مجلس السيدة السفيرة
رغم أن مصر تزخر بالكثير من الكفاءات الشابة فما زلنا نتمسك بشغل المواقع الرئيسية في الدولة بمن تعدى السبعين أو حتى الثمانين من العمر. ولعلنا نتساءل متى نستفيد من الشباب الذي قام بثورتين أطاحتا بعصر مترهل وآخر كاد يأخذ مصر إلى الهاوية ويطيح بحضارة سبعة آلاف عام؟!
علينا أن نتيح للشباب الفرص التي حرم منها طوال ثلاثين عامًا تيبست فيها الدولة بالمحاسيب ورجال الأعمال وكل من له حظوة أو قرابة من سدة الحكم.. لماذا لا نعيش التجربة؟ ولعل المثل الصارخ على ما أقول هو السيدة السفيرة التي ما زالت ترأس المجلس القومى للمرأة إلى جانب عدة مواقع أخرى كمديرة تنفيذية لمنظمة المرأة العربية وعضو لجنة مكافحة الفساد.. وهلم جرا. وكأنها هي المرأة الوحيدة ذات الكفاءة والقدرة على القيادة في مصر المحروسة.
بذلت السيدة السفيرة طوال فترة رئاستها للمجلس جهدًا جبارًا لإقصاء أي قيادة نسائية واعدة. حصرت دور المجلس في إصدار تصريحات سيادتها في الصحف وعلى شاشات التليفزيون. وهمشت دور مجلس أمناء المجلس فاستقال الكثير منهن، وأصبح دوره لا يزيد على دور أي جمعية أهلية ضاربة عرض الحائط بالاختصاصات المنوط به القيام بها طبقًا لقرار إنشائه.
نسبت السيدة السفيرة إلى نفسها ولمجلسها مسئولية خروج ملايين النساء اللائى قلن نعم للدستور، وزعمت أنها حشدت ملايين أخرى لينتخبن الرئيس. والجديد إعلانها أنها صاحبة القرار في اختيار من تشملهن قوائم الأحزاب في الانتخابات القادمة فكيف يتقدم المجلس وهو مؤسسة حكومية بقائمة المرشحات يزكيهن للأحزاب والتحالفات بينما المطلوب مراقبته من مجلس النواب القادم؟!
هل يرشح المجلس من يسائله؟ وهل يرشح مجموعة من موظفاته اللائى يدين بالولاء له وسيتغاضين بالطبع عن أي انحرافات تصدر منه اعترافًا بفضله عليهن؟
إن لهذا المجلس أهمية كبيرة طبقًا للمسئوليات التي يجب أن يتحملها لذا نطالب مؤسسة الرئاسة التي يتبعها المجلس بإعادة هيكلته واختيار أعضائه على أساس الكفاءة والخبرة السابقة والقدرة على العطاء حتى لا يطلق عليه مجلس الهوانم.