أحفاد العثمانيين يحتفلون بالذكرى الـ76 لوفاة "أتاتورك".. ينتمي لأصول صربية وأجداده من يهود الدونمة..ألغى الخلافة الإسلامية وأعلن الجمهورية التركية العلمانية.. توفي بالكبد ورفض رئيس الوزراء الصلاة عليه
يحتفل هذه الأيام أحفاد العثمانيين بالذكرى الـ76 لوفاة "مصطفى كمال أتاتورك"، مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، حيث ولد في 19 مايو 1881، وتوفي في 10 نوفمبر 1938، والذي يرى فيه الأتراك مؤسس تركيا الحديثة وباني نهضتها وصانع التقدم والازدهار.
أطلق عليه اسم "الذئب الأغبر"، واسم أتاتورك "أبو الأتراك"، وذلك للبصمة الواضحة التي تركها عسكريًا في الحرب العالمية الأولى وما بعدها، وسياسيًا حتى الآن.
• الانقسام حوله
انقسمت الآراء والتحليلات حول شخصية "أتاتورك" فمن المنظور القومي التركي هو بطل قومي لا يشق له غبار، أنقذ تركيا من مصير التمزق والتفكيك والتوزيع بين الأرمن واليونانيين، الروس والإنجليز وبنى الجمهورية التركية الحديثة، ومن المنظور الإسلامي الأممي هو وجه آخر للشيطان، فقد أنهى الخلافة وفرض العلمانية على بلاده، ومن منظور ليبرالي إنساني كان مستبدًا وديكتاتورًا حكم بلاده بالحديد والنار، وأعدم الكثير من مناهضيه بذرائع مختلفة.
• قصة مولده
ولد مصطفى كمال أتاتورك في مدينة سلانيك - "ضمت لليونان الآن" - عام 1881م، وهو ابن لأب يدعى على رضا أفندى المولود في "كوجاجيك" عام 1839 وتسمى أمه "زبيدة"، وينتمي مصطفى كمال أتاتورك لأصول صربية، وأجداده من طائفة "يهود الدونمة"، وهم طائفة من اليهود أظهروا الإسلام وأبطنوا اليهودية من أجل العمل على إسقاط الدولة العثمانية، وإفساد عقائد المسلمين.
• مرضه ووفاته
كان أتاتورك شديد الخوف على نفسه، لذلك فقد أحاط نفسه بكبار الأطباء، ومع ذلك لم يكتشفوا أنه كان مريضًا بالكبد حتى وصل لمرحلة التليف الذي أصابه بالاستسقاء، واحتاج إلى سحب الماء من بطنه بالإبر وبدأت الحالة الصحية لأتاتورك في التدهور منذ عام 1937.
وفي مرض موته، ابتلاه الله بحشرات صغيرة حمراء لا ترى بالعين سببت له الحكة والهرش حتى أمام زواره من السفراء ورؤساء الدول، حتى ظهرت على وجهه، واكتشف أن السبب وراء ذلك "النمل الأحمر" الذي لا يوجد إلا في الصين بالرغم من عدم سفره نهائيًا إلى هناك، وبقصر دولما باهتشا باسطنبول في تمام الساعة التاسعة وخمس دقائق صباح الأربعاء 10 نوفمبر 1938 مات مصطفى كمال أتاتورك، وبعد موته اختلف الناس في الصلاة عليه فرأى رئيس الوزراء عدم الصلاة عليه، وصمم رئيس رئيس أركان الجيش وقتها الصلاة عليه، فقام بالصلاة عليه شرف الدين أفندي، مدير الأوقاف.
• كرهه للرسول
كان أتاتورك من أشد الناس عداوة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وكان أتاتورك في فندق بارك ذات مرة، وكان المؤذن يؤذن في مسجد صغير كائن أمام الفندق مباشرة فإذا بأتاتورك يلتفت لمن حوله قائلاً: "من قال بأننا مشهورون؟ وما شهرتنا نحن؟ انظروا إلى هذا الرجل -يعنى النبي صلى الله عليه وسلم- كيف أن اسمه يتكرر في كل لحظة في جميع أنحاء العالم"، ثم أمر أتاتورك بهدم المنارة.
• التحاقه بالكلية الحربية
انتقل مصطفى كمال أتاتورك من سلانيك إلى إسطنبول سنة 1318هـ للالتحاق بالكلية الحربية، وتخرج فيها سنة 1322هـ برتبة رائد، وعين في لواء الفرسان الثلاثين التابع للجيش الخامس في الشام، وهناك حاول تأسيس جمعية سرية من الأتراك المنفيين بالشام، لينافس بها جمعية الاتحاد والترقي ولكنه فشل، وكان رجال الاتحاد والترقي خاصة أنور باشا يكرهونه بشدة بسبب انحلاله وفجوره.
• انضمامه للجيش
أخذ مصطفى كمال أتاتورك في البحث عن أي وسيلة للاشتهار حتى يلمع نجمه وسط رجال الاتحاد والترقي، فانضم لجيش محمود شوكت الذي توجه لإسطنبول من سلانيك ليخلع السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1327هـ وذهب إلى ليبيا لمحاربة الإيطاليين كنوع من الدعاية، ولكن مع أول مواجهة حقيقية على خط النار فرّ مثل الفأر المذعور، وكانت بداية شهرة مصطفى كمال الحقيقية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث فرّ معظم رجال الاتحاد والترقي بسبب هزيمة الدولة العثمانية وضياع معظم أملاكها في الحرب، وأصبح الطريق خاليًا أمام مصطفى كمال أتاتورك، خاصة أنه كان على علاقة وثيقة بالخليفة الجديد "وحيد الدين" قبل أن يلغي الخلافة، فرقاه لرتبة "مفتش عام للجيوش" وزوده بصلاحيات واسعة.
• علاقته بالإنجليز
بدأ أتاتورك بعد ذلك الاتصال بالإنجليز والتنسيق معهم للعمل على إسقاط الخلافة العثمانية، وبالأسلوب الإنجليزي المعروف بدأت عملية تلميع مصطفى كمال أتاتورك وإظهاره بصورة البطل القومي، وأنه أشد الرجال خطورة على أوروبا والإنجليز، والأسد الثائر الذي يقلق مضاجع الاستعمار، وإمعانًا في التضليل أخذ مصطفى كمال أتاتورك في الظهور بالمظهر الإسلامي وإلقاء الخطب في المناسبات الدينية ويدافع عن الخلافة في كل موطن.
• إلغاء الخلافة
وبعد أن انتصر الأتراك على اليونانيين في معركة "سقاريا" سنة 1345هـ، أصبح مصطفى كمال أتاتورك بطل الأمة القومي، والمتحكم الفعلي في البلاد، وأنصاره يسيطرون على مجلس النواب والمجالس المحلية، وبعد سلسلة طويلة من المناورات وبمساعدة قوية من الإنجليز تخلص مصطفى كمال أتاتورك من جميع معارضيه، وشوه صورة الخليفة وحيد الدين عندما أظهر للناس بنود معاهدة سيفر التي أُجبر وحيد الدين على توقيعها تحت التهديد الإنجليزي باحتلال إسطنبول، واضطر وحيد الدين إلى الاستقالة، وحلّ مكانه عبد المجيد الثاني والذي لم يمكث سوى ثلاثة أيام، وأعلن مصطفى كمال أتاتورك بعدها، وفي 27 رجب 1341هـ تم إلغاء الخلافة العثمانية وقيام الجمهورية التركية.
• حربه على الإسلام
تولى مصطفى كمال رئاسة الجمهورية التركية ولقب بـ"أتاتورك"، وبدأ يوفي لأسياده الإنجليز وأستاذه الخفي الذي لا يعرفه معظم الناس ألا وهو "الحاخام نعوم" كبير حاخامي تركيا، منفذ الخطة اليهودية لهدم الخلافة العثمانية.
كما عمل على هدم الإسلام بكل قوة في تركيا، وبدأت عملية بشعة لسلخ الأتراك من هويتهم الإسلامية بإشراف كامل من الإنجليز، فألغى وزارة الأوقاف والمدارس الدينية وحول الجوامع إلى متاحف ومنع رحلات الحج والعمرة، وألغى الحجاب والحروف العربية، وألزم الأتراك بالتعبد باللغة التركية، ونقل الإجازة الأسبوعية إلى يوم الأحد، وألزم الناس بلبس القبعة الفرنجية، وألغى الأعياد والمناسبات الدينية، وباع أذربيجان للروس، وقضى على الحريات والمعارضين لسياساته، وجعل وسائل الإعلام لا تتحدث إلا عن بطولاته وفتوحاته وأخباره.
ولم يكتفِ أتاتورك بذلك بل ألغى الحروف العربية واستعمل الحروف اللاتينية وأعلن العلمانية دينًا جديدًا للبلاد.