"القومي للبحوث" يحذر من الفطريات السامة.. 400 فطر سام تنقلها الخضراوات واللحوم والألبان.. تسبب الأمراض السرطانية وتلف أجهزة الجسم.. والدراسات الحديثة تنصح بتناول الأغذية المضادة للأكسدة
أكدت الدكتورة سهير السيد رئيسة قسم السموم وملوثات الغذاء بالمركز القومى للبحوث أن السموم الفطرية إحدى أهم المشاكل التي تواجه الإنسان لما تسببه من أضرار صحية بالغة الخطورة سواء على الإنسان أو الحيوان مما دعا منظمة الأغذية والزراعة " الفاو " ومنظمة الصحة العالمية للتحذير منها.
وأضافت سهير لـ " فيتو " أن السموم الفطرية تلوث 25% من إجمالي محاصيل العالم وتكلف المنتجين 100 مليون دولار سنويا.
البيض واللحوم
وأوضحت رئيسة قسم سموم الغذاء أن السموم الفطرية تعرف بأنها نواتج تمثيل ثانوية من نشاط بعض الفطريات على المواد الغذائية وهي بالتالي ليست مهمة لنمو الفطر أو لإكمال دورة حياته.
وأكدت أن هذه السموم الفطرية تصل إلى طعام الإنسان مباشرة عن طريق تناول أغذية ملوثة أو عن طريق غير مباشر عند تناول منتجات حيوانية مثل البيض أو اللحم أو اللبن الناتجة من حيوانات مغذاة على علائق ملوثة بالسموم الفطرية وأضافت أن الطريق الثانى هو الأكثر خطورة.
أنواع السموم
وأشارت إلى أن السموم الفطرية مركبات نشطة بيولوجيا بالإضافة إلى أنها سموم غير أنتيجينية بمعنى خلو تركيبها الجزيئى من المكونات التي تدفع الجسم الحى لتكوين أجسام مضادة لها، وأغلبها سام للإنسان والحيوان ونتيجة لنمو الفطريات فإنها تقوم بعمليات التمثيل الغذائى وتنتج السموم الفطرية.
وتم اكتشاف ما يقرب من 400 سم فطرى له تأثير سام على الإنسان والحيوان وبعضها ينتج أثناء التخزين وبعضها أثناء نمو المحاصيل بالحقل أو أثناء الحصاد أو النقل.
ويمكن تقسيم السموم الفطرية من ناحية تأثيرها على صحة الإنسان والحيوان إلى ثلاث مجموعات رئيسية تشمل مجموعة السموم التي تتعامل مع الجهاز الهضمي ويكون أغلب تأثيرها على الكبد وهي تضم نسبة كبيرة من السموم الفطرية وأهمها مجموعة الأفلاتوكسينات التي تعتبر أكثر السموم الفطرية خطورة وشيوعا وتشمل ب1، ب2، ج1، ج2 وقامت الهيئة الدولية لأبحاث السرطان ومنظمة الصحة العالمية بتصنيف الأفلاتوكسين ب1 بأنه المسبب رقم 1 في الإصابة بسرطان الكبد.
وتوجد مجموعة السموم التي تتعامل مع الجهاز البولي خاصةً الكلى وأهمها الأوكراتوكسين والسترينين والتي تنتج بكثرة في المحاصيل النجيلية والبن وتؤدي إلى حدوث تسمم كلوي في الحيوانات والإنسان.
ومجموعة السموم التي تتعامل مع الجهاز التناسلي ولها تأثير أستروجيني ومنها الزيرالينون ومشتقاته والترايكوسيثين وتحدث تلفا للجهاز التناسلى ويحدث تورم في الفرج لإناث الخنازير وظهور بقع دموية وضمور للمبايض وإجهاض أما الذكور فيحدث لها ضمور في الخصية وتخنث، ووجد أنه يؤدي إلى نقص خصوبة الأبقار ويعطي نفس التأثير على الإنسان في حالة تركيز 1 ميكروجرام لكل كجم من وزن الجسم.
تجنب السموم
واستخدمت العديد من الطرق للتخلص من خطورة هذه السموم مثل الطرق الفيزيقية والكيماوية والبيولوجية إلا أن معظم هذه الطرق رغم كفاءتها لم تحقق النجاح المطلوب نتيجة ارتفاع تكلفتها أو عدم ملاءمتها لكل أنواع الأغذية لما تحدثه من تغير في لون أو طعم أو رائحة الغذاء.
واتجهت الدراسات الحديثة إلى استخدام بعض المستخلصات النباتية مثل مستخلص "الثوم والبصل والكرنب والقرنبيط والبروكلي والجزر والأعشاب والقرفة والزعتر وحبة البركة والكمون والكركم والزنجبيل والبابايا " وغيرها من النباتات التي تتميز بمحتواها العالي من المركبات الفينولية أو تلك المضادة للأكسدة، وتزيد من مقدرة الجسم لمقاومة التأثيرات السامة لهذه السموم الفطرية.
ونصحت رئيس قسم السموم ربات البيوت باختيار الأنواع الجيدة وتجنب المصابة بفطريات عند الشراء والاهتمام بالتغذية السليمة وإضافة التوابل السابق ذكرها وتناول الخضراوات الطازجة والفواكه وكذلك تناول الزبادي الحيوي المزود بأنواع معينة من البكتيريا الحميدة لتقوية مناعة الجسم ضد التأثيرات السامة لهذه السموم الفطرية.