رئيس التحرير
عصام كامل

مصلحتنا أهم من غضب أمريكا


توقعت أن تنزعج وتغضب أمريكا لتعيين "فايزة أبو النجا" مستشارا لرئيس الجمهورية في مصر للأمن القومى لأننى أعرف تفصيلًا ما فعلته الإدارة الأمريكية للإطاحة بهذه السيدة من الحكومة المصرية خلال عامى 2011 و2012 ولم يقتصر الهجوم عليها في داخل وخارج مصر، أو حتى مقايضة وجودها الرسمى بالمساعدات الأمريكية لنا.


غير أننى توقعت أن تتريث واشنطن بعض الوقت للتعبير عن انزعاجها وغضبها هذا لا أن تتسرع بهذا الشكل الذي فعلته صحيفة النيويورك تايمز التي تخصصت في الهجوم على السياسة المصرية في الفترة الأخيرة، وتحريض الإدارة الأمريكية على تكثيف ضغوطها على مصر والتكشير عن أنيابها لنا..

ربما يكون ما فعلته النيويورك تايمز إشارة البدء لمن تعودوا دائمًا في بلادنا الرقص على الأنغام الأمريكية للبدء في شن حملات هجوم تطول السفيرة "فايزة أبو النجا" على غرار ما حدث بعد فضحها المحاولات الأمريكية لاختراقنا بالها السياسي السرى وهيئاتها غير العلنية لبعض منظمات المجتمع المدنى التي كانت تتم في كتمان شديد ومن وراء أي جهة مسئولة في بلادنا وبعيدًا عن أعين الرأى العام.

وقبل أن تنشط هذه الحملات التي ظهرت بواكيرها بالفعل أتبعه بعض من يتساءلون بخبث عن علاقة "فايزة أبو النجا" بالأمن القومى إلى أنها ابنة مدرسة الدبلوماسية المصرية التي خرج من بين صفوفها حافظ إسماعيل أشهر وأفضل مستشار للأمن القومى في مصر، وأنها حملت دومًا ملف الأمن القومى على عاتقها في كل عمل قامت به سواء داخل مصر أو خارجها خاصة أنها عملت مساعدة للدكتور بطرس غالى وهو أمين عام للأمم المتحدة.. بل لعل ترشيحها لتولى منصب وزارى داخل مصر كان سببه اهتمامها بالأمن القومى بشكل لافت.

بالنسبة للسادة المتأمركين أو الذين يعتبرون أمريكا هي النموذج والمثل الأعلى عليهم أن يتذكروا أن مستشارة الرئيس الأمريكى للأمن القومى هي في الأصل دبلوماسية مثل "فايزة أبو النجا" التي حرصت على وصفها في بداية هذا المقال بالسفيرة وليس بالوزيرة.
أما بالنسبة للأمريكان أنفسهم فإن كل محاولاتهم للتخلص من "فايزة أبو النجا" سوف تفشل.. بل أبشرهم انتظروا غيرهم من يحرصون على سلامة واستقلال وطنهم في مصر.. فلقد انتهى زمن الانصياع للأمريكان ورجالهم لا مكان لهم في بلادنا، والأجدى لأمريكا أن توفر أموالها لأننا مستعدون فقط لصداقتها ولن نقبل أن نكون تابعين لها.
الجريدة الرسمية