصة بقلبه، قائلا: "رحل عن الدنيا تاركًا إرثًا كبيرا من أصدقاء، فقد كان باب بيته مفتوحا أمامهم طيلة الوقت، وكان مجلسه الجميل يضم أصدقاء الثقافة والأدب والفن والشعر".

وأضاف نصير في رسالة إلى روح الفقيد: "صديقي أبو خلف كأس شايك الدافئ سيظل حاضرا أبدا.. وسيظل فكرك المنظم شاهدا على ما قدمته من إنجازات لدولة الإمارات ولكل الوطن العربي من أمير الشعراء إلى شاعر المليون إلى مهرجانات أبوظبي إلي بيت العود العربي وغيرها من إنجازات لا تحصى".
الجريدة الرسمية