أنا لا إخوانجى ولا ثورجى .. أنا فلول!!
لم أخدع المصريين باسم ما وصف بأنه "ثورة 25 يناير" أو باسم دين، ولم أقترب من حاكم أو حاشية، وأرفض أغلب الظهور الإعلامي، لأن هدفى ليس ذاك، رغم ثقتى فى علمى ... ولم أكن قبل تلك النكسة عضواً فى الحزب الوطنى أو غيره من الأحزاب المسرحية، كما البعض من قادة "الثوار" أو النُخب، ممن كانوا إما أعضاء بالحزب الوطنى أو فى أحزاب المعارضة الكارتونية، ولا قُمت بصفقات مع أى شخص لأجل أى منفعة ولا أخذت أكثر من حقي.
وأتكلم هنا عن لسان الكثيرين جداً من المصريين، فأؤكد أننى مجرد مصري، أُطلق على لقب "فلول"، لأننى وقفت ضد كل ما حدث لأن يقينى وعلمي، أكدا لى أنه لم يكُن فى صالح مصر، ولم يكن إلا ضد رجل، لجعله "مسيحاً" جديداً، يتحمل كل أخطائنا، وكأننا نُريد كبش فداء، بديلاً عن الاعتراف بذنوبنا فى حق هذا الوطن!!
لم أنزلق وراء تأييد الزيف، لأننى أمتلك عقلاً وقناعة. ولذا ظن الثوار ممن اتبع الفعل باندفاع دون فكر أو الإخوان مُتبعى "السمع والطاعة"، أننى يجب وأكون تابع للنظام السابق، لأنهم لا يستطيعون أن يمضوا إلا فى قطيع، وراء آخر. ولكنى مثل الكثيرين للغاية، لا أمضى إلا وراء عقلي. فلست ضمن قطيع ولا أبيع عقلى لكل عابر سبيل، أياً كانت هويته!!
لست تابعاً لمدرسة فكرية مستوردة ولا لمُفكرين أجانب عن الأجواء المصرية، ولكنى أتبع المدرسة الوطنية فى الفكر، والتى صاغها مُفكرون مثل جمال حمدان ولويس عوض وطه حسين. لست تابعاً لنظريات غربية أو شرقية، ولكن إلى ما نبت من هذا التُراب. وأعتز بتاريخ بلادى مُتعلماً من أخطاء ماضيها دون مُبالغات فجة!!
لا أنتظر تأييداً أجنبياً ولا إطراءً غريباً ولا إعجاباً بما أقول، ولكنى أتكلم وأكتب، دون أن أهتم إلا بقناعاتى فى عشق هذا الوطن. لا يهمنى تصفيقاً ولا أن أوصف ببطولة وهمية، ولا أن أُكافأ على كلمة، لأن الكلمة نابعة عن عقلى وقلبي، فى حب بلادي!!
فليس ذنبى أن هناك من لا يعرف معنى حب الوطن ... ليس هذا ذنبى ولكن، كن مُتأكداً، أننى سَاُدافع عن وطنى دون حدود، ولن أتنازل عنه إلا بالموت .. لن أترك أحداً ينعم باغتيال وطني، لأن مصر المدنية باقية إلى يوم الدين!!
حبى لوطني، يجعلنى غير مهتم بأى توصيف، وإن كان توصيفى بكونى "فلولاً"، فكم من عدو لبلادى تعرض للمصريين بتوصيفات كثيرة، ولم يهتموا، فلم أهتم طالما أننى أمضى من أجل مصالح وطنى التى أعرف من منطلق ارتباطى بهذا الوطن وقراءتى عنه. ولا تظن أننى لست غاضباً من الكثير مما مر ببلادى من فساد، ولكننى لن أحتضن الطاعون، للخلاص من الإنفلونزا!! لن أُشارك فى تدمير مصر، كى أبنيها، إلا إن كنت غبياً كما ظهر من بعض الثوار، من بائعى الضمائر ومروجى الفساد، ولو بأسماء أُخرى!!
أفتخر أننى فلول، لم يُغرر بى ووقفت من اليوم الأول، مُدافعاً باستماتة عن بلادي، مُدركاً أنها تتعرض لخطر مُحيق. ولأن الحق كان معي، لم أتلفظ فى أغلب الأحيان، بالسب أو الشتائم الخادشة، بينما كان التهديد والسب نابعين ممن قاموا بتلك النكسة، ليثبتوا كل يوم، أنهم ضُعفاء لا يمتلكون الحجة!!
ويُمكننى كمصري، أنا أتسامح مع من يعترف بخطأ ما فعل، لنقف معاً ضد مكتب إرشاد الإخوان، ومع كل وطنى حُر، لا يزال يمتلك عقلاً ولم يبعه لأحد، لإكمال بناء مصر المدنية!!
وتحية لثوار بورسعيد
والله أكبر والعزة لبلادي،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية .