أمريكا وإيران .. الطريق إلى المستقبل
فى الوقت الذى يتزايد فيه الشعور بالإحباط بين مجموعة "الخمسة زائد واحد"، تعالت الأصوات الداعية لإجراء مباحثات أمريكية- إيرانية مباشرة.
وعلى الرغم من أن إدارة أوباما رحبت منذ وقت طويل بإجراء مثل هذه المحادثات، إلا أن طهران قد رفضتها. وربما يتخوف القادة الإيرانيون من أن التقارب مع واشنطن قد يضعف أحد المبررات الوجودية للنظام الإيرانى الذى قام على أساس العداء للولايات المتحدة، فضلاً على أن مثل هذا التقارب سيفتح الباب أمام حدوث تغيرات سياسية واقتصادية قد تعجل حدوث تحول فى البلاد.
وحتى فى ظل الظروف العادية، فإن هذا الاحتمال قد يكون مفزعاً لنظام يواجه أزمة شرعية فى الداخل، ولكنه لا يلقى ترحيباً لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية واحتمال تجدد الاضطرابات بصورة مماثلة لما حدث فى يونيو 2009.
وبدلاً من السعى نحو اتباع طرق بديلة، ينبغى على الولايات المتحدة وحلفائها التركيز بشكل أكبر على استراتيجيتهم الحالية والحفاظ على تماسكهم. ولكن ينبغى إيلاء اهتمام خاص لضمان استمرار هذا النهج بمرور الوقت حيث يمكن إحداث تأخير طويل المدى فى تقدم إيران فى برنامجها النووى حتى وإن تعذر التوصل إلى اتفاق فى هذا الشأن.
وعلى وجه التحديد، ينبغى أن تشتمل أى استراتيجية جديدة على أربعة عناصر:
• العقوبات الاقتصادية: ينبغى على واشنطن وحلفائها زيادة العقوبات غير أنه ينبغى عليها توجيهها نحو النظام وأنصاره للحد من تداعياتها على الشريحة الأوسع من السكان. ويشمل ذلك اتخاذ إجراءات أكثر قوة لتقليص إيرادات النفط الإيرانية إلى جانب بذل جهود أكثر جرأة للحد من تحرك رموز النظام واستهداف أصولهم المالية.
• الضغط العسكري: يجب أن تعزز واشنطن من مصداقية تهديدها العسكرى من خلال انتهاج العديد من الطرق: عبر إظهار مزيد من الانضباط فى رسائلها العلنية بشأن الخيارات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية، وزيادة التعاون العسكرى مع الحلفاء الإقليميين، وتبنى نهج أكثر فاعلية بشأن القضية السورية، وتحديد خطوط حمراء أكثر وضوحاً بشأن برنامج إيران النووي.
• دعم المعارضة: ينبغى على الولايات المتحدة مضاعفة جهودها لمساعدة المعارضة الإيرانية وتعزيز المكانة الدولية للمنشقين الإيرانيين. وقد يأخذ هذا الأمر أشكالاً تقليدية (على سبيل المثال، اجتماع مسئولين أمريكيين مع شخصيات من المعارضة ولفت الانتباه إلى قضيتهم) وغير تقليدية (مثل مساعدة المعارضين على هزيمة جهود النظام للتدخل فى اتصالاتهم ونقل معلوماتهم).
• المفاوضات: ينبغى على واشنطن أن تترك الباب مفتوحاً لإجراء محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بغية إظهار النوايا الطيبة للحلفاء والشعب الايراني. ومع ذلك لا ينبغى عليها أن تسمح باحتمال أن تصرف هذه المناقشات الأنظار عن مفاوضات مجموعة "الخمسة زائد واحد" التى لا تزال المنتدى الأفضل لحشد الضغوط الدولية على إيران.
نقلًا عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى .