رئيس التحرير
عصام كامل

فايزة.. تفوز دائما


في حكومة عصام شرف الأولى وأثناء الترويج لجامعة زويل في اجتماع عقد بمقر مجلس الوزراء بحضور عدد من الوزراء، كانت من بينهم وزيرة التعاون الدولى فايزة أبو النجا، خرج الدكتور أحمد زويل عن قواعد البروتوكول وقال مخاطبا فايزة أبو النجا: "عقب الانتهاء من الجامعة أول شيء سأفعله هو أن أحلل خلايا السفيرة فايزة أبو النجا، لا أتصور أنها تعمل مثلنا، هي لديها طاقة تفوق تصوراتنا جميعا، لهذا سأحلل خلايا الوزيرة"، وضحكت فايزة وجميع من في القاعة. بعضنا اعتبر أن هذا ليس فقط إطراء من العالم المصري، وإنما وصف دقيق لحجم الجهود التي بذلتها السفيرة خلال حكومات شفيق وعصام شرف الأولى والثانية والجنزوري.


خرجت فايزة أبو النجا من الوزارة قبل تشكيل حكومة الدكتور هشام قنديل، حتى حين اتصل بها الأخير وطلب منها أن تستمر كوزيرة، رفضت. وقالت في حيثيات رفضها، وهو أمر لم تعلن عنه "أن حجم الشهادات التي حصلت عليها خلال عملى أكثر وزنا من جسد هشام قنديل". كانت تريد أن ترد الصفعة على وجه الإخوان بعد تمثيلية سخيفة أدارها الإخوان والسلفيون في مجلس الشورى، حين أحرجوها وقالوا لماذا تستمر كوزيرة وهي فلول في مشهد مسرحي، لكن الوزيرة ردت قائلة واعترفت أنها تعمل لصالح وطنها وأنها فخورة بذلك.

إذن لماذا عادت الوزيرة القوية، صاحبة أكبر قضية هزت العلاقة بين القاهرة وواشنطن فيما عرف بقضية التمويل الأجنبي وكان أحد المتهمين فيها ابن وزير النقل الأمريكي، ولماذا مستشارة الرئيس للأمن القومي وهو منصب في غاية الخطورة والأهمية، رغم أن مهام الوزيرة منذ حكومة نظيف حتى حكومة الجنزوري كانت تعتمد على إدخال قروض وتمويل للحكومة المصرية، وهي تعرف كل السبل والطرق لذلك، فما هي العلاقة بين الأمن القومي وتخصص الوزيرة في المنح والقروض؟ الأغلب أن الوزيرة تعرف خريطة سير رءوس الأموال الأجنبية الشرعية وغير الشرعية، من قبل منظمات أجنبية ومصرية وأفراد، وهؤلاء سينشطون مع الانتخابات البرلمانية. والمفاتيح لدى السفيرة فايزة أبو النجا.

لكن الأهم هو أن هذا الملف كان من المفترض أنه يتبع الوزيرة غادة والي، وبتعيين فايزة كمستشار، سيتحرك هذا الملف من يد الحكومة كجهة تنفيذية، لإخضاعه لإشراف عام تحت يد مستشارة الرئيس، ويبقى دور غادة هامشيا للغاية. قد يبدو للبعض أن هناك تناحرا، ولكنه محاولة لتصحيح مسار تدرك الدولة أهميته خلال ستة أشهر قادمة.

وبقيت حملات التشويه بمجرد إعلان اسم فايزة أبو النجا كمستشارة للرئيس، رغم أن أكثر المعترضين على الوزيرة هم من ينادون بأحقية المرأة ودورها، وكلام فارغ ينتهى بمجرد انتهاء الندوات والمؤتمرات الصحفية، ولم يسعفهم أنه لأول مرة في مصر تأتي سيدة لهذا المنصب الخطير، وهى أهل له، وتدور حملات السخرية من اسمها، وإسقاط أنها في حاجة دائمة للمنصب، لكنهم لم يفكروا أن يد فايزة أبو النجا نظيفة.
الجريدة الرسمية