رئيس التحرير
عصام كامل

السيد راشد لـ"فيتو": مبارك قال "مافيش خصخصة" وبعدين لحس كلامه

فيتو

  • نعم بحب "مبارك".. وخلعه تأخر 10 سنوات
  • الخصخصة وراء انهيار صناعات الغزل والنسيج
  • لا أعرف على أي أساس اختاروا "البرعي" مديرا لمنظمة العمل العربية 
  • أتحدى أي نقابي حالي يدعي أنه لم يشارك في قانون العمل الموحد
  • قيادات الاتحاد "تحلف أصدقها.. أشوف أمورها أستعجب" 
  • استلمت الثقافة العمالية مديونة بـ 12 مليون جنيه للتأمينات
  • النقابات المستقلة كيانات "غير شرعية"
  • سأذهب لرئيس الاتحاد القادم و"أبوس على أيديه" 
  • ما أخشاه أن تأتي الانتخابات بمن لا يريده العمال
  • كنت أتمنى أن يكون أداء ناهد عشرى أفضل من ذلك 
  • لجأت للمواءمة مع النظام لمصلحة العمال
  • "البرعي" شارك في وضع قانون العمل "سيئ السمعة" 
  • المصالح الشخصية تتغلب على المصلحة العامة في التنظيم النقابي 
  • لم شمل الحركة النقابية أمر لا غنى عنه في الوقت الحالي 

تولى منصب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، في فترة كان فيها المجد للحزب الوطني المنحل، لم ينكر أنه قبل عضوية الحزب ودخل من خلاله لمجلس الشعب عضوا عن العمال، ثم وكيلا له من أجل مصلحة العمال، ولم يتبرأ من أنه ناصر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وكان من الداعين له، إلا ليكون للعمال صوت في رئاسة الجمهورية.

السيد راشد، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وكيل مجلس الشعب الأسبق، وأمين العمال بالحزب الوطني المنحل، أكد في حوار لـــ "فيتو"، أن السنوات العشر الأولى للرئيس الأسبق حسني مبارك كانت جيدة، إلا أن التغيير كان واجبا بعد ذلك.. وإلى نص الحوار


*كيف ترى الحركة النقابية في الفترة الأخيرة؟
الحركة النقابية مثل حال البلد عموما، بمعنى أن "العقد انفرط" والمفروض أن يتم لم هذا العقد، ولذلك نحن في حاجة جادة للم الشمل النقابي من جديد، لأننا نتعرض لهجمة شرسة.

*كيف ترى استقلالية العمل النقابي؟
كثير من تحدثوا عن استقلالية الحركة النقابية والاستقلالية، وتعني بعدها عن الجهاز التنفيذي والإداري للدولة، ولكن كنت مضطرا لمواءمة الظروف من أجل العمال.

*ما المقصود باختراق العمل النقابي؟
أنا أقصد هنا جماعة الإخوان، لأني لم أكن أحرمهم من دخول الانتخابات ولم يجرؤ واحد منهم على الدخول في الانتخابات والنجاح؛ لأنهم كثيرا ما قدموا الوعود ولكن دون أن ينجحوا في تنفيذها.

*وما هي رؤيتك لمستقبل العمل النقابي؟
نحن في مرحلة إعادة النظر للعمل النقابي بشكل مختلف، وعلينا أن ننظر إلى تجارب الآخرين ولا توجد هناك مشكلة في الاستفادة منها.

*أنت تقر بوجود ضعف داخل الاتحاد العام لنقابات عمال مصر؟
بالفعل هناك خلافات داخل الاتحاد ولا تخفى على أحد، وهناك من ينفي ذلك ولكن الكل يرى الخلافات وعدم الوحدة، وأقول لقيادات الاتحاد "تحلف لي أصدقك وأشوف أمورك أستعجب"، أنا ليس لي أي توجهات مع أحد ضد أحد في الاتحاد حاليا، ولكن ما يدفعني هو حالة الغيرة التي تنازعني على هذا الكيان الكبير.

*ومن صاحب الفضل على "السيد راشد" في الوصول إلى ما وصلت إليه في العمل السياسي؟
التنظيم النقابي هو صاحب الفضل عليّ فيما وصلت إليه من مناصب ليس فقط في العمل النقابي، ولكن في العمل السياسي حتى وصلت وكيلا لمجلس الشعب الأسبق، لذلك فأنا أغار عليه.

*وما هي نصيحتك للتنظيم في الوقت الحالي؟
أتمنى أن يكونوا جميعا صوتا واحدا، ولكن من خلال تواصلي معهم رأيت أن كثيرين في التشكيل الحالي لمجلس إدارة الاتحاد يريد أن يجعلني مطية من أجل مصلحته الشخصية، ولذلك طلبت من بعض النقابيين ومن بينهم جبالي المراغي، رئيس الاتحاد، أن يتحدوا وقلت لهم "تعالوا إلى كلمة سواء"، اختلفوا في القاعة "واضربوا بعض كمان"، ولكن في النهاية تكون المصلحة العامة ولكن للأسف ما أراه الآن غير ذلك.

*هل معنى كلامك أن الاتحاد الآن تسيطر عليه المصالح الشخصية؟
للأسف أبرز ما في الاتحاد حاليا هي "الأنا"، وإذا تخلصنا منها ربما سوف يصلح حال هذا الاتحاد.

*وما هو العلاج لما أصاب التنظيم النقابي؟
نحن لدينا 24 نقابة عامة نحتاج من كل نقابة واحدا يكون لديه الاستعداد أن يقول كلمة الحق، حتى يقر بموضوعية وضع التنظيم النقابي، خاصة أن التنظيم النقابي "قلم رصاص" لأنه يعيش بقرار إداري وعليه أن يتم تثبيته، وذلك من خلال قواعده والتلاحم مع الناس، والعنصر الأساسي هو "الجناح التثقيفي"، ولا أقول إنه في عهدي كنت "عنتر ابن شداد" ولكن كان فيه أخطاء أيضا، ونحن الآن نحتاج لدعم الثقافة العمالية بأقصى درجة.

*هذا بالنسبة للاتحاد من الداخل وماذا عن النواحي التنظيمية؟
علينا أن يكون لدينا قانون للنقابات العمالية "متين" لا يسمح بالتدخل، ولكن ما أراه اننا نرمي على وزارة القوى العاملة والهجرة، والوزارة لها توجهات إدارية وتنفيذية.

*معنى كلامك أنه كان لا يوجد تدخل في أمور الاتحاد من جانب الوزارة في عهد الوزيرة عائشة عبد الهادي؟
كان يحدث، ولكن كان هناك مرونة وتفاهم بين الوزارة والاتحاد، فكان يتم هناك حوار بين الوزيرة والاتحاد، من 1992 وحتى 2005 أيام الوزير أحمد العماوي، كنا نختلف ولكن في النهاية كنا "حبايب"، وكان اختلافنا في المكاتب ولكن في السر، لأننا كنا متفقين على أن الخلاف إذا خرج للتنظيم النقابي سيكون "الضرب فينا للصبح".

*وكيف كنت تدعم الثقافة العمالية؟
كنت أطالب مسئول الثقافة العمالية بتنظيم الدورات التدريبية والتثقيفية للعمال، على الرغم من أنني استلمت الثقافة العمالية مديونة بنحو 12 مليون جنيه للتأمينات، ولكن سحبنا "فلوس" من النقابات العامة ووضعناها في ودائع سددنا من خلالها الديون وبدأنا في التثقيف، واتجهنا للدول العربية التي قدمت معونات للثقافة العمالية، وما نحتاجه اليوم هو إعادة تنظيم البيت بالقوانين.

*قانون العمل الذي تم في عهدك يطلق عليه "سيئ السمعة"؟
قانون العمل "12" أطلقنا عليه قانون العمل الموحد، وكثيرا ما يذمون في حقي بهذا القانون، ولكن الوزير أحمد العماوي هو من طالبني بتشكيل لجنة لعمل القانون بوجود خبير وطني، وأتحدى أي نقابي حالي لم يشارك في هذا القانون حتى قتل بحثا، وكان يمثل الاتحاد رسميا عبد المنعم الغزالي ومحمد نصار، وكان يشارك فيه حسين مجاور ومصطفى منجي وعائشة عبد الهادي، بمشاركة كافة التيارات، وكان الخبير الوطني هو الدكتور أحمد البرعي "اللي حل الاتحاد وجعله بطن بقر"، وهو الآن يهاجم القانون وكان بإمكاني الرد ولكن لم أتجه لذلك، وبعد انتهاء فترته جاء بعده الأخوة الأعداء "الإخوان".

*كيف ترى أداء العمال في كافة المواقع؟
من فترة وهناك مبدأ يعمل به الكل بسبب غياب سياسة الثواب والعقاب، وهو "من يعمل يخطئ يحاسب فيجازى"، أما "من لا يعمل لا يخطئ فيكافأ"، للأسف كل هذه العوامل أدت إلى تراجع الأداء والإنتاج وتسببت في خسارة الشركات وتراجع إنتاجها، أما الرئيس "السيسي" وما نشعر به من وطنية فوق العادة، عندما يتحدث فإنه يتكلم من قلبه بعقلية ناضجة، وفي آخر خطاباته ركز على الإنتاج وجودته وأن الجميع لابد أن يشتغل، ومهما قدم "السيسي" لن يستطيع أن يعمل منفردا، وعلى الإعلام أن "لا يمجد على الفاضي"، ومن هذا المنطلق التنظيم النقابي في حاجة إلى أن يطور نفسه بنفسه.

*كيف ترى النقابات المستقلة؟
هي كيانات "غير شرعية" ولكن هم موجودون على أرض الواقع ووزارة القوى العاملة اعترفت بهم، ولكن لماذا لا يتم النقاش والحوار معهم، "واللي يقدر يمثل العمال يمسك الاتحاد".

*وزيرة القوى العاملة الحالية أطلقت العنان للنقابات المستقلة.. كيف ترى أداء ناهد عشري؟
كنت أعرف الوزيرة ناهد عشري معرفة سطحية.. وكنت أتمنى أن يكون أداؤها أفضل من ذلك، خاصة أنها من أبناء الوزارة، وكان عليها أن تجمع وألا تفرق بين النقابات وبعضها، واتفاقية العمل التي من خلالها يتم إطلاق النقابات المستقلة، موجودة منذ فترة ولكن لم يتم التعامل بها لأنها لا تتناسب مع مصر.

*ما توقعك لرئيس اتحاد العمال القادم؟
لا أستطيع تحديد من يصلح لهذا المناصب ولكن الانتخابات هي التي ستحدد من يأتي رئيسا للاتحاد، ولكن أتمنى أن يأتي رئيس اتحاد أفضل من السيد راشد وأحمد فهيم وحسين مجاور وأحمد العماوي، وفي هذا الوقت سأذهب و"أبوس على أيديه"، ولكن ما أخشاه أن تأتي الانتخابات بمن لا يريده العمال.

*نتحدث عن انهيار صناعة الغزل والنسيج.. ما السبب؟
لا يوجد هناك إحلال وتجديد والماكينات كما هي منذ شرائها بل إن معظم الماكينات متوقفة عن العمل، وهذا بدأ في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بسبب الانفتاح الاقتصادي وسياسات الخصخصة والمصمصة وبنك "النكد" الدولي، وقانون الاستثمار العربي، وقيل بالحرف الواحد من جانب مبارك في أحد أعياد العمل إن الشركات لن يتم خصخصتها، إلا أن 90% من الشركات تمت خصخصتها، كل ذلك أدى لانهيار العديد من الصناعات وعلى رأسها الغزل والنسيج.

*الخصخصة وما لحق بمصر من أضرار اقتصادية بسببها.. كان اتحاد العمال مشاركا فيها؟
أولا الرئيس الأسبق مبارك وأنا بحبه، وعد بأن الشركات لن يتم خصخصتها، فكنا نثق في كلامه، إلا أن الكلام تغير بعد ذلك، ولا أنكر أنني دخلت مجلس الشعب عن طريق الحزب الوطني ولكن من أجل العمال ومصالحهم، ولكن كيف أعارض الخصخصة وإذا عارضت كان سيسحب البساط من تحت قدمي، ورغم ذلك فإن خصخصة الشركات لم تتم بموافقة السيد راشد، وعلى الرغم من ذلك لديّ خطابات من العمال يطالبون بالخروج على المعاش المبكر للحصول على مبلغ من المال، ومن لديه ما يثبت أن لديّ عضوية مجلس إدارة شركة قابضة فليتقدم به، وراتبي لم يتعد 300 جنيه حتى بلوغي سن المعاش، وليس معنى ذلك أنني مع الخصخصة ولكن أقر بأنها أضرت بالاقتصاد المصري، وتسببت في توقف العديد من الشركات.

*قلت إن الرئيس الأسبق مبارك كان لا بأس به في أول 10 سنوات.. فهل معنى كلامك أن فكرة التغيير التي جاءت مع ثورة يناير كان لابد منها؟
طبعا كان لا بد منها.

*وهل تأخر هذا التغيير؟
بالفعل تأخر أكثر من 10 سنوات، وكان على الرئيس مبارك أن يترك الحكم نهائيا.

*كنت كادرا بالحزب الوطني وكنت على صلة بالقيادات.. فلماذا لم تقدموا النصيحة؟
كنت بالفعل قيادة كبيرة في الحزب الوطني، ولكن ليس بالقرب الذي يتوقعه الجميع، أنا حضرت لجنة السياسات مرة واحدة، وبعدها تم الترتيب لخروج السيد راشد من الحزب ومجلس الشعب، وكذلك من رئاسة الاتحاد في 2006، والمطبخ كان في لجنة السياسات وأنا لم أحضر اجتماعاتها غير مرة واحدة رغم دعوتي أكثر من مرة، ومن هناك كان بداية الاستغناء عني.

*بمناسبة البرلمان.. هل ترى أنه من الأفضل أن يتم صدور قانون العمل عن طريقه أم بقرار من الرئيس؟
من الأفضل أن يصدر عن طريق البرلمان؛ لأنه يمثل أمنا قوميا وحتى يأخذ نصيبه من الحوار.

*كيف ترى استمرار ترشيح مصر للدكتور أحمد البرعي، مديرا عاما لمنظمة العمل العربية؟
لا أعرف على أي أساس تم اختيار "البرعي" لهذا المنصب، خاصة أنه معروف أنه ضد مصر، وينتمي للاتحاد الحر الذي يضم في عضويته "الهيستدروت الإسرائيلي"، واستطاع من خلال عضوية الاتحاد الحر أن يكون مستشارا في منظمة العمل الدولية.

*معنى ذلك أن تأييده من الاتحاد الحر؟
بالفعل الاتحاد الحر يريد البرعي رئيس حزب ورئيس اتحاد ووزير، وأذكر أنه قبل خروجي من منصب رئيس الاتحاد جاء لي في مكتبي وطلب مني الاستقالة، وإلا إطلاق الحريات النقابية، فرفضت وقلت له ولا أنت ولا حسني مبارك تقدر تأمرني بحاجة خارجة على إرادتي.

السيد راشد في سطور
مواليد البحيرة 1933
عضو اللجنة النقابية بشركة النصر للأصواف 1959
عضو النقابة العامة 1970، فرئيسا لها في 1977
رئيس الاتحاد المحلي لعمال الإسكندرية 1974
رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بداية من مايو 1993 حتى أبريل 2006
عضو مجلس الشعب عن دائرة سيدي جابر من 1968 حتى 2005
وكيل مجلس الشعب من 1993 حتى 2005، وأمين العمال بالحزب الوطني الديمقراطي
الجريدة الرسمية