سيناريو حل الأزمة السورية من قبل الأمم المتحدة.. العلويون في مناصبهم وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.. بقاء الأسد في القوات المسلحة شرط روسيا لوحدة الجيش.. والمعارضة تستعد للمفاوضات بـ«مجلس ثوار
«مبادرة أممية لتعليق القتال، مبادرة عربية لفرض حل سلمى ينهى الأزمة السورية بعيدا عن نظام بشار الأسد، اجتماع أكثر من 14 فصيلا جهاديا في مدينة حلب تحت اسم مجلس ثوار حلب للتفاوض مع الأسد في مبادرة تعليق القتال»، هذا هو الحل للقضية السورية الذي تعده الأمم المتحدة من خلال مبعوثها "دى ميستورا"، والذي كان أول نتائجه مبادرة تعليق القتال والذي أبدى الأسد استجابة لها وهو نفس الأمر الذي حدث مع فصائل سوريا في مشهد يحدث لأول مرة منذ نشوب الثورة السورية في عام 2011.
التوافق الذي يحدث الآن يعود إلى بعض التقارير التي تشير إلى تخلى روسيا عن دعمها المطلق لبشار الأسد، خاصة بعد عدد من الحوارات أجرتها روسيا مع المعارضة الروسية في الداخل والخارج بالتزامن مع مبادرة دى ميستورا ومبادرة عربية أعلن عنها الناشط السورى فهد المصرى في حواره لوكالة آكى الإيطالية عن مبادرة تتبناها الدول العربية لعزل الأسد.
والمبادرة التي تقودها روسيا على خطى مؤتمر موسكو "1" من حوار شامل مع كل الأطراف أخذت منعطفا جديدا بعد ظهور الدولة الإسلامية المعروفة بـ"داعش"، وتتركز في تلك المرة على عزل الأسد سياسيا وتوليه القوات المسلحة وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في سوريا.
من جانب آخر، تبدو المبادرة مقبولة لكل الأطراف الدولية بعد إصرار روسيا على بقاء الجيش السورى موحدا دون أي تقسيم له فيما اعتبرت الولايات المتحدة أن تنحى الأسد يفسح لها المجال في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش " ويسهل مهمة التحالف كثيرا.
وراء الكواليس، يخرج عدد من التقارير الصحفية يؤكد أن رضاء الأسد بتعليق القتال في حلب لم يحدث إلا مضطرا بعد أن قامت روسيا بتطمين الطائفة العلوية في سوريا ببقاء أعضائها في مناصبهم كافة خاصة بالقوات المسلحة، والتي تعد أحد الأسباب الرئيسية في بقاء الأسد حتى الآن، وعلى رأس ذلك بقاء بشار الأسد نفسه كقائد عام للقوات المسلحة في مقابل أن يتنحى عن الحكم، وهو ما يبدو أنه لاقى قبولا بين العلويين أجبر الأسد على قبول تلك المبادرة بدلا من الوقوف لها.
وتبارك روسيا تنحى الأسد من الرئاسة حتى تنتهى من هاجس الحرب في سوريا التي انشغلت بها روسيا لمدة ثلاث سنوات فيما يعتبرها البعض خطوة تهدئة لمنع مزيد من العقوبات على روسيا بسبب ما يفعله الانفصاليون في أوكرانيا، فيما تبارك إيران هي الأخرى ملف عزل الأسد وبقاءه في القوات المسلحة في مقابل فك الحصار على الملف النووى الإيرانى.
وقبول الأسد تلك المبادرات وتجميع جميع الفصائل المعارضة في مجلس ثوار حلب، يعد المقدمة لما تتبناه روسيا وأمريكا من أجل مواجهة الدولة الإسلامية.