..وتركيا تعلن الحرب !
فجر اليوم..تبث وكالات الأنباء خبرا عاجلا يقول إن الأوامر صدرت للبحرية التركية بالاشتباك الفوري مع دول التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط ! كنا قد كتبنا أمس عن الإجراءات المصرية لتأديب أردوغان وقلنا إن القمة الثلاثية مع اليونان وقبرص ليست بسبب ترسيم حدود حقول الغاز في البحر المتوسط فحسب وإنما هو هلال متوسطي لمحاصرة تركيا..وقلنا إن مصر بدأت بهدوء عملية تأديب تركيا التي بدأت بإلغاء اتفاقية الرورو للعبور التجاري للبضائع التركية عبر مصر..وقلنا إن مصر اختارت أشد خصوم تركيا في العالم سياسيا وتاريخيا وعسكريا بل وجغرافيا للتعاون معا ضد تركيا أردوغان ووصفنا ذلك بأنه "بعض الشر الذي طالنا به في السياسة الخارجية المصرية "!
كان الرئيس القبرصى "نيكوس آناستاسيادس "قد تنبأ بذلك حيث اتهم في مؤتمره الصحفى المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليونانى "أنطونيس سامارس" في القاهرة السبت تركيا بتنفيذ "أعمال استفزازية" تعوق محادثات السلام في جزيرة قبرص وتعرض للخطر الأمن في شرق البحر المتوسط، وناقش الزعماء الثلاثة خلال محادثاتهم بالقاهرة الأمن الإقليمى والتعاون الاقتصادى..
وبالرجوع لتفاصيل الإعلان التركي وجدناها تصريحات للأدميرال "بولينت بستان أوغلو" قائد القوات البحرية للصحفيين أمس الأحد في "موجلا" ويلفت نظرنا أنها جاءت في اليوم التالي لانتهاء قمة القاهرة وشارك في التدريبات البحرية وفقا للخبر "الحوت الأزرق"، حسبما ذكرت صحيفة "حريت" التركية في موقعها الإلكتروني..وفي إشارة لخطورة الموقف وكشف نيات تركيا أكد "أوغلو" أن: "القوات البحرية التركية تقدم الدعم والحماية لسفينة الأبحاث خير الدين بارباروس باشا.. ومن جهة أخرى تواصل مراقبة سفينة التنقيب المستأجرة من قبل الإدارة القبرصة اليونانية من على بعد تسعة كيلو مترات الأوامر التي صدرت لنا حتى هذه اللحظة هي عدم دخول هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها تسعة كيلومترات" وهو ما يعد تهديدا خطيرا لقبرص اليونانية يكون من الصعب معه صمت اليونان.. وعندما يتم ذلك في اليوم التالي لقمة القاهرة، فالأمر يعتبر دخول تركيا بثقلها في تحدى مصر التي سيكون عليها - وهي بعيدة عن مناطق الصراع عن الغاز - دعم معنوي هائل لضيوفها هذا الأسبوع..
الأمور تتصاعد وتجري بسرعة كبيرة ولن تجد تركيا حليفا لها - بلغة المصالح الحقيقية وليس بلغة الخطب والإنشاء - أقرب من إسرائيل وخصوصا أن إسرائيل وبعد إلغاء اتفاقية الرورو ستكون البديل المؤكد لعبور البضائع التركية إلى الشرق وهو ما من شأنه حرق تركيا إلى الأبد أمام الإسلاميين وسقوطها كنموذج مزيف لقيادة العالم الإسلامي!
ما سبق يستلزم من الآن الإسراع بكل إجراء ممكن وفي مقدمتها إضعاف تركيا اقتصاديا بمقاطعة منتجاتها وبذل كل الجهد لنقل جزء من السياحة من هناك إلى هنا وهو ما يسلتزم البدء الفوري في خطط ذكية ومرنة ومبدعة مع الإدراك أن إجهاد تركيا سيخفف الضغط حتما على سوريا..جبهتنا الشمالية المتقدمة الدائمة!