رئيس التحرير
عصام كامل

الجارديان: جنرال أمريكي يروي ما لا تحب واشنطن سماعه.. "بولجر": إدارتا بوش وأوباما ورطت الجيش في السياسة.. الحروب الأمريكية خلقت فوضى عارمة.. مخطئ من يظن أن أمريكا تنشد استقرار العالم وإصلاح الحكومات

صحيفة الجارديان البريطانية
صحيفة الجارديان البريطانية

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الجنرال دان بولجر المتقاعد الذي قاتل في العراق وأفغانستان يقول ما لا تحب الولايات الأمريكية سماعه في كتابه الجديد الذي جاء تحت عنوان "تضاريس بولجر.. لماذا نحن مفقودون"، ومن المؤكد أن الأوساط العسكرية والسياسية لن تفضّل الكتاب.


وأشارت الصحيفة إلى أن بولجر يتحدث في كتابه عن الصراعات التي لم تحلّ بعد، والجدال الدائر حول حربي العراق وأفغانستان ويتكون كتابه من 500 صفحة يتحدث فيها عن كل الحروب التي شارك فيها.

واعترف بولجر خلال مقابلته مع صحيفة الجارديان أن إدارتي بوش وأوباما ورطت الجيش الذي يعرف بأنه فوق السياسة، وتساءل إذا كنا فزنا في الحرب في العراق فماذا نفعل الآن في الحرب ضد داعش؟ مجيبا أنه لا يمكن الحصول على إجابة على هذا السؤال لأننا لا يمكن أن نجزم من فاز ومن خسر.

ويري أن هناك عدة تفسيرات لماذا لم تعد الولايات المتحدة مثل ما كانت، وذلك يرجع لسوء تقدير بعد أحداث 11 سبتمبر لأنهم لم يفهموا ثقافة الإرهابيين وطبيعة الأرض والشعب الذين عاشوا فيها وأي شخص يريد النجاح يجب أن يفهم ثقافتهم.

ورثي بولجر انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان والعراق وأن الانسحاب لم يأتِ بعد الإطاحة بتنظيم القاعدة في أواخر عام 2011 ولا في العراق بعد الإطاحة بصدام في أبريل عام 2003، وفي كل صراع قررت الولايات المتحدة البقاء ثم انسحبت بعد ولم يحقق الاستقرار، وخلفت فوضي كبيرة مثل ما حدث في العراق ونشأت داعش.

ويري أنه من الخطأ الاعتقاد بأننا ذاهبون لهذه البلاد لنحقق الاستقرار لهم، وإصلاح الحكومات هناك، فهذا لا يصدق إلا إذا كنت تتخذ موقفا استعماريا أو امبرياليا.

ولفتت الصحيفة إلى أن بعض الدوائر العسكرية وصفت كتاب بولجر بـ"الطلقة الأولي في معركة ضروس تطهير الجيش من مكافحة التمرد،" وأشاد جون ناجل، عقيد متقاعد ومحام بارز، بعقلية بولجر كضابط جيش ذكي، بينما رفض أطروحته في الكتاب وقال "أنا لا اتفق معه على أننا خسرنا ويوجد صعوبة لتصديق ذلك".

وأكد بولجر في كتابه قائلا: "لو نجحنا في الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة فكيف بعد سنتين أو ثلاث نري كومة من الحماقة، فهناك أسباب افتراضية غير معلنة مثل دعم بناء الجيش الأمريكي للجيش العراقي والأفغاني وعلي مدى عامين قتل 9 آلاف شخص في أفغانستان، فالحروب تأخذ نمط التكرار مثل محاربة داعش".
الجريدة الرسمية