توقعات باستمرار تراجع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.. "المشغولات الذهبية": الأسعار تنخفض منذ يوليو 2011.. هاني ميلاد: المستثمرون فقدوا الثقة في الذهب كملاذ آمن من الأزمات
تباينت آراء خبراء الذهب والمتخصصين حول انخفاض أسعار المعدن الأصفر بشكل حاد خلال تداولات الأسبوع الماضي لتصل إلى مستوى 1172 دولارًا أمريكيًا للأونصة وهو أدنى مستوى له منذ 4 سنوات.
من جانبه توقع المهندس رفيق عباس، رئيس شعبة المشغولات الذهبية باتحاد الصناعات المصرية، استمرار انخفاض أسعار الذهب خلال الفترة القادمة، إذ إن الأمر مرتبط بتحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية العالمية.
وأوضح أن أسعار الذهب تنخفض منذ شهر يوليو 2011 مع اتجاه الأوضاع العالمية نحو الاستقرار والإصلاح الاقتصادي، مؤكدا أن الأسعار العالمية للذهب تنعكس - بشكل مباشر - على الأسعار المحلية، وبالتالي فإن انخفاض أسعار الذهب بالبورصات العالمية سيؤدي لانخفاضها محليا.
ولفت عباس إلى أن ارتفاع سعر الذهب العالمي مرتبط بارتفاع سعر الدولار، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار الذهب في فترات سابقة كان حدثًا عارضًا مرتبطًا بتذبذب الأسعار العالمية، ما بين الانخفاض والارتفاع، إلا أنه كان من غير المتوقع استمرار هذا الارتفاع أو عودته خلال الفترات القليلة المقبلة.
وأضاف رئيس شعبة المشغولات الذهبية باتحاد الصناعات المصرية، أن الركود ما زال يسيطر على الأسواق مقارنة بأوضاع سابقة قبل ثورة يناير، موضحا أن هذا التراجع بالمبيعات مرتبط بسوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد، وعدم الثقة في المعدن الأصفر، الذي كان يمثل مصدرا للملاذ الآمن في فترات سابقة.
وأكد الدكتور هانى ميلاد، عضو شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أن الانخفاض الحاد لأسعار الذهب المحلية يوم الخميس الماضي هو انعكاس منطقي لانخفاضه بالبورصات العالمية، لافتا إلى أن استمرار هذا التراجع خلال اليومين الماضيين أمر طبيعي بالتزامن مع إغلاق البورصات العالمية.
وقال «ميلاد»: إن استمرار انخفاض سعر الذهب خلال الفترة المقبلة، رد فعل طبيعي لانصراف المستثمرين عن شراء الذهب، موضحًا أن الذهب لم يعد ملاذا آمنا، بعدما سيطرت حالة من التذبذب الملحوظ على أسعاره خلال الفترات الماضية.
وأوضح عضو شعبة الذهب، أن المعدن الأصفر هو الملاذ الآمن الوحيد للمستثمرين في وقت الأزمات الاقتصادية العالمية، لذلك من غير المتوقع ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، لأن الأوضاع العالمية مستقرة في الوقت الحالي.
وأضاف «ميلاد»، أن السوق المحلية ما زالت تعاني من الركود بسبب تراجع مستوى معيشة الأفراد، بالتزامن مع بداية الدراسة، متوقعا زيادة الإقبال على شراء الذهب فور استقرار الأوضاع الاقتصادية في مصر بعد عودة الاستقرار الأمني والسياسي بشكل تدريجي.
وفي سياق متصل، قال السيد الشرقاوي نائب رئيس شعبة الذهب بغرفة الإسكندرية التجارية، إن الأخبار التي تداولت خلال الفترة الأخيرة حول اتجاه سويسرا لبيع 20% من مخزونها من الذهب، هى السبب الرئيسي وراء انخفاض أسعار الذهب العالمية والتي انعكست بدورها على أسعار الذهب بالأسواق المحلية.
وأوضح أن هذا الخبر أحدث هزة في السوق العالمية، ومن ثم انعكس على سعر الدولار وسعر الأوقية التي انخفضت من 1236 دولارا إلى 1174 دولارا، متوقعا استمرار انخفاض أسعار الذهب العالمية، حال إعلان سويسرا فعليا عن بيعها للاحتياطي من الذهب، أما في حالة تراجعها عن ذلك سيستقر الذهب عند أسعاره السابقة وفقا للبورصات العالمية التي تعتمد على العرض والطلب.
وأكد الشرقاوي أن أسعار الذهب المحلية تراجعت 13 جنيها في أسبوع واحد، متأثرة بانخفاض الأسعار العالمية، لافتا إلى أن الأسعار كانت ثابتة عند انخفاض، إذ كان سعر العيار 21 يتراوح ما بين الـ260 والـ258 جنيها.
وأضاف الشرقاوي نائب رئيس شعبة الذهب بغرفة الإسكندرية التجارية، أن السوق المحلية للذهب تعاني ركودا ملحوظا، مستبعدا حدوث حركة في البيع والشراء خلال الفترة القادمة.
وعلى الجانب الآخر انتقد شريف السرجاني، رئيس رابطة تجار الذهب، وكيل شعبة تجارة المصوغات والمجوهرات بغرفة القاهرة، وصف انخفاض أسعار الذهب الأسبوع الماضي بالحاد، موضحا أن انخفاض سعر جرام الذهب بالأسواق المحلية 7 جنيهات ما يوازي الدولار، مشيرًا إلى أنه ليس من المنطقي استخدام مصطلح انخفاض حاد للتعبير عن هذا التراجع البسيط.
وأكد «السرجاني» أن التنبؤ بأسعار الذهب خلال الفترة المقبلة أمر مستحيل، لأنه مرتبط بشكل مباشر بسعر الذهب العالمي، الدولار بالسوق الموازية، لافتا إلى أن الطلب على شراء المعدن النفيس متراجع بسبب تدني الأوضاع الاقتصادية.
وأشار عضو شعبة تجار الذهب، إلى أن الإقبال على شراء الذهب في الوقت الحالي مرهون بالضرورة كشراء الشبكة أو الهدايا بالنسبة لميسوري الحال، موضحا أن الذهب لم يعد الملاذ الآمن والوسيلة الوحيدة للادخار كما كان من قبل، خاصة في ظل وجود آليات مختلفة للادخار.
وأضاف «السرجاني»، أن السعر العالمي للأوقية ارتفع إلى 1900 دولار منذ نحو عام ونصف، إلا أنه في الفترة الماضية انخفض ليصل إلى نحو 1200 دولار أو ما يزيد، ما يؤكد انخفاض أسعار الذهب عالميا خلال الشهور السابقة، وهو ما انعكس بدوره على الأسعار المحلية، مؤكدا أن الأسعار المحلية لم تتأثر بشكل كبير بسبب تراجع قيمة العملة المحلية.
يذكر أن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية كان له الأثر الأكبر في هبوط سعر الذهب خاصة بعد قرار المجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي «البنك المركزي» بإيقاف خطط التيسير الكمي التي تحفز الاقتصاد من خلال شراء السندات الحكومية.