رحلة مركبة الفضاء "روزيتا".. هبوط مسبار "فيلة" على سطح المذنب "بي 67" بعد 10 سنوات من الرحلة.. يحمل 15 ألف صفحة بيانات عن العالم.. وفحص عينات التربة وإرسال صور عن الفضاء

تمكنت المركبة الفضائية "روزيتا" من عملية إنزال "إنسان آلي"، على المذنب "بي 67" أول أمس الأربعاء، وأطلقت مركبة "روزيتا" من الأرض في مارس 2004، لتصل إلى هدفها النهائي في عام 2014، وتكون بذلك استغرقت في رحلتها 10 سنوات.

وفي ذلك الوقت سيكون بعدها عن الشمس نحو 4 وحدات فلكية، أما الآن فهي تعبر بالقرب من حزام الكويكبات لتقوم بدراسة بعضها بالوسائل البصرية وغيرها.

وبعد 31 شهرا من الثبات، كانت أجهزة المسبار في حالة هادئة تسمح بادخار الطاقة، وأرسلت إشارة إلى مركز المتابعة الأوربي بـ "دارمشتات، ألمانيا"، وصفق العلماء وهنأوا بعضهم البعض بأن المسبار الأوربي استيقظ بعد عشر سنوات من رحلة روزيتا للنزول على المذنب 67 بي (تشورجوموف-جيراسيمينكو) والدوران حوله لتصويره ودراسته.

وتحمل المركبة الأم روزيتا، مسبارا يزن نحو 100 كيلوجرام اسمه "فيلة"، الذي هبط على سطح المذنب بعد أن تم اختيار مكان مناسب لهبوطه عليه.

وكان البرنامج الأصلي يهدف لاتخاذ المركبة مدى حول المذنب يوم 6 أغسطس 2014 لتصويره وقياسه، ولاختيار مكان مناسب لهبوط المسبار "فيلة" على سطحه، وستبقى المركبة الأم في مدى حول المذنب ويهبط المسبار "فيلة" على الموقع المختار على سطح المذنب.

وتم ذلك في 12 نوفمبر 2014، وبمجرد ملامسة "فيلة" لسطح المذنب "تشورجوموف - جيراسيمينكو"ـ كان يفترض أن ينطلق من المسبار خابورا ينغرس في سطح المذنب لتثبيت المسبار عليه حتى لا يرتد المسبار من عليه ويضيع في الفضاء، وذلك لأن جاذبية المذنب ضعيفة ولا تستطيع الاحتفاظ بالمسبار إذا كان الهبوط ليس هادئا تماما، ولم يحدث انطلاق الخابور، ولكن الصور التي بثها فيلة أكدت أنه استقر على المذنب، وستقوم أجهزته بأخذ عينات من التربة لتحليلها.

سبب التسمية
أطلق اسم روزيتا على المسبار؛ حبا وولاء بحجر رشيد الذي عثر عليه في مدينة رشيد بدلتا نهر النيل في مصر، الذي أدّى إلى فك رموز الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة.

ويأمل العلماء من المسبار روزيتا، فك "لغز" الطريقة التي تكونت بها المجموعة الشمسية منذ نشأتها، كما اختير لمسبار الهبوط على سطح المذنب اسم فيلة، وهو اسم جزيرة شهيرة في نهر النيل عند أسوان، ووجدت مسلة مصرية قديمة ساعدت على فك رموز الكتابة الهيروغليفية.

ووضع على المسبار قرص معدني يسمى "قرص روزيتا" قطره نحو 5 سنتيمترات، مصنوع من سبيكة النيكل، ومكتوب عليها 15.000 صفحة بلغات مختلفة بمعلومات عن الأرض وسكانها.

مراحل روزيتا في عشر سنوات
أقلعت 2 مارس 2004 الساعة 8:17 توقيت وسط أوربا
أول دورة حول الأرض (4 مارس 2005 على ارتفاع 1900 كيلومتر)
اصطدام قذيفة المسبار ديب إمباكت على المذنب في 4 يوليو 2005
المرور على المريخ في 25 فبراير 2007 على ارتفاع 250 كيلومترا منه 
دورة ثانية حول الأرض في 13 نوفمبر 2007 على ارتفاع 5295 كيلومترا