رئيس التحرير
عصام كامل

عبد السلام جمعة نقيب الزراعيين: مصر ستعيش مجاعة حقيقية بعد بناء سد النهضة (2 – 2)

فيتو

  • خلط الذرة بالقمح لإنتاج رغيف الخبز هو الحل الأمثل
  • القمح والأرز والشعير والذرة الشامية ستنعدم بسبب السد
  • لابد من الاعتماد على الزراعة الجوفية لمواجهة نقص المياه
  • الثروة السمكية في طريقها للضياع بسبب المصارف الزراعية 
  • نقابة الزراعيين تعاني أزمة مالية حقيقية‏‏
  • الدولة التي تخصص مليوني جنيه سنويا فقط لـ ‏650‏ ألف مهندس زراعي 
  • تلقيت عروضا كثيرة لتولى وزارات سابقة ورفضت
  • الحكومات اتبعت سياسات خاطئة للدعم على مدى السنوات السابقة
  • سياسة الدعم الجديدة ستجبرنا على شراء القمح من الخارج بالعملة الصعبة
  • مطلوب إحداث توازن في سياسة الأمن الغذائى بين الإنتاج والدعم
  • سياسة الدعم الجديدة جيدة لكنها ستسبب مشكلات في الاكتفاء الذاتى
  • "مافيا السوق السوداء" تتحكم في محاصيل مصر
  • سياسات الحكومة تُخرب المخزون الإستراتيجي للقمح
  • أزمة المعاشات بالنقابة فوهة بركان 
يواصل المهندس عبد السلام جمعة نقيب الزراعيين والمعروف ب"أبو القمح المصرى" حواره ل"فيتو" عن سبل تحقيق الإكتفاء الذاتى من محصول القمح، وسياسة الدعم الجديدة وأزمة المعاشات بالنقابة التي يرأسها. 

*أين دور مراكز البحوث الزراعية في النهوض بالنشاط الزراعى؟
ما يقرب من 16 معهد بحوث زراعية و10 معامل تعمل في خدمة الزراعة المصرية وتحافظ على حياة المصريين دورها عبارة عن مراكز بحثية تطبيقية تقوم بحل المشاكل في الزراعة يحدها العلاقة التفاعلية بين المرشد الزراعى والباحث الزراعى تحت إشراف وزارة الزراعة، كما أن تلك المراكز تكون مسئولة عن تنمية 8.6 مليون فدان في استباط اصناف جديدة تنتاسب مع فئات مختلفة في مناطق مختلفة وله دور في إنتاج سلالات جديدة لمحاصيل زراعية عالية الإنتاجية بالإضافة إلى قيامه بإنتاج اصناف من نوع خاص لمحاصيل زراعية تكون ميزتها كبيرة النضج قليلة الاحتياجات المائية للحفاظ على مساحة الأرض والحصول على زيادة في إنتاج المحاصيل في استخدام المياه تراعى مشكلة نقص المياه.

*هل سيؤثر مشروع سد النهضة بإثيوبيا على الزراعة في مصر؟
بالتاكيد لأن حصة مصر من مياه النيل 55 مليار متر مكعب منها 80% يذهب إلى الزراعة والتي تقدر بـ8.6 مليون فدان منها مساحات محصولية في الحبوب الأساسية تعتمد على المياه كالقمح والارز والشعير والذرة الشامية وليست الجوفية، وبالتالى ستنعدم تلك المحاصيل وتقل انتاجيتها نتيجة قلة حصة المياه بسبب السد مما يؤدى إلى وقوع الدولة والشعب في أزمة اكتفاء ذاتى وهى باتت مشكلة ضخمة، فمع بناء السد ستتقلص الحصة وبالتالى ستنعدم المحاصيل التي تعتمد على المياه بشكل كبير والمعروف عنا اننا دولة صحراوية نيلية غير مشهورة بالاعتماد على زراعتها على المطر مثل باقى بعض الدول، إذا استمر بنائه فهو يعنى بداية الدخول إلى المجاعة في مصر.

*كيف ننوع الخريطة الزراعية لمواجهة نقص المياه؟
لتنويع الخريطة الزراعية لمواجهة نقص المياه لابد من الإعتماد على الزراعة الجوفية التي لا تعتمد على المياه والتي تزرع في المناطق الصحرواية بشكل مفرط، وهنا يجب أن يلعب الباحث العلمى في إنتاج اصناف جديدة من السلالات تحمل الظروف القاسية من الجفاف وان تكون مبكرة النضج من الناحية الفسيولوجية. 

*ما هو المطلوب لتحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح؟
يجب أن يكون هناك توازنا في سياسة الأمن الغذائى في مصر بين الإنتاج والدعم من خلال الاعتماد على سياسات زراعية بعيدة عن الدعم الخاطىء التي تتبعة الحكومة على مدى السنوات السابقة، حتى الآن سياسة الدعم الجديدة هي في حد ذاتها جيدة للمواطن لكن ستترك لنا مشكلات فيما بعد في الاكتفاء الذاتى فالمنظومة الجديدة زادت من انفاق الدولة للدعم إلى 22 مليار جنيه لأنها اخذت على نفسها شراء تكلفة الرغيف من صاحب المخبز بـ33 قرشا لكى يصل الرغيف للمواطن بجودة عالية بـ5 قروش وبالتالى سيؤدى إلى زيادة الاستهلاك من جانب المواطن في استخدامه كعلف للحيوانات والطيور نتيجة الدعم وبالتالى سنضطر إلى شراء القمح من الخارج بزيادة عما نستورده بالعملة الصعبة في حين أن معدل حصة الفرد في المتوسط في دول العالم 70 كيلو جرام، في المقابل معدل استهلاك الفرد المصرى للقمح 180 كيلو جرام في السنة وهذا فارق كبير.

*هل خلط الذرة بالقمح لإنتاج رغيف الخبز يسهم في تعويض النقص من القمح؟
بالتأكيد هذا هو الحل الأمثل لتعويض نقص القمح فالاعتماد على الرغيف المخلوط بنسبة‏ من‏10%‏ إلى‏20%‏ ذرة ونسبة من‏80%‏ إلى‏90%‏ قمحا بالإضافة إلى إنتاج رغيف الخبز الصافي من الذرة بنسبة‏100%‏ ويتم إنتاجه محليا يسهم بشكل كبير في تعويض النقص في محصول القمح، إلى جانب الاعتماد على تنويع مصادر الغذاء من الحبوب بما يحقق نسبة لا بأس بها من الاكتفاء الذاتي ويخفض وارداتنا من القمح سنويا من ‏8‏ ملايين طن إلى حد أقصى‏3‏ ملايين طن فقط لنتحول من أكبر دولة مستوردة للقمح إلى أقل دولة‏.‏

*وهل توافق على سياسة الدعم التي تنتهجها الدولة فيما يخص رغيف الخبز؟
الدعم هو أساس المشكلات لأنه يساء استخدامه على جميع المستويات، فيوجد أكثر من سعر للسلعة الواحدة ويوجد مافيا السوق السوداء وسياسة الاحتكار‏،‏ لذا يجب على الدولة مراجعة سياساتها بتوحيد أسعار جميع السلع في السوق‏،‏ وفيما يخص السلع المراد تدعيمها مثل رغيف الخبز فيمكن شراؤه بالسعر المعلن ثم اعادة بيعه للفقراء بسعر مخفض.

*هل تراجعت الثروة الحيوانية والسمكية في مصر؟
الثروة الداجنة شهدت طفرة كبيرة بعد إتاحة الدولة انشاء المزراع لتربية الدواجن واصبح لها كيان واسع على مستوى الجمهورية وتكاليف تربيتها محدود مقارنة باللحوم البلدى التي تعتمد على العلف وعلى التربية الكلاسكية أي تحتاج وقتا طويلا في تربيتها لكى تكون مهيئة للذبح بالإضافة إلى أن اغلب المصريين اصبح يعتمد بشكل كبير على الدواجن واللحوم المستوردة قليلة السعر، أما الثروة السمكية فهى في طريقها للضياع نتيجة الإعتماد على المصارف الزراعية وليس على بحيرات، إلى جانب قلة إنتاجها والذي لايكفى لسد احتياجات المواطنين مما يجعلنا نلجأ إلى الإستيراد من الخارج فمع إهمال تلك الثورة يجعلنا نقلق ويدخلها إلى طريق الضياع.

*وماذا عن أبرز مشكلات النقابة حاليا؟
‏تعد نقابتا الزراعة والفلاحين من أكبر النقابات من حيث عدد الأفراد ورغم ذلك يتلقون أقل نسبة دعم من الدولة التي تخصص مليوني جنيه سنويا فقط ل‏650‏ ألف مهندس زراعي مما أدي إلى تأخر صرف المعاشات لمدة عامين متواصلين‏.

‏ *ولماذا لم تتقدموا بطلباتكم إلى الدولة؟
‏نحن في انتظار تقديم مقترحات بمطالبنا في مجلس الشعب المقبل لضمان زيادة المخصصات المالية لأننا نعاني أزمة مالية حقيقية‏‏

*لماذا يطلق عليك " أبو القمح "؟
لاننى افنيت حياتى كلها في دراسات علمية وبحثية من أجل استباط سلالات جديدة للقمح كما كنت حريصا على ضرورة متابعة الحكومة تجاه هذا المحصول لأنه روح الحياة. 

*هل تفكر في قبول حقيبة وزارية أو الترشح للبرلمان؟
لم أفكر ولست من ينخرطون في السياسة، وتلقيت عروضا كثيرة في وزارات سابقة لكنى رفضت
الجريدة الرسمية