رئيس التحرير
عصام كامل

يوميات عم على الفران

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

هل سألت نفسك يوما عن حال ذلك الرجل الواقف أمام الفرن ليخرج لك رغيف العيش المدعم، هل تعرف أحواله وظروفه؟
عم «على» الخباز بأحد الافران البلدى لإنتاج الخبز المدعم والذي يبلغ من العمر 55 عامًا، قرر أن يجيب عن كل أسئلتنا، مؤكدا أن الدولة لم تصلح منظومة المخابز منذ الثمانينيات، وأن المنظومة تحاسب صاحب المخبز على كل جوال بجنيه واحد للخباز وجنيه ونصف للخراط فقط.


وقال عم عيد الفران: « رغم عملى لأكثر من 35 عامًا بالمهنة الا اننى اتقاضى 90 جنيها مقابل خبز 35 جوال يوميًا» متسائلا:،كيف يمكن أن يعيش ولديه خمسة أولاد أحمد بالصف الأول الاعدادى وعبد الرحمن ومريم بالصف الثالث الابتدائى ويوسف بالصف السادس الابتدائي، بالإضافة إلى ابنه الصغير بهذا المبلغ الضئيل في ظل ارتفاع أسعار المعيشة من دروس ومصروفات المدرسة وايجار وفاتورة كهرباء والغاز والمياه؟
وطالب «الفران» الدولة بالتدخل لحماية العمال في المخابز بتغيير المنظومة وزيادة المقابل المخصص للعمال على كل جوال مقارنة بعدد ساعات العمل.

وعن الحالة الصحية قال الفران: ليس هناك تأمين صحى يحميه في حالة وقوع ضرر بعمل أو خارج العمل، مضيفًا أنه تم التأمين عليه منذ شهور معدودة وحتى الآن لا يعرف شيئا عن معاشه الذي سوف يتقاضاه رغم عمله لأكثر من 35 عامًا الا أنه لن يأخذ التأمين الا عن الفترة البسيط الماضية، مضيفًا نحن لا نعرف إذا كان لنا نقابة أو جهه تحمينا.

وعن المخاطر التي تواجهه بالعمل، قال إنها كثيرة وأبرزها ارتفاع الحرارة داخل الفرن خاصة على عامل الخبز لأنه يقف امام السير وفى الشتاء نتعرض لأمراض صدرية كثيرها بسبب الخروج من مكان حار إلى الهواء البارد، بالإضافة إلى استنشاق الدقيق والرده طول اليوم ما يتسبب في إصابة بعضنا بمرض الربو.

واستكمل عم عيد: «مهنة الخباز أصعب من العتالة لأننا نعمل في ظروف قاسية جدًا لكن بعيدة عن اعين الناس فدرجة الحرارة العالية بالإضافة إلى عدم التهوية والتي تفرضها شروط ترخيص المخبز وتجلب لنا الأمراض الصدرية بالإضافة إلى عدد ساعات العمل التي تصل إلى 15 ساعة يومًيا».

تابع: «نظام المرتبات باليوم الواحد «اشتغلت تاخد فلوس مشتغلتش مفيش»، ولا أحد يستطيع العمل طول الأسبوع في ظل هذه الظروف الصعبة، واليومية لا تكفى «العيش الحاف» ونحتاج مجهودًا كبيرًا أثناء العمل « لو تعبت هتشتغل مناول»، مؤكدًا أنه خضع لعملية جراحية وهى «دوالى الساق» بسبب الوقوف على قدمية لمدة تزيد على 12 ساعة يوميًا وعلى حسابه الخاص بالإضافة إلى ادوية «السكر».

وطالب، الدولة بالنظر لحال عمال المخابز مصر وتوفير الرعاية الصحية وعلاجهم من الأمراض الناتجة عن ظروف العمل من خلال تأمين صحى وتأمين اجتماعى يراعى فترة عملهم بالإضافة إلى صرف معاش لهم في حالة عدم القدرة على العمل نتيجة لسوء الحالة الصحية للعمل بسبب اضرار العمل.

وأوضح، أن هناك بعض أصحاب المخابز يقومون يرفع آجر العامل في حال زيادة حصة المخبز المخصصة لها وقد تصل إلى 120 جنيها في اليوم لو وصلت لذلك سوف أكون راضيا.
واستنكر عم عيد الفران إعلان تطبيق الحد الأدنى للأجور بواقع 1200 شهريًا وتطبيق قانون العمل الذي يشمل الإجازات المرضية ولم يصل اليهم حتى الآن فليس لديه إجازات مرضية مثلا.

وتمنى الفران تطبيق قانون العمل على عمال المخابز والاستفادة من قرار الحد الأدنى للأجور ونظرة الدولة لأن «الصنايعى مدفون» داخل المخبز ولا أحد يعلم عنه شيئا.

وتابع: «مش كثير علينا أن نحيا كباقى البشر وننعم بحياة كريمة لى ولأسرتى ما يساعدنى على توفير احتياجاتهم الأساسية دون أن أمد يدى لأحد أو أقترض من أحد».»
الجريدة الرسمية