نصيحة للسيسي..لا تقتربوا من حزب النور !
فرق كبير جدا بين أن نقبل ونرفض نحن المصريين شيئا ما وبين ما يقبله القانون ويقبله المنطق وتقبله الظروف ويقبله الواقع.. وباختصار نقفز إلى قلب الموضوع ونقول للأصوات التي تطالب بحل حزب النور باعتباره حزبا متطرفا يحمل أفكارا إرهابية أنها تفكر في الطريق الخطأ وتدفع في اتجاه خاطئ قد يكون كارثيا والأسباب فيما يلي وينبغي أن تؤخذ مجتمعة وتنبغي قراءتها وليس مطالعتها والقراءة تعني التدقيق والتمحيص والفهم والاستيعاب وإليكم الأسباب:
- الفصل في المواجهة بين الإخوان وبين التيار السلفي كان ضروريا لعدم القدرة - أو لعدم صحة - مواجهة الجميع في وقت واحد !
- وفي التيار السلفي تم الفرز بين المعادين للمجتمع المتحالفين مع الإرهاب وتحولوا هم أيضا إلى إرهابيين (الجبهة السلفية) وبين أصحاب أفكار دينية متأخرة ومتخلفة ولكنها مختلفة سياسيا بل وميدانيا مع التيار السلفي الإرهابي!
- أي ضغط الآن - نكرر الآن ونحن في مواجهة مع تحالف الإرهاب - سيساهم في انتقال التيار الثاني إلى معسكر التيار الأول ! وهنا ستتسع المواجهة بما لا يتحمله المجتمع ولا تتحمله الشرطة !
- المواجهة الشاملة الآن مع التيار المتأسلم كله ستساهم - قطعا - وبأي درجة ممكنة في الترويج لأكاذيب الإخوان بأن الإدارة الحالية التي تحكم البلاد تخوض حربا ضد الإسلام نفسه وليس ضد الإرهاب والتطرف!
- أي حزب سياسي يحاسب على برنامجه السياسي الذي حصل على الموافقة بممارسة العمل الحزبي بناء عليه.. ثم يحاسب بما تدعو إليه وسائل اتصاله بالجماهير أي صحيفة الحزب ومدي التزامها ببرنامجه..ولا نري في برنامج حزب النور ما يشير إلى كونه حزبا دينيا ولم تدعو صحيفته - عندما كانت تصدر - إلى أي أعمال إرهابية..ولذلك ونحن نريد الذهاب لدولة القانون لا ينبغي بحال أن ندوس على نصوص القانون !
- من المفيد للانتخابات البرلمانية القادمة وجود رجال حزب النور السلفي بين المرشحين..وبعيدا عن الخوف من النسبة التي قد يحصلون عليها إلا أن وجودهم سيزيد الخلاف والانشقاق داخل التيار المتأسلم كما أنه سيعطي شرعية من نوعية معينة للانتخابات نحتاجها ونحتاج لتوظيفها دوليا !
- علينا أن نتحلي بالرؤية الصحيحة..وهي تقتضي التفرقة بين الفعل السياسي الإرهابي أو العنيف أو المتطرف والدعوة المباشرة إليه مثل نموذج الدكتور محمود شعبان..وبين الترويج لأفكار متطرفة ومتخلفة بعيدا عن الأحزاب وخارج إطار العمل السياسي وهي تحتاج لمواجهة فكرية شاملة وهائلة من الجميع!
وللأسف..سنجد عند بعض أفكار رجال حزب النور في مساجدهم ودروسهم الدينية ما قد نراه من بعض رجال الأزهر في جامعات ومساجد الدولة..فهل سنغلق الأزهر أو الأوقاف مثلا ؟!
الأفكار المتطرفة - يا سادة - مرض مزمن تراكم عبر أربعين عاما كاملة وهي حمل ثقيل على المجتمع يحتاج إجراءات طويلة وعديدة..وتحتاج جرأة وشجاعة وقبلهما امتلاك الوعي والثقافة..وكل ذلك يختلف جذريا عن إجراءات سياسية حادة..سوف تزيد من أعباء مواجهة لم ننته من جزء منها بعد.. ولا ينبغي إضافة المزيد منها عبئا على المجتمع وعلي الجيش والشرطة..والسياسة - يا سادة - فن الممكن..وعلي من لا يجيد العمل بشروطها فعليه بالصمت..فهو أفضل كثيرا من رطانة مزمنة لن يدفع ثمنها صاحبها وإنما المجتمع كله !
باختصار: نحتاج إلى استيعاب النور سياسيا ومواجهة أفكاره الدينية بشكل عاجل..وهذه غير تلك..!