اليوم ذكرى وفاة الفاروق "عمر بن الخطاب".. أسس التقويم الهجري..أول من أدخل القدس تحت الحكم الإسلامي.. كون جيشا نظاميا لتوسيع نطاق الدولة الإسلامية.. ووجه حملات ضد الفرس وسيطر على أراضيهم
في مثل هذا اليوم، توفي الفاروق، عمر بن الخطاب العدوي القرشي، أمير المؤمنين، وثانى الخلفاء الراشدين ، إنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة، حيث تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة "أبو بكر الصديق".
توليه الخلافة
ويعتبر "عمر" مؤسس التقويم الهجري، وقام بعد توليه الخلافة بتوسيع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان.
وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة، وبهذا استوعبت الدولة الإسلامية كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ أراضي الإمبراطورية البيزنطية.
حملات إخضاع الفرس
تجلّت عبقرية عمر بن الخطاب العسكرية في حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا المسلمين قوة، فتمكن من فتح كامل إمبراطوريتهم خلال أقل من سنتين، كما تجلّت قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه على تماسك ووحدة دولة كان حجمها يتنامى يومًا بعد يوم، ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها.
اعتناقه الإسلام
وعلى الرغم من أن عمر بن الخطاب كان من ألد أعداء الإسلام، وأكثر أهل قريش أذى للمسلمين قبل أن يعلن إسلامه، حيث كان غليظ القلب تجاههم، فقد كان يعذِّب جارية له علم بإسلامها من أول النهار حتى آخره، ثم يتركها نهاية الأمر ويقول: "والله ما تركتك إلا ملالةً"، ومن شدة قسوته جنّد نفسه ليتبع النبى محمد صلى الله عليه وسلم أينما ذهب، فكلما دعا أحداً إلى الإسلام أخافه عمر وجعله يفر من تلك الدعوة ، إلا أن الرسول تمنى أن يدخل عمر بن الخطاب، و"أبو الحكم بن هشام" (أبو جهل) الإسلام ودعا لهما بذلك، وبعد، ومن ثم دخل عمر فى الإسلام بعد فترة قصيرة.
الجيش ونشر الإسلام
أدرك أمير المؤمنين أهمية الجيش في نشر الإسلام، لذلك أوجد فرقًا نظامية تُقدّر كل منها بأربعة آلاف فارس لترابط في كل مصر من الأمصار، وهذا يعني تأسيس جيش نظامي ثابت يُقدّر باثني وثلاثين ألف فارس عدا المشاة والمتطوعين، مما يكفل حماية الدولة، ونظّم الرتب في الجيش مثل "أمير الجيش" على عشرة آلاف أو تزيد، و"أمير الكردوس" على ألف، و"القائد" على مئة.
وأنشأ مراكز عسكرية في المدينة والكوفة والبصرة والموصل والفسطاط ودمشق والأردن وفلسطين، بُنيت فيها ثكنات مخصصة لإقامة العساكر، بالإضافة إلى ذلك أنشأ الخليفة معسكرات في المدن الكبيرة والأماكن ذات الأهمية الاستراتيجية.
عزل والى البحرين
كره الفاروق ركوب البحر ونهى قادة الجيش عن القتال فيه، وقد قام بعزل العلاء بن الحضرمي والي البحرين لأنه ركب البحر، كما أنشأ عمر ديوان الجند وكفل للجنود معيشتهم ومعيشة عائلاتهم، مقابل انصرافهم إلى أعمال الجندية.