رئيس التحرير
عصام كامل

مجلس "الصحفيين" يؤيد "فيتو" ويرفض غرفة صناعة الصحافة.. المجلس يجتمع اليوم ويدين محاولات سيطرة رجال الأعمال على الصحافة.. ويصفها بالمحاولة الخبيثة لشق صف الصحفيين

نقابة الصحفيين
نقابة الصحفيين

هاجم مجلس نقابة الصحفيين إنشاء غرفة صناعة الصحف الخاصة، وأصدر المجلس بيانا ندد فيه بمحاولة رجال الأعمال السيطرة على الإعلام.

وقال إن المجلس استعرض في اجتماعه مساء اليوم وقائع وتحركات ومحاولات شهدها الوسط الصحفي والإعلامي مؤخرًا بسعي بعض رجال الأعمال للهيمنة على الإعلام وإفقاده استقلاله، وإسقاطه في براثن الاحتكار المحظور بنصوص دستورية وقانونية صريحة وقاطعة.


ولفت المجلس النظر إلى أن هذه المحاولات البائسة بلغت ذروة الخطر في الدعوة التي جرى توجيهها، لعدد من الزملاء رؤساء تحرير الصحف الخاصة للاجتماع في مقر إحدى هذه الصحف، بحجة البحث في موضوع تأسيس وإنشاء غرفة لصناعة الصحافة يتم تسجيلها في اتحاد الصناعات، على غرار ما تم في خصوص غرفة صناعة الإعلام المرئي "تحت التأسيس".

وتابع: "المجلس لاحظ في هذه الدعوة أنها تقحم الصحفيين في أمر لا علاقة لهم به، وإنما هو يخص ملاك الصحف وحدهم، وفي هذا خلط مريب وخطير بين فئتين مختلفتين تمامًا الصحفيون والملاك، إذ يحظر القانون على الصحفي أن يكون مالكًا أو مساهمًا في ملكية أي صحيفة "مادة رقم 5 الفقرة "أ" من قانون نقابة الصحفيين 76 لسنة 1970"، وإن الدعوة المريبة تلك تجاهلت حقيقة أن أكبر وأهم صناع الصحف في مصر، حتى الآن، هي المؤسسات الصحفية القومية، ومن ثم لا يمكن البحث في شئ يخص مستقبل هذه الصحافة، بما في ذلك تأسيس غرفة تجمع الصانعين، في غياب من يمثل إدارة هذه المؤسسات العملاقة، وأنه كما أن هذه الدعوة بموضوعها وسياقها تبدو محاولة خبيثة لا يمكن السكوت عليها، لشق صف الصحفيين والتمييز بينهم على أساس نوع ملكية الصحف التي يعملون فيها، ومن ثم تقسيمهم بين عاملين في صحف خاصة، وقومية، وحزبية.. إلخ.

فضلا عن تجاهل حقيقة أن الصحفي المصري حصل منذ زمن بعيد على حقه في تنظيم نقابي ديمقراطي مستقل، هو نقابة الصحفيين التي تحمل فوق كاهلها تاريخا طويلا ومشرفا من النضال من أجل أن يتمتع الشعب المصري بصحافة حرة ومستقلة ومحمية من هيمنة أي سلطة أو جماعة، أو سطوة وتوحش رأس المال، وإن عددًا من الزملاء رؤساء التحرير الذين لبوا الدعوة المذكورة وحضروا الاجتماع، عبروا بوضوح وحسم عن تحفظهم ورفضهم أن يتم إقحامهم في أمر لا يخص الصحفيين، ولا يتطابق مع نصوص ومبادئ الدستور والقانون. 

ورفض هؤلاء الزملاء التوقيع على البيان الذي صدر عن الاجتماع، وهم يستحقون التحية وتثمين موقفهم المبدئي الشجاع، وفي المقابل يقف عدد من الصحفيين أعضاء النقابة في خانة المتبني والمدافع عن تلك التحركات المشبوهة، وهو ما لا يمكن للنقابة السكوت عنه، خصوصا وأن التمسك بهذا المسلك يفقد صاحبه شرطًا جوهريًا من شروط العضوية في نقابة الصحفيين وممارسة المهنة. 

وأخيرًا، فإن مجلس نقابة الصحفيين، ومن أمامه وخلفه جميع أعضاء الجمعية العمومية، يؤكدون أن النقابة التي طالما خاضت معارك شرسة دفاعًا عن المهنة، وعن حرية الصحافة والحريات عمومًا في هذا الوطن، لن تسمح لمن يقفون وراء هذه الهجمة الجديدة، المتهورة والمغرورة، على الصحافة والإعلام المصري، بأن يحققوا أهدافهم الخبيثة، كما يحذر مجلس النقابة بعض الأطراف في الحكومة من مغبة الصمت الذي يصل إلى حد التواطؤ، مع رجال الأعمال المشار إليهم، لاسيما وأنهم باتوا يتمتعون الآن، وبدون مناسبة، باهتمام وتدليل علني يثيران الكثير من علامات الاستفهام والتعجب".

يذكر أن فيتو كانت قد كشفت عدم قانونية إنشاء غرفة لصناعة الصحافة، وأكد عصام كامل رئيس تحرير فيتو أنه يقف بشدة ضد إنشاء كيانات تنتقص من دور نقابة الصحفيين، أو تهيئ لتمرير قوانين من شأنها النيل من حرية الصحافة.

وأشار "كامل" -في بيان أصدره من قبل- إلى أن الكيان الذي تم الإعلان عنه مؤخرا تحت عنوان "غرفة صناعة الصحافة" يمثله ملاك الصحف وليس رؤساء تحريرها، موضحا أن رؤساء تحرير الصحف الخاصة لا يمثلون صحفهم في الكيان الجديد باعتبارهم يعملون كرؤساء للتحرير وليس جزءا من الملكية.

وأوضح أيضا أن نشوء كيانات وهمية لا علاقة لها بالقوانين يؤثر سلبا على حرية الصحافة وإمكانية تمرير قوانين تنتقص من المهنة في الفترة القادمة.

وطالب رئيس تحرير "فيتو" بإنشاء لجنة داخل نقابة الصحفيين تمثل رؤساء تحرير الصحف الخاصة إذا اجتمعت رغبتهم على ذلك، وحذر في بيانه من دفع الجماعة الصحفية لتحقيق أهداف خاصة بالبعض مؤكدا أنه لا ينتقص من نزاهة من سعوا إلى ذلك، محذرا من شق الصف الصحفي بكيانات وهمية وغير قانونية.
الجريدة الرسمية