رئيس التحرير
عصام كامل

ونؤكد للتايمز: هي "صفعة مصرية لأمريكا" فعلا !


أمس الأول وفي مساء يوم اختيارها كتبنا ننتقد الحملة البشعة التي تتعرض لها السيدة فايزة أبو النجا، من قرار السيسي باختيارها.. واندهشنا من ملامح الحملة التي تنطلق من جهات محددة لكن يرددها الكثيرون بما فيهم أشد خصوم أمريكا وأكثر مؤيدي السيسي..وقلنا إن السلوك الجمعي على الفيس بوك والمواقع الاجتماعية هو السبب..فالكثيرون يتأثرون بسلوك أقرانهم ويقلدونهم دون تروٍ ومن دون تفكير ولا تمحيص..الآن..يصبح اللعب على المكشوف..كبرى الصحف الأمريكية تكشف النقاب عن الأزمة الحادة الممتدة بين مصر والولايات المتحده منذ إطاحة الإخوان عن السلطة في مصر..وهي الأزمة التي مازال البعض بفعل ما عاشوه في الماضي وبفضل محدودية تفكيرهم لا يصدقون هذه الأزمة ويشككون فيها.. التايمز تعلنها صريحة: "اختيار أبو النجا صفعة لأمريكا..واستمرار للتحدي" !


وتضيف الصحيفة: "عودة أبو النجا كمستشارة للأمن القومي تتزامن مع وجود إشارات جديدة إلى أن الحكومة قد تتخذ إجراءات صارمة للتعامل مع المنظمات غير الربحية ومنظمات حقوق الإنسان" وتضيف: "اختفت السيدة أبو النجا عن أعين الجمهور بعد الانتخابات التي أتت بالرئيس محمد مرسي" ! واختتمت تقريرها على موقعها الإلكتروني بما قاله، سكوت ماستيك، المدير الإقليمي للمعهد الجمهوري الدولي: "كيف لنا أن نقول إن مصر تفتح صفحة جديدة وهي تعود إلى شخصيات من الماضي دمرت حتى إستراتيجيتها وعلاقتها مع الولايات المتحدة" !

قبل تقرير التايمز كتبنا عن الحملة التي تنطلق ضد القرار وصاحبه وصاحبته..وقلنا إنها ستتزامن مع غضب أمريكي عارم..يتزامن أيضا مع خلاف مصري أمريكي مكتوم.. ليس من مصلحة أطراف في المنطقة أن يتفجر..فهو إن تفجر سيحرج دولا في الخليج..لكن وفيما يبدو أن ملفات ساخنة تحت السطح باتت مصدرا للخلاف..ربما كان على رأسها الحملة الدولية على داعش ورفض مصر المشاركة فيها ورفضها - فيما يبدو - العدوان على سوريا وربما أكثر من ذلك..فإشارات تقول إن الخلية الإرهابية التي عادت من سوريا وسقطت في دمياط كانت نتيجة تعاون مصري سوري !! كما أن مصر لا تريد التراجع في التعاون الكبير مع روسيا بل تطور التعاون إلى تعاون معلوماتي وأمني وثيق بلغ حد استخدام مخرجات أقمار صناعية روسية !

المهم..سبقت الحملة الأمريكية كالعادة حملة في الداخل من عملاء أمريكا.. ومن الإخوان وعملاء الإخوان..ولهؤلاء مبررات عديدة في حربهم غير الوطنية ضد وطنهم..لكن..ما مبرر الشرفاء الوطنيين؟؟

ملحوظة: فايزة أبو النجا التحقت بالسلك الدبلوماسي المصري عام 75 وكانت شروط الالتحاق هي شروطه في دولة جمال عبد الناصر..أي أن أبناء الطبقة الوسطى يحق لهم الالتحاق بمثل هذه الوظائف الرفيعة..ودرست قبلها أربع سنوات في الجامعة كانت كلها سنوات غضب ضد أمريكا وإسرائيل..وكانت أول مصرية تمثل مصر كمندوب دائم بمقر الأمم المتحدة في أوربا وكذلك مندوبتنا في منظمة التجارة العالمية، وكذلك في مؤتمر نزع السلاح وكذلك في مفاوضات طابا!!
ثم بعد ذلك يسألونك ببلاهة: وما علاقة أبو النجا بالأمن القومي ؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله !
الجريدة الرسمية