رئيس التحرير
عصام كامل

فايزة تاج الرءوس يا "عبدة الفلوس"


لا يترك الحاكم أو القيادي المحنك مجالا للصدفة في عمله، بل يصدر قراراته بناء على معطيات ودراسات تؤدي بلا شك إلى نتائج يمكن توقعها بنسبة كبيرة.. فما بالنا لو كان الحاكم خريج المؤسسة العسكرية التي لا تعرف الأهواء، وكل خطوة فيها محسوبة. والمتابع لنهج الرئيس السيسي منذ كان وزيرا للدفاع، يلمس أنه يعمل ويتصرف بشيء من "البراغماتية" بعد دراسة متأنية تؤدي إلى نتائج "نفعية ومصلحة عامة" دون اعتبار لجهة أو قوة في العالم، فلا محاباة أو "هوى نفس" بل جدية القرار وتجارب عملية تفضي إلى ثمار ينتظرها.


يعرف رئيسنا السيسي حجم التحديات والمخاطر التي تحيط بنا، ويعمل في جميع الاتجاهات داخليا وخارجيا، والحق أن إدارته وتحركاته أتت ثمارا طيبة في أشهر قليلة ولله الحمد.. ولأنه على بينة بأن قادة المؤامرة العالمية لن يتركوا بلدنا التي أجهضت مخططا استغرق تنفيذه سنوات وتكلف مليارات، جاء قراره الحكيم بتعيين اثنين من أكفأ المصريين مستشارين له هما اللواء أحمد جمال الدين لشئون الأمن ومكافحة الإرهاب، ود.فايزة أبوالنجا لشئون الأمن القومي.. وتأتي حكمة القرار لتزامنه مع مذبحة "كرم القواديس" في سيناء ثم إحباط محاولة إرهابية لاغتيال الرئيس السيسي.. إذ لم تكتف أمريكا وأذنابها في التآمر بتنفيذ حرب الجيل الرابع في مصر، اعتمادا على الإعلام وتجنيد وشراء ذمم بعض النشطاء والحقوقيين والإعلاميين، فمع كشف المؤامرة وإجهاضها وفضح "القبيضة"، بدأت في تنفيذ الجيل السابع من الحروب، الذي نجح في أفغانستان ومن بعده العراق وحاليا في سوريا، بنشر الرعب والهلع في النفوس من اجتياح الجماعات الإرهابية أمثال القاعدة وبيت المقدس وداعش.

يتولى جمال الدين بما لديه من خبرة أمنية فائقة ونزاهة وحسم، مساندة جهاز الشرطة وتطوير آلية عمله، وفي الوقت نفسه تطهير بعض المواقع التي اخترقها "الإخوان" عندما كانوا في الحكم، ثم مواجهة دعوات التظاهر ونشر الفوضى، ومساعي تهريب قيادات الجماعة الإرهابية في استنساخ آخر لما حدث في يناير 2011.

أما فايزة أبوالنجا فهي "فرس الرهان" في مواجهة وإحباط حرب الجيل الرابع القائم أساسا على التمويل الأجنبي وشراء ذمم الخونة والعملاء لإفشال وهدم الدولة بالإعلام والمعلومات المغلوطة دون اللجوء إلى الحرب العسكرية.. ولم يأت اختيار فايزة من فراغ بل لأنها كشفت دور الأمريكيين في التآمر على مصر ومعهم جمعيات أهلية ومنظمات حقوقية تتلقى جميعها تمويلا أجنبيا وتنفذ أجندات خارجية وإحالتهم إلى المحاكمة التي أدانت الجميع عام 2012.. من هنا اعتبرت أمريكا أن فايزة سبب رئيسي في الأزمة بين مصر وأمريكا، وعليه بدأت الصحف الأمريكية حملة تنديد بعودة أبوالنجا مستشارة للرئيس ما يعني أنها "بعبع" أمريكا.

ولأن فايزة لديها الكثير من الملفات والمعلومات التي تدين الكثيرين، صدم قرار تعيينها المتورطين من النشطاء والحقوقين والإعلاميين وحتى السياسيين، ولأنهم لم يجدوا إدانة في تاريخها وإنجازاتها واضحة في كل ما شغلته من مناصب. فقالوا إنها من نظام مبارك و"عجوز" والشباب أحق بالمنصب.. وهذا مردود عليه، لأن أصحاب هذا الرأي هم من حملوا عصام شرف على أعناقهم وفرضوه رئيسا للحكومة، وهو من وزراء مبارك، ثم عين "الإخوان" هشام قنديل رئيسا للوزراء وهو من كان مديرا لمكتب وزير الري في عهد مبارك، وغيرهما.. أما مسألة العمر فهل يريد "القبيضة" الاستعانة بشباب العملاء لإدارة الدولة التي يعملون على هدمها؟.. ثم أين الشباب في حكومات العالم التي يعتبرونها المثل والقدوة، فجون كيري مثلا عمره 71 عاما، وهيلاري كلينتون 68 عاما، والباجي السبسي الرئيس المنتظر لتونس عمره 88 عاما، فعن أي شباب يتكلمون؟!.

فايزة "تاج على رءوس الشرفاء" والوطنيين وستفتح ملفات شائكة لكثير من المتمولين والمتآمرين و"عبدة الفلوس"، إن كانوا نشطاء أو حقوقيين أو منظمات وجمعيات أهلية وإخوانية مشبوهة، فإما الإفصاح عن مصادر التمويل وأسبابها وإما الحساب العسير!!

الجريدة الرسمية