رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة لا أكذب ولكني أتجمل


المثل البلدى القائل "أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب" ينطبق تماما على حكومة المهندس إبراهيم محلب التي ترفع شعار لا أكذب ولكنى أتجمل فهذه الحكومة لا تتوقف عن ترديد أسطوانة حكومة العدالة الاجتماعية وإنصاف المهمشين ورعاية الأرامل وزواج المطلقات وأنها حكومة الثورة والفقراء والعرايا ومن لا يجدون مأوى وهذه الأسطوانة لا تمل الحكومة عن ترديدها وأصبحت تحل محل النشيد الوطنى على لسان الوزراء والمسئولين في برامج التوك شو ولكن الواقع مختلف تماما فهى حكومة الأثرياء ورجال الأعمال وساكنى القصور.

أما الفقراء ومحدودو الدخل فعليهم تحمل كذب الحكومة ومفاجآتها وآخرها أسعار الوحدات السكنية لمتوسطى الدخل التي أعلنت عنها وزارة الإسكان قبل أيام حيث تجاوز سعر الوحدة 140 مترا، المليون جنيه بالتجمع الخامس وأكتوبر مليون جنيه ولا حظ أن هذه الأسعار بها دعم جزئى، كما تقول الحكومة ومن المؤكد أنها في حالة رفع الدعم كان سعر الوحدة سيتضاعف مرات.

الصدمة أصابت الكل حتى إننى شعرت من هول الصدمة أن حكومة العدالة "الإنتقامية "استعانت بخبرة أحمد نظيف وأحمد المغربى في تحديد الأسعار وأن محلب ووزير إسكانه منفذان لهما وإذا كان المغربى يضرب به المثل في التسبب في ارتفاع أسعار أراضى البنا ء فقد تفوق عليه مدبولى في وضع تسعيرة جبرية للوحدات السكنية لم تحدث في تاريخ مصر وستكون هذه التسعيرة سببا في مضاعفة أسعار الوحدات السكنية لمحدودى الدخل.

ورغم الجرم الذي ارتكبه وزيرا الإسكان في حكومة محلب ونظيف إلا أن الأخيرة تبقى أكثر إنسانية لأنها كانت تعترف على الملأ أنها حكومة رجال الأعمال، كما أن معدل النمو قبل ثورة 25 يناير كان في تطور وتجاوز 13% أما حكومة محلب فلا تملك أمارة واحدة تدفعها للإقبال على هذه الخطوة فهى تدعى طوال الوقت أنها حكومة الفقراء والمهمشين على شاشات التليفزيون وفى المؤتمرات وأمام رئيس الجمهورية وفى الواقع تقول بالصوت "الحيانى" الغاوى ينقط بطاقيته السوق عرض وطلب يا حبوب.

من الواضح أنهم يقصدون متوسطا آخر ودخلا آخر وشعبا آخر، فالشباب الذين يمتلكون الملايين هم أبناء الوزراء الذين يمتلكون مئات الأفدنة بالحزام الأخضر، أما الفقراء فلا يملكون سوى المقابر والتي أصبحت هي الأخرى حلما بعيد المنال بعد أن وصل سعر المقبرة 70 ألف جنيه ونقترح على رئيس الوزراء أن يقوم بدعم المقابر بدلا من الوحدات التي لن يسكنها المصريون سوى في الجنة ونعيمها إن شاء الله.
الجريدة الرسمية