رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي وخطة تأديب أردوغان !


بعد 48 ساعة من اختيار فايزة أبو النجا مستشارة للأمن القومي المصري في تحد غير مسبوق للولايات المتحدة الأمريكية، كما وصفته الصحف الأمريكية ذاتها تنعقد القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص..وهو ما يعني أن مصر وبالبلدي بدأت "تشتغل في الأزرق" لتركيا وأردوغانها بهدوء وبغير ضجيج..

اليونان الخصم التقليدي لتركيا..اقتصاديا وعسكريا وسياسيا بل وجغرافيا..وقبرص لعبت تركيا دورا مجرما في تقسيمها إلى ما عرف بقبرص التركية والأخري قبرص اليونانية وهي جريمة سياسية وتاريخية لن ينساها القبرصيون وهي أيضا انعكاس للخلاف اليوناني التركي!

اليونان وقفت مع مصر إبان تأميم القناة عام 56..وكانت الدولة الوحيدة التي لم تسحب مرشديها وقاموا في ظرف تاريخي صعب بتدريب وإعداد المرشدين المصريين بأعداد كبيرة..وقبرص كانت حليفة لمصر إبان حكم زعيمها التاريخي الأنبا مكاريوس صديق جمال عبد الناصر الحميم..والقمة تعني ببساطة تشكيل جبهة تتعاون في البحر المتوسط وتعاونها لن يكون إلا على حساب الأخ أردوغان!

فهذا الهلال المتوسطي حول تركيا لا يعني حصارها بحريا بالمعني العسكري إنما يعني حصارها بمنطق التعاون والمصلحة.. وفضلا عن أهمية ترسيم وتقسيم حقول الغاز في البحر المتوسط بين مصر واليونان وقبرص وإن كان ظاهريا يعد أمرا اقتصاديا إلا الدفع في طريق عزل تركيا هدف في ذاته فضلا عن كون التعاون الاقتصادي هو الظهير المنطقي للتحالف السياسي..ولذلك كان تعبير القمة على لسان رؤسائها الثلاثة واضحا رغم عدم انتباه الكثيرين له حين جاء في المباحثات حرفيا "اتفاق الدول الثلاث على دعم مصر ومساندتها ضد الإرهاب ومن يدعمه "! ولا نعرف أن مصر اتهمت أحدا بدعم الإرهاب أكثر من تركيا وقطر!

ثم يكمل البيان الثلاثي وما جاء في القمة عن تبني الدولتين وجهة النظر المصرية في أوربا! وهو أيضا يعني التصدي للدور الخايب الذي يروج له أردوغان هناك ولم يوقفه حتى في الأمم المتحدة!

تتبقي في المعركة مع أردوغان خطوات كثيرا قلناها سابقا وسنكررها لاحقا وخصوصا بعد أن فتح السيسي شهيتنا بالاستجابة لما أطلقنا عليه من قبل بـ "قليل من الشر في سياستنا الخارجية"! وهو شر على من يعادي مصر.. خيرا لها بإذن رب العالمين!
الجريدة الرسمية