رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب محفوظ يكتب: "طه حسين عالما وفنانا"

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

في حوار أجرى مع الأديب نجيب محفوظ، عن الدكتور طه حسين ونشر بكتاب (رسائل طه حسين) يقول فيه:

لا أتذكر بداية محددة لتعرفي على طه حسين ولكنني أذكر أنني كنت أعرفه طوال عمري، ولا أدري متى وكيف وأين سمعت عنه.. لكني عرفت الأديب طه حسين، وطه حسين الأستاذ، وطه حسين العميد.. جمع طه حسين بين العلم والفن.


لقد ارتبط طه حسين في أذهاننا بالحرية والبحث العقلي الموضوعي، ويعتبر طه حسين أحد الرواد مع العقاد والمازني وحسين هيكل وسلامة موسى الذين قامت عليهم حياتنا الأدبية في مطلع القرن العشرين.

فالعقاد شخصية لا تتكرر، والمازني كان أديبا عظيما جدا، أما طه حسين الأستاذ فقد كان عميدا عندما دخلت كلية الآداب، ولم يكن أستاذا مباشرا لكني كنت أحيانا أحضر محاضراته.

أما طه حسين العميد فقد راح يربينا تربية جامعية عظيمة فكان لا يسمح بكتابة المحاضرات بعد، ولكن يقول "اكتبوا مما استوعبته عقولكم ولديكم المراجع في مكتبة الجامعة، لذلك كان خروجه من الجامعة كارثة".

بعد خروج طه من الجامعة تلقفه الوفد، وبدأ يكتب في صحفه ومجلاته وبدأت أقرأ له ككاتب سياسي ثم صار مديرا لجامعة الإسكندرية، ثم وزيرا للمعارف في وزارة الوفد الأخيرة، فكان هو الذي أقر مجانية التعليم وقال: التعليم ضرورة كالماء والهواء.

قرأ روايتي "زقاق المدق" وكتب عنها مقالا رائعا قال فيه إنها رواية تصل إلى المستوى العالمي، وكتب آخر عن "بين القصرين"، ثم حدث اتصال بيننا ودعاني لمقابلته في بيته، وبدأت أتردد عليه وكان منبسطا معنا لكن شخصيته كانت تفرض الأستاذية.
الجريدة الرسمية