عبد الغني: البعض يحاول صناعة بطولة زائفة مستغلا أزمة الأثريين
أعلن الدكتور أحمد عبد الغني، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، تقديره
واحترامه الكامل لجموع الأثريين ولوزارة الآثار بقيادة الدكتور ممدوح الدماطي،
وذلك ردًا منه على تحريف تصريحاته الأخيرة لتنال من الأثريين التي جاءت تعقيبًا
على مطالبة بعض الأثريين بنقل أحد الأعمال الفنية من مطار القاهرة، بحجة أنه يسيء
إلى سمعة مصر والمصريين.
وقال عبد الغني: إن ما جاء على لسان أحد الأثريين تعقيبًا على بياني
الأول، إنما يؤكد ما سبق وذكرته من وجود دُخلاء غير مؤهلين على كل وظيفة ومهنة،
ولكم أسفت أن أرى مَنْ كنا نحسبه أهل خبرة وعلم بهذا المستوى من الفهم، فالرسالة
كانت واضحة ولا مجال فيها للبس أو تأويل، ولم أقصد بها مطلقًا جموع الأثريين ولا
يمكن تعميم قولي بجهل البعض بالقراءة الصحيحة للعمل الفني وإن كان هذا طبيعيًا
وواردًا ليشمل الكل، ولا يوجد مجال في الدنيا لا يوجد به تقصير من بعض من ينتسبون
إليه، بل قد يسيئون إليه كالنموذج الذي دفعنا لهذا التوضيح.
مضيفًا أن وزارتي الآثار والثقافة هما نسيج واحد متكامل، فالآثار
تحمي وتصون التراث المادي والثقافة تحافظ وتحمي التراث غير المادي، وهما بذلك كيان
واحد في وزارتين، وأن قطاع الفنون التشكيلية تربطه علاقة احترام وتعاون بناء مع
جميع المسئولين بوزارة الآثار الذين أتقدم لهم بكل التحية على ما يبدونه من تعاون
دائم مع القطاع، حيث إن هناك مواقع بالقطاع تندرج مبانيها تحت إشراف الآثار، ولذا
فنحن على تواصل وتعاون دائم ومستمر، وهو تعاون مثمر وبناء ويسوده الاحترام
والتقدير المتبادل.
واختتم قائلا: إن محاولة البعض الوقيعة بين الفنانين التشكيليين
والأثريين، بإسقاط بعض مفرداتي الواردة في بياني السابق على عموم الأثريين، إنما
يحاول أصحابها أن يصنعوا من أنفسهم أبطالًا ولكن من ورق، فأنا لم أذكر أمثلة لما
تعرضت له بعض مواقعنا الأثرية إلا توجيهًا لهؤلاء الذين قد يكونون هم أنفسهم أحد
أسباب الكارثة بشغلهم أنفسهم عن واجبهم الرئيسي ومسئوليتهم الوطنية، ليتبنوا
الدفاع عنها بقدر الحماس في الهجوم على عمل فني متميز، فما من عاقل يُنكر ما تعرضت
وتتعرض له الآثار المصرية لعمليات نهب وقرصنة ممنهجة، وهذا ليس معناه تقصير
القائمين عليها الذين نُثمن دائمًا دورهم الوطني الهام، وهنا أشفق على بعض من
تبنوا هذه البطولة الزائفة، وليس من المعقول أن يأتي ردي السابق نتيجة اختلاف في
وجهات النظر، فالاختلاف وارد وطبيعي، ولكن دون الإساءة للآخر، وهذا هو السبب،
فقبول أو رفض عمل فني هو أمر نسبي، لكن أن تصفه بأنه يسيء إلى سمعة مصر وكأنه عمل
مُشين فأنت بهذا خرجت من دائرة النقد إلى دائرة التعدي والتجريح وتشويه عمل فني
يراه المتخصصون من فنانين ونقاد عملا إبداعيا جديرا بالاحترام.