الاتصالات والحرب ضد الإرهاب !
عندما حدث الهجوم الإرهابي الإجرامي الأخير على معسكر جنوب رفح ذكر أن هؤلاء القتلة ظلوا يراقبون الموقع لمدة أسبوعين قبل الهجوم عليه. هذا بخلاف الطرق والوسائل التي يستخدمها الإرهابيون في عملياتهم القذرة، مثل الأنفاق في أحواش البيوت ومسلحين يعتلون أسطح المنازل وعلى الأرض "ناضورجية" بدراجاتهم البخارية في حالة استعداد وتأهب لإعطاء الإشارة بأجهزة اللاسكلي التي يحملها الجميع ومنها أجهزة الثريا وجميع العمليات الإرهابية يكون العنصر الأساسي منها هو الاتصالات وهو موضع يثير إمكانية اختراق الاتصالات والتنصت على المكالمات اللاسلكية من الطرفين من ناحية أجهزة الأمن المصرية ومن ناحية الإرهابيين؛ لذلك قامت القوات المسلحة بقطع الاتصالات عن منطقة رفح التي يقوم الجيش بإخلائها.
والحديث عن الاتصالات يذكرني ببعض اللقطات التي حدثت أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣ ففي حديث تليفوني بين ديفيد إليمازر، رئيس الأركان الإسرائيلي، وبارليف قائد المنطقة الجنوبية، يعيب الأول على الثاني استخدام الشفرات تليفونيا ويقول له: هل تعلم أن ذلك يتم التقاطه ولدي ما يثبت بأيدي المخابرات المصرية قبل الحرب الشفرة الإسرائيلية «سيريوس» وحدث أن محطة تنصت مصرية في جبل عتاقة التقطت حديث شخص من خلاله صوت اللواء البرث مندلر قائد الفرقة ٢٥٢، فتوجهت دبابة مصرية واحدة وتسللت إلى «متسقيه» وضربت مجنزرة مندلر وأصابته إصابة قاتلة مع صحفي وضابط كانا برفقته.
وفي محاولة لخداع المصريين عن طريق الاتصالات يقول بارليف: لدي فكرة.. نبدأ عن طريق اللاسلكي تقديم تقارير تفيد أن وضعنا خطير ولا توجد لدينا ذخيرة دابك ستطلب الانسحاب، ويرد القائد: حسنا.. وفي الساعة المحددة يبلغ القائد باللاسلكي أن قواته غير قادرة على الصمود.. الوضع سيئ.. وتتوالى النداءات الكاذبة ويزور هذا القائد «جورد يسن» بمكان تواجده.. ويلتقط المصريون هذه المراسلات!!
ومن عيوب وطرائف الاتصالات أنه فور نزول شارون على الضفة الغربية أثناء الثغرة طلب الاتصال بزوجته «للي» وبعد مكالمة طويلة اكتشف أن السيدة التي يتحدث معها ليست زوجته.. النمرة غلط.