رئيس التحرير
عصام كامل

الجهلة والإرهاب.. عزف مشترك


أشعر بحزن شديد، وأتحسر ألما، إذ أتابع خيبة وغباء بعض الصحف والإعلاميين، ممن جعلوا قبلتهم اليومية، ما تنشره الواشنطن بوست، وما تردده النيورك تايمز، والجارديان، وغيرها من الصحف الأمريكية والبريطانية، من أخبار وافتتاحيات، وصور تتعلق بمصر والرئيس والإخوان.

بل وصل الإحساس الإعلامي المصري، إلى درجة مساوية لمشاعر الرهينة، يتتبع خط الرضا في وجه سجانه! ومن علامات الحبس الطوعي الناجم عن فهم قاصر للتغطية والمتابعة الواجبة، أن صار خلو تلك الصحف وغيرها من أخبارنا، هو فعل مقصود.

حسنا فليكن، لابد أن نعرف أن هذا إعلام يدعم الأهداف العليا للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، ولن يدعم أبدا مصالح دولة أخرى على حساب أمن أمريكا ومنافعها وإستراتيجياتها الكبرى، وكلما ازددت عبودية، ازداد تجاهلك، وكلما ازددت عداءً، ازداد التحامل عليك، وإبداء السخط، فإن جمعت في أدائك السياسي كدولة، بمثل ما تفعل الإدارة المصرية الحالية المعتزة بتمثيلها الحر لشعب، وتردد كلاما كبيرا مثل الندية والاستقلالية، وهو مستفز لواشنطن وإن كظمت، لأنك ما تفتأ تؤكد على الشراكة والتحالف..

أقول هذا الخلط بين التمنع والحب، يجعل الإعلام الأمريكي هو القناة الموازية لدوائر القرار، لإرسال إشارات الرضا أو السخط.

هم لن يرضوا عنا أبدا، ما لم نعتمد على أنفسنا، ونمارس سلوك وسياسة الرجل المستغني، ومن ثم أتمنى أن يعفينا بعض من يتابعون ويتفقدون دلالات الرسائل اليومية في صحف أمريكا، من إعادة التدوير لهذه السموم، خصوصا في الوقت الحالي.

لماذا؟ لأن هذه الرسائل المبثوثة والمنشورة، هي جزء من حملة التنظيم الدولي للإخوان لشن الشائعات، وإرباك متخذ القرار في مصر، وربط تصرفاته، وحتى أفكاره، بعواقب القبول أو الرفض من ساكن البيت الأبيض!

نحن في حالة حرب، ومع ذلك، لم يرق التخطيط إلى مستوى الدم المراق على الجبهات، داخليا وعلى الحدود، وما دمنا كذلك، فمن الضروري أن نمارس كصحفيين وإعلاميين نعمة التفكير، وخاصية الفرز، وانتقاء ما يصلح، ولقد تابعت بدقة أثناء عملي في واشنطن، كيف تنتقي الصحف الأمريكية والفضائيات أخبار الشرق الأوسط، ومتى تركز، ومتى تطنش، ومتى تصب الحمم؟!

إعلام الصاجات والردح من ناحية، لن يفيد إلا الإخوان والدواعش، وصحافة الصبية المترجمين، والعنوان الملتهب، يفيد فقط مشروع الخراب لمصر.

الوطن بين براثن الجهلة والإرهاب معا!
الجريدة الرسمية