رئيس التحرير
عصام كامل

سكان الأرصفة يصرخون: "الرصيف أحن علينا من المسئولين".. عبد الحميد: أواجه الشتاء "بالجلابية".. "محمد": التسول وسيلتي الوحيدة للبقاء على قيد الحياة.. و"نادية": بصرف على عيالي الخمسة من بيع المناديل

فيتو

تجدهم متناثرين على أرصفة الطرق، يمر عليهم المئات "مرار الكرام"، يعيشون وسط القمامة أو يفترشون أي مكان، يبيتون على الطرقات، ويأكلون من بقايا الطعام، يأتي الشتاء عليهم كل عام دون مأوى يختبئون فيه من البرد القارس والأمطار، يأملون فقط بالقليل من المال لسد جوع أطفالهم، هؤلاء هم "سكان الشوارع".


توزيع المساعدات
تحت شعارات مختلفة تقوم مؤسسات المجتمع المدني، بجانب الدولة، بتوزيع المساعدات على سكان الأرصفة وأطفال الشوارع، فمنها من ينشئ حملة "المليون بطانية" والتي أطلقتها جمعية الأورمان، وأخرى "كساء الشتاء" والتي أطلقها مجموعة من الشباب، وغيرها، ورغم ذلك ما زالت تعاني تلك الفئة المهمشة من مشاكل عدة في ظل غياب المسئولين.

أسعار البطاطين
قال محمد علي، تاجر جملة بوكالة البلح، إن فصل الشتاء بمثابة موسم لكل تجار البطاطين، تتراوح أسعارها من 38 إلى 1000 جنيه.
وأضاف: "ونبيع بطاطين مستعملة، ويتراوح سعر الواحدة من 25 إلى 30 جنيها"، ويقبل عليها الجمعيات الأهلية والمنظمات الخيرية لتوزيعها على أطفال الشوارع.

الشتاء بالجلابية
وذكر محمد عبد الحميد، أحد سكان الشوارع (56 عاما) أنه سيواجه الشتاء فقط "بالجلابية،" قائلًا:" مش معايا فلوس أشترى بيها بطانية".
وأكد أنه يقوم بالتسول للحصول على الطعام، والشارع أو الرصيف أحن عليه من المسئولين.

"بيع المناديل"
وأضافت ليلى محمد حسن، (62 عاما- لديها خمس أطفال): "أقوم أنا وأولادي ببيع المناديل للمارة، ولا أملك سوى الطعام الذي أشتريه من هذا المال".
وأكدت ليلى أنها لا تحصل على أي مساعدة، وأن الشتاء قادم ولا يوجد سوى "بطانيتين" فقط لها ولأولادها، وناشدت المسئولين بالنظر إلى حالها وتوفير مسكن وعمل لكفالة أطفالها.

أما نادية محمد أو كما تطلق على نفسها "نفيسة"، فأكدت أنها كانت تملك من المال ما يسد احتياجها، وكان لها منزل، ولكنها سكنت الشارع بعد انتحار شقيقها من أعلى المنزل.

سد احتياجات سكان الشوارع
وفي ذات السياق، أشار الدكتور محمد عبد المنعم، رئيس المنظمة الوطنية المتحدة لحقوق الإنسان، إلى أن الدولة تقوم بتخصيص مبالغ مالية للجمعيات الأهلية، لتوفير مستلزمات الشتاء لغير القادرين.
وأضاف: "يجب على الدولة التعاون مع منظمات المجتمع المدنى، لسد احتياجات سكان الشوارع، لأنهم مواطنون ولهم حقوق كثيرة".

قنبلة موقوتة
وشدد عبد المنعم على أن الدولة لا تولي اهتمامًا لأطفال الشوارع وسكان الأرصفة، قائلًا:"وهذه القنبلة الموقوتة ستلحق الضرر بالدولة، حيث يتم استغلال أطفال الشوارع في المشاركة في التظاهرات مما يؤدى إلى تخريب الممتلكات العامة".

إعادة التأهيل
وطالب أحمد عبد الحفيظ نائب رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، منظمات المجتمع المدنى بالانتباه إلى هذه الظاهرة، ومساعدتهم في الانضمام لمؤسسات لإعادة تأهيلهم من جديد.
وناشد عبد الحفيظ المسئولين بوضع خطة إستراتيجية عاجلة للقضاء على هذه الظاهرة، مضيفًا: "لأن الجلوس في الشوارع يورث العداء إلى المجتمع، خاصة وأن أطفال الشوارع وسكان الأرصفة غير مسئولين إلا عن أنفسهم".
الجريدة الرسمية