نهاية البرادعي !
" مصر الآن تغرق ولا يوجد رؤية للطريق الذي تسير فيه" !
ولأن بعض - بعض - الأنقياء من أنصار البرادعي لا زالوا يصدقونه لذا انتظرنا عدة أيام كي يتم نفي التصريح.. فربما يتم نفيه.. ولكن تمر الأيام ولا نفي فتأكدنا تماما من صحته وهنا نتوقف لنسأل أسئلة عديدة ومنها:
- ما الفرق في التصريحات..درجة ونوعا واتجاها.. بين البرادعي وأردوغان ؟ وبين البرادعي والإخوان؟
- إن اختلفت تصريحات البرادعي في حدتها عن الإخوان فهل يمكن تصنيفها غير أنها دعم معنوي لإرهاب الإخوان؟ هل يمكن غير ذلك؟ ويرى شبابهم وطلابهم زيفا ووهما وزورا أنهم " يجاهدون " من أجل إنقاذ مصر ؟
- البرادعي يعلم أن تصريحاته تطيرها وكالات الأنباء هنا وهناك..وتلقي اهتماما من فضائيات العالم..وعندما تأتي تصريحاته السابقة بعد حادث "القواديس" فماذا يريد أن يقول للعالم؟ وهل هذا هو التصريح الأنسب بعد الحادث؟ وما الصورة التي يمكن أن نتخيلها ومصر مقبلة على مؤتمرها الاقتصادي الكبير بعد أسابيع؟ وما معنى التصريح وقمة مصرية يونانية قبرصية في القاهرة ؟ وما معني التصريح ومؤتمر حقوق الإنسان يشتعل بتزوير وزور الإخوان في سويسرا؟
- هنا..ماذا يريد أن يقول البرادعي ؟ مصر تغرق لأنها لم تستمع لنصائحه؟ وما هي نصائحه؟ عدم فض رابعة بالقوة؟ كاتب هذه السطور طالب بذلك لكن لسبب مختلف تماما عما طالب به البرادعي والسؤال هنا: هل كان البرادعي يريد التوصل إلى حل وسط مع الإخوان ؟ وهل كان الرجل وسيطا أم كان أحد أركان السلطة الجديدة بعد 30 يونيو؟ وما الفرق بين ما طالب به وبين ما طالب به "جون ماكين"؟ وماذا كان ينتظر من التفاوض؟ وما هو شكل الحل الوسط والإخوان يحتلون ويحتشدون ويتسلحون في رابعة والنهضة؟ وكيف كان نائبا للرئيس ولا يعرف من الذي أفشل التفاوض؟ أفشله قبل وبعد 30 يونيو ؟ أم لم يكن الرجل في القاهرة ؟
وإن كان بعيدا عن القاهرة - مثلا مثلا - ألم يسمع حتى الآن شهادات خالد الزعفراني ومحمد حسان ؟ وماذا كان يتوقع المفاوض الكبير كما يسمونه من الإخوان ؟ إنهم الآن ورئيسهم في السجن وقيادات الإخوان في السجن أو في المنفي وأموالهم مصادرة وشبابهم يلقونه إلى التهلكة ومنها إلى السجن ومع ذلك يطالبون بغيبوبة كاملة بعودة مرسي.. ماذا كان من الممكن أن يطالبوا به إذن لو لم يتم فض رابعة ؟ ووقتها كانت دولا عديدة تدعم حلف أمريكا وقطر وتركيا فكرة عودة مرسي؟ وماذا كان حال مصر لو طالت المفاوضات بين السلطة والإخوان واستمرت أشهر أو سنوات؟ والمفاوضات - فيما نعرف - تتم بين قوى متساوية ولكل منها حيثيته فما هي حيثية الإخوان وقتئذ؟ وماذا بعد إصرارهم أنهم هم الشرعية ولديهم المجلسان الشعبيان المنتخبان؟ هل هي مصر واحدة وقتئذ أم اثنتان؟ أم أن الأخيرة هي كل المراد يا برادعي؟!