كيف تبني سيارات النقل مصر الحديثة ؟
وا حسرتاه على دماء الأسفلت التي سالت بسبب حوادث الطرق التي حولت النساء إلى أرامل، والأطفال إلى يتامى، ليخيم الحزن على المنازل.
فالسبب ليس في الطرق نفسها، وإن كانت لا تصلح، فيجب أن نسير بمبدأ في التأني السلامة، لكن الكارثة فيمن يقود، والتحليل الفورى لاختبار تعاطى السائق وإدمانه للمخدرات أثبت أن النسبة تجاوزت الـ90 % منهم، وعلى وجه الخصوص من سائقى نقل الغلال والحبوب من الموانئ إلى صوامع الغلال، ومن الأخيرة إلى المطاحن.
هناك بعض من السائقين من معدومي الضمير، يهتمون فقط ببيع ضميرهم، نعم لا يهتم بشيء إلا بأن يبيع ضميره، إنني على يقين من المعلومة التي أقدمها لكم اليوم، أثناء الرحلة يقف السائق في أماكن تم الاتفاق عليها مسبقا مع شياطين الإنس، ويبيع السائق جزءًا من حمولة الغلال بسعر يقل عن سعر السوق المحلية حتى ينجح في سرعة إتمام الصفقة التي زينها له الشيطان، وحتى لا ينكشف أمره فإنه يقف أمام إحدى شون الرمل ويستكمل وزن الحمولة بالرمال.
ويتم تسليم الحمولة المخلوطة بالرمال للمطاحن التي تقوم بدورها باستكمال تحويل الغلال إلى دقيق، الذي يتم توزيعه على المخابز التي تقدمه لنا رغيفا يشتريه السائق نفسه ويأكل منه أطفاله ؟!!.
المشكلة ليست في حوادث الطرق فقط، علينا أن نعرف من يسير عليها أولا، وعلينا وضع آليات لسيارات النقل نفسها ومن يقودها، كي تضع حلا نطمئن به على أنفسنا في المستقبل.
إن تصميم صناديق نقل الغلال في حاجة إلى تعديل، فنظام العمل بسيارات النقل المغلق (السايلو) أخذت به كل دول العالم، إنه أهم وسائل محاربة انحراف الكثير من سائقى نقل الغلال الذين يحصلون على المخدرات بكل أشكالها تلبية لنداء الشيطان فيتحول لون الأسفلت الأسود إلى لون أحمر بدماء تبكى عليها القلوب.