رئيس التحرير
عصام كامل

الفنان التشكيلي عز الدين نجيب: السلفيون أكثر رجعية من الإخوان (2 – 2)

فيتو

  • فاروق حسنى كان مخلصا في عمله 
  • وزير الثقافة الأسبق افتقد رؤية الخروج إلى العامة 
  • منذ ثورة يناير لم نر أي اهتمام بالثقافة 
  • السلفيون يمثلون خطرا كبيرا في البرلمان القادم 
  • لا فرق بين حزب النور والإخوان 
  • لو لم تقم 25 يناير ما حدثت 30 يونيو 
  • الأبنودى كاسحة أنغام في الشعر 
  • حجازى الوريث لتجربة الحداثة 


السلفيون يمثلون خطرا كبيرا في البرلمان القادم ولا فرق بينهم وبين الإخوان الذين انهالوا على السلطة بكل غباء وجشع مما كشفهم في أقل من عام.
هكذا يؤكد الفنان التشكيلى عز الدين نجيب في الجزء الثانى من حواره لــ "فيتو"، ويرى أن فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق كان مخلصا في عمله وسعى إلى تحقيق تواصل بين الفن والمجتمع بالرغم من أنه لم يخرج به إلى الأماكن العامة.
وقضايا أخرى كثيرة تحدث فيها نجيب لـ"فيتو"


• شهدت مصر في أقل من أربع سنوات تغير ثلاث رؤساء أيهم أفضل من وجهة نظرك وماذا قدموا للثقافة المصرية؟
شهدت فترة المخلوع محمد حسنى مبارك تعيين فاروق حسنى وزيرا للثقافة وكان مخلصا في عمله وسعى إلى تحقيق تواصل بين الفن والمجتمع بالرغم من أنه لم يخرج به إلى الأماكن العامة ولكن كان حريصا على دعوة الأجانب إلى مصر وإقامة المعارض والمتاحف، وإنشاء الصالونات الشبابية للفنانين وهذا يحسب له في حين أنه افتقد رؤية الخروج إلى الأماكن العامة للوصول إلى الجمهور وأصبح الحراك داخلى فقط، ومنذ ثورة يناير لم نر أي اهتمام بالثقافة بداية من المجلس العسكري ومرورا بمرسي وحتى الآن ولكن تميزت الفترة الحالية برئاسة عبدالفتاح السيسي بشىء لم نشهده من قبل وهى اعتراف الدستور لأول مرة بالثقافة ودورها في تنمية المجتمع واعتبر الثقافة حقا لكل مواطن والدولة مسئولة عن توفيرها. ولكن لم يطبق من تلك المواد أي شىء حتى الآن.

• لماذا تجنب الفنان عز الدين نجيب الكتابة واتجه للفن؟
هذا ليس تجنبا وإنما مسألة تنظيم وقت لأن الأدب لديه أنانية ويريد أن يحتكر الفنان ويستولى عليه فلابد أن يتفرغ له وأنا لا استطيع أن اجمع بينهما في وقت واحد، وأصبحت أشعر بالتقصير الشديد في الأدب وعكفت على روايتين مختلفتين في المرحلة الأخيرة وسوف انتهى منهما قريبا وهما بعنوان "نداء الواحة" و"دبيب العقرب".

• كيف ترى الوضع الثقافي الحالى في البلاد؟
الوضع الثقافى أشبه بقارب شراعى فلا توجد كابينة قيادة ولا مشروع يأخذ هذا القارب إلى وجهة معينة وينطلق مع التيار والمثقفين لديهم نوايا حسنة في مستقبل البلد وخاصة بعد ثورة 30 يونيو ولكن لا توجد قوة منظمة للمثقفين ومايحدث بينهم من أدباء وفنانين وغير ذلك سببه غياب القيادة وتخبط النظم المتتالية للحكومات من وزارات لا تعرف ما هي الإستراتيجية الضرورية التي تمر علينا بالعديد من وزراء الثقافة الذين لم نجد لهم أي أجندة لأهداف العمل الثقافى بل كانوا يغرقون في المشاكل اليومية والمطالب الفئوية ولم يخرجوا خارج الصندوق ليتطلعوا إلى الإمام ويبحثوا عن رؤية شاملة في تحقيق المشروع الأكبر للثقافة في تلك الفترة.

• ما دور الفن التشكيلى في المجتمع؟
انفصل الفن التشكيلى منذ أن أغلقت حجرات وقاعات الفنون والهوايات الفنية بالمدارس منذ السبعينات حتى الآن لأن المدارس كانت تضم الطلبة الموهوبين في كل المجالات وكانت المفرغة التي تفرغ لنا المواهب وتكشفها لنا طول الوقت فأصبح لدينا نوع من الجفاف بغياب هذه المفارغ، في المقابل كان تركيز الحكومات منذ الـ 40 سنة ماضية على أن الفن والثقافة بيئة لهم مجال واحد وتركزت في منطقة واحدة هي العاصمة من مسرح وحفلات وغيرها واهملت الاقاليم مما اثر على الفن التشكيلى لأنه فن نخبوى يتطلب مذاقا خاصا وجمهوره قليل فحصره المسئولون في القاهرة مما عاد بالسلب عليه، إلى جانب غياب المنابر والمنافذ لعرض أعمال الفنانين الموهوبين وانصراف الدولة عن إقامة أعمال فنية وسط الأماكن العامة ورفعت يدها من تثقيف الشعب جماليا مما جعل القبح يحل محل الجمال.

*تشهد البلاد في الفترة القادمة مرحلة انتخابات برلمانية هل ترى أن السلفيين يمثلون خطرا على البرلمان القادم؟
السلفيون يمثلون خطرا كبيرا في البرلمان القادم حيث انهم لا فرق بينهم وبين الإخوان الذين انهالوا على السلطة بكل غباء وجشع مما كشفهم في أقل من عام، لذلك تعلم السلفيون الدرس من الإخوان وأصبحوا يدخلون العمل السياسي بحذر إنما أفكارهم هي نفس أفكار الإخوان واتجهاتهم تعود بالمجتمع إلى الخلف لأنهم أشد رجعية من الإخوان وهم من أصحاب التيارات المتشددة ويبحثون عن الأكثر تطرفا ويسيرون عليه ويستفيدون من تفكك القوى الليبرالية، والأنظمة الفردية في الانتخابات تتيح لهم مجالا واسعا للسيطرة على البرلمان وبخاصة في الصعيد.
ويجب على المسئولين تصنيف الدوائر وإتاحة الفرصة للقوائم المختلطة بدلا من القوائم المطلقة أو الانتخابات الفردية لتضييق المساحة أمام السلفيين والقوى الرجعية.

• هل الفن التشكيلى سيشارك في انتخابات البرلمان القادمة؟
الفن سيشارك في المنافسة لإنتاج البوسترات والبانرات التي توضع في الميادين والمناطق العامة، ولا أظن أن أحدا من الفنانين سيشارك في خوض الانتخابات بسبب بعدهم عن العملية السياسية ورؤيتهم للسياسة رؤية إضاءة فقط. وأنا أفضل أن أعمل عن طريق الكتابة والفن والوعى وحاليا أسعى إلى إنشاء مركز ثقافى بالشرقية لرد الجميل لأهل بلدى وكذلك لتنمية الوعى الثقافى والفنى.

• ما تقييمك لثورتى 25 يناير و30 يونيو ؟
الثورتان يكملان بعضهما، ولو لم تقم 25 يناير ما كانت حدثت 30 يونيو ولم تقم 30 يونيو الا لأن هناك اخطاء حدثت في 25 يناير من اختطاف جماعة للثورة، فضلا عن اخطاء شباب يناير نفسهم الذين فضلوا الشعارات دون أن يندمجوا في المجتمع ويجعلوا لهم قاعدة جماهيرية، وعند دخولهم إلى المجتمع كان قد هلكوا من كثرة الاعتصامات والإضرابات. فالشباب يحتاج إلى حنكه في العمل السياسي القائم بالفعل في الواقع وليس المنصات فهم يحتاجوا أن يكونوا في المصانع والحقول لمعرفة كل المصالح والمشاكل وبعدها يخوضوا العمل السياسي بقوة.

• ما رايك في كل من عبدالرحمن الابنودى، سيد حجاب، أحمد عبدالمعطى حجازى، علاء الأسوانى؟
جميعهم لهم الاحترام والتقدير وكل واحد له دور هام، فالأبنودى كاسحة أنغام في الشعر بلدوزر بشعره يستطيع أن يحرك قوى جماهيرية واسعة وعريقة جدا بحس ثورى وإلمام عريق بالهموم وقضايا الجماهير وهذا امتداد طويل لتاريخه.
سيد حجاب إبداعه المؤثر جدا هو الشعر الغنائى في المسلسلات وهى النافذة التي يطل منها على الجماهير، وتميز ببلاغة الكلمة والعبارة وهو دائما في دائرة المثقفين والنخبة وله شان آخر في فتح الطريق لقلوب الملايين من الجماهير وسعدت بوجوده في لجنة الخمسين.
حجازى، قائمة تاريخية للشعر فهو الوريث لتجربة الحداثة في الشعر المصرى المعاصر وتلقى الراية من بعد صلاح عبدالصبور، وتميز بالشعر العاطفى والوطنى والشعر الذاتى المعبر عن الهموم الإنسان وتطلعه ولكن شغل نفسه أكثر بالكتابه عن هموم الثقافة والواقع والمجتمع على حساب الإبداع الشعري.
الأسوانى، له حق وصادق في موقفه المعارض للرئيس عبدالفتاح السيسي وينظر إلى ما حدث بالانقلاب العسكري وأنها دولة بوليسية وليس وحده في هذا الاتجاه فهناك تيارات من الشباب وبعض الأحزاب تتبنى هذا الرأى وبقدر ما نعطيه هذا الحق في رأيه لابد من إعطاء الآخرين الحق في التحاور معه حيث أنه متعصب لرأيه، والدليل على ذلك تركه للجريدة التي كان له مقال ثابت فيها لإحساسه بأنه محاصر وأنا أحب أسلوبه في الكتابة بشكل عام فهو يكتب عن الحياة اليومية وكأنه من داخلها.

• كيف ترى مشروع قناة السويس الجديدة وهل ستشارك بعمل في هذا المشروع ؟
اتحمس له لأنه مشروع قومى للنهضة المصرية مثل مشروع عبدالناصر وهو بناء السد العالى الذي ارتبط به عدة مشروعات أخرى، ومشروع قناة السويس الجديدة لم نرى منه سوى البداية واتفاءل به، اما المشاركة الفنية تتطلب المزيد من الوقت لأن الرسام يحتاج البشر وهم يعملون مثل أيام السد العالى الذي شاركت بأول اعمالى الفنيه فيها، وقررت أن انطلق مع أول فوج متحرك من اتحاد الكتاب إلى مقر المشروع.
اما بالنسبة لشهادات الاستثمار فهى أمر مهم أثبت للعالم أن الشعب المصرى ليس سلبيا ولا يسعى إلى المصلحة الخاصة فالشعب اعتبرها ثورة أخرى في مصر لإثبات الحب والانتماء إلى الوطن 

• لماذا تجاهل جهاز النسيق الحضارى الفنانين التشكيليين في تجميل أبنية مختلفة في مناطق القاهرة ؟
التنسيق الحضارى يجد مشكلة مزمنه في اعطاءه مهام عظيمة بدون أي صلاحيات من اتخاذ القرار أو توفير الميزانية لانشاء مشروعات تجميلية، ومن المفترض أن ينسق بين جميع الوزارات والأجهزة التي تخضع له لتنفيذ مشروعاته، فهو في تلك الأيام عاجز عن تنفيذ أي مشروعات جمالية غير طلاء بعض العمارات فقط، إضافة إلى عدم معرفة مخططات المسئولين لما يريدو ا أن يقدموه.
كما أنه من عيوبه تجاهل الفنانيين التشكلين الذين يمثلون القوة الأساسية التي تضع الإستراتيجية لهذا الأمر ونعيب على سمير مرقص رئيس الجهاز أنه لم يعى الأمر بان الفن التشكيلى عماد التنسيق الحضارى.

• ما مستقبل الحرف التراثية وأهم المشكلات التي تواجهها؟
كنت أعلق املا على المهرجان القومى للحرف التراثية الذي افتتحه المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء في أن يسفر عن إقامة مشروع قومى يحتضن الحرف التراثية ويفتح الطرق امامها للنهوض والانطلاق بها وذلك بعد العديد من التصريحات له في افتتاح المهرجان بأهمية الحرف التراثية وقدمت له مشروعا كبيرا للحرف احاله إلى الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة ولا اعلم أي شيىء عنه حتى الآن، وقد اخبرنا عصفور بأنه سوف ينشىء إدارة خاصة بالحرف تخضع لوزارة الثقافة، ولكن في الحقيقة الحرف التراثية تتطلب مؤسسة مستقله بذاتها لتضم العديد من الوزارات للتعاون معا في الارتقاء بالحرف حيث أن تجربة وزارة الثقافة من قبل في رعاية الحرف تجربة فاشلة.
الجريدة الرسمية